hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

مهرجان سينمائي لبناني واعد في دبي

الثلاثاء ٢٤ آب ٢٠٢١ - 08:51

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إلتقت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة منال عبد الصمد وفداً من مهرجان سبوت شوت فيلمز الدولي الذي يعقد في بيروت في 24 أيلول المقبل بنسخته الأولى.

يُعتبر «مهرجان سبوت شوت فيلمز الدولي» من أهم المهرجانات للافلام القصيرة في المنطقة، نظراً لمنهجيته ومهنيته في تقييم الافلام من مختلف أنحاء العالم، على أسس مهنية واضحة، أُرفقت في شروط الاشتراك في المهرجان، على موقع عالمي معروف وشهير بين صنّاع السينما «فيلم فري واي». إذ لم تضع إدارة المهرجان أية تحفظات فكرية أو شروطاً أو قيوداً، عدا الشرط الفني للفيلم وقيمته السينمائي.

وبناءً عليه. اشترك و«بشكل مجاني وفقاً لحرص ورغبة إدارة المهرجان» 2922 فيلماً قصيراً من 120 بلداً من مختلف الدول: من أوروبا، أميركا، العالم العربي، روسيا، إيران، والمكسيك وكوبا وكندا والبرازيل والصين ومن اليونان والأردن والعراق ومصر ولبنان وسوريا والمغرب وافغانستان والسعودية واليمن وغيرها. تأهّل منها 400 فيلم لمرحلة ربع النهائي، مع الاشارة إلى أنّ نظام المهرجان اعتمد على جولات وتصفيات شبيهة بنظام كرة القدم. وعملياً فإنّ عملية التقييم والقبول للأفلام اعتمدت على الجمع بين سينماتوغرافيا عالية ومهنية النص والسيناريو، مع الاهتمام بسينما الشباب والمرأة. وحملت الافلام المشاركة تنوعاً رائعاً من الواقعي إلى الخيالي إلى الدراما الكلاسيكية إلى التجريبي.

وقد طغت الواقعية والتراجيديا على الأفلام القادمة من افريقيا واميركا والفيليبين وسريلانكا، وطرحت تيمات الإدمان والعنصرية والفقر والعنف. اما الافلام المشاركة من روسيا، فكانت أكثر اقتراباً من العبثية والسوريالية في بعضها، وبعضها الآخر حمل واقعية قاسية تحت إدارة مخرجات بعين سينمائية وحضور طاغٍ. وكذلك الافلام المشاركة من رومانيا بسخريتها السياسية الرائعة من الاتحاد الأوروبي. أما الافلام الإسبانية والهنغارية، فغلب عليها الطرح الفكري السياسي الإنساني، في استعادة التاريخ الماضي والعنف الطبقي، إضافة إلى قضايا الشباب في عالم رقمي سريع متغيّر.

الأفلام اللبنانية بدورها حملت تأثراً بالواقع اللبناني، ومنها من تمكّن من عكس هذا الواقع المادي وتجريده وتجسيده بفيلم عالمي كفيلم the hurl، وهو أحد الافلام التي ترشحت للجوائز. أما الافلام الإيرانية فقد طرحت اسئلة وجودية حول مفهوم الهوية والانتماء. بدورها الافلام المشاركة من مصر قدّمت جيلاً شبابياً جامعياً بتجارب مهمّة جداً، تخوض في قضايا المجتمع المصري الاجتماعية بعمق في الطرح، يقابله اختزال عالٍ في الصورة السينمائية وأدواتها. ومن القضايا المهمة التي طرحتها الافلام المشاركة من المكسيك، هي قضايا الحرّيات المجتمعية في ظل فايروس كورونا والرقابة الرقمية. أما السينما الفرنسية، فقدّمت تحفها كالمعتاد بنبض إنساني عميق، يقلب أوجه الاقتصادات الليبرالية وتوحشها. يمكن القول إنّها افلام طرحت قضايا إنسانية، كثفتها إلى لحظات من المتعة والسحر في الصورة والطرح. كذلك الافلام المشاركة من اوكرانيا وأحدها wonder-wall حاز على عدد مهم من الجوائز عالمياً.

لذا، من المهم جداً بالنسبة لنا كفريق، اعتماد هذه الثقة المولاة من قِبل صنّاع افلام عالمية، لمشاهدة وتقييم أفلامهم، كذلك الأمر في مشاركة الافلام الأميركية والبريطانية، وأحدها حاز على جوائز متعددة واسمه boxed.

الافلام الأفغانية بدورها شكّلت انعكاساً مخيفاً لطبيعة العنف المجتمعي والفقر، فقدّمت صورة نقية وشخصيات حيّة بسيطة للفرد وأحلامه، وسط دولة متهاوية تحت قبضة الميليشيات المتطرفة.

وهناك بعض الافلام المشاركة في المهرجان من أوروبا، هي نتاج ورشات عمل بين شباب ومخرجين عالميين، وتمّ ترشيحها للنهائيات، مثل فيلم رائع وذكي اسمه fire extinguisher، ما يعني أنّ اللجنة منفتحة على مختلف التجارب ولا تضع شروطاً مسبقة سوى الإبداع والجمالية. وضمن هذا السياق الجمالي السينمائي العالي أُدرج فيلمان للمشاركة من كل من البحرين واليمن سيتمّ عرضهما في المهرجان أيضاً، حتى يشاهد عشاق السينما اكبر قدر من الافلام الرائعة التي تستحق العرض والتكريم فعلاً.

إنّ هذه المشاركة لي الثانية في التحكيم ككاتبة سورية. لكنها تجربتي الأولى مع مهرجان «سبوت شوت فيلمز»، وهو شرف كبير اعتز به نظراً لمهنيته وزخم حجم المشاركات الدولية النوعية فيه. وأتوجّه بالشكر للاستاذ بلال خريس على دعوته الكريمة لي بالمشاركة، وهو شرف كبير نؤديه لبيروت الغالية على قلوبنا، وتُسجّل للمهرجان مبادرته التي نثمنها، بإهداء دورته الأولى للعاصمة اللبنانية، في ذكرى الانفجار المأساة الذي عصف بها العام الماضي، ويجعل من المهرجان منصّة فينيقية لبيروت التي ستنهض من جديد وتعود مدينة الجمال والثقافة والفن. وبالفعل، إنّ مشاهدة هذه الأفلام ضمن لجنة ضمّت خيرة الخبرات مثل: نضال عبد الحق، ميساء ابو غنام، فصيح كيسو وآمال بن قاسيمي ومعتز صالح وجيزيل خوري، وسوسن عريقي، ولوريس الفرح وعباس احمد وشادي زيدان ورندا قرانوح وصفاء احمد، هو بمثابة انفتاح على تيارات سينمائية جديدة، غنية بمفرداتها البصرية وبرؤيتها للعالم اليوم، وقدرتها على تقديم أنماط وصور متجددة وافكار مختلفة، حتى في سخريتها العميقة من قضايا التمييز الجندري مثلاً وغيرها. وهنا لا بدّ من التنويه أنّ المهرجان خصّص جائزة أفضل ممثلة وافضل مخرجة، كي يضمن توزيعاً متساوياً للجوائز ويدعم المرأة المبدعة.

واليوم نحن نشهد الدورة الأولى من المهرجان، الذي تمتع بفريق اعتماد مهني متنوع من مختلف الدول العربية، ويتمتع بلجنة تحكيم يشهد لأعضائها خبرتهم الطويلة في السينما من مختلف دول العالم من إيطاليا واميركا وسوريا والكويت والإمارات وغيرها. وكلنا ثقة أنّ المهرجان سيتحول إلى حدث سنوي منتظر، وقبلة لصناّع الافلام القصيرة وعشاق السينما في العالم في دوراته القادمة.

سها مصطفى - الجمهورية

  • شارك الخبر