hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

من رامبو إلى آيرون مان.. أفغانستان من حليف للولايات المتحدة إلى عدو

السبت ٢١ آب ٢٠٢١ - 22:52

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أفغانستان اليوم هي الدولة الأشهر على محركات البحث، تتسع عيون العالم لمراقبة التغيرات الكبرى التي تحدث لهذا البلد التي قد لا يعرف الكثيرون مكانها على الخريطة، وذلك لأنها مكانًا دراميًا للغاية، حافلة بالتحولات التاريخية والقصص التي لا يمكن تصديقها لو كتبت في الروايات الخيالية.

ولأن الولايات المتحدة ضالعة في الأحداث هناك قديمًا وحديثًا فقد قدمت هوليوود العديد من الأفلام عن أفغانستان، وتبرز هذه الأفلام مقدار التغييرات الكبيرة في السياسة الأميركية تجاه أفغانستان وطالبان، وكيف حاولوا إقناع العالم يومًا بأنهم الأخيار، ثم حولتهم إلى أشرار مرة أخرى، وفي هذه القائمة أفلام تكشف الوجهين المتناقضين اللذين قدمتهما السينما الأميركية عن أفغانستان.

رامبو 3
امتدت سلسلة أفلام "رامبو" (Rambo) إلى خمسة أفلام بداية من عام 1982 إلى عام 2019، ولكن الفيلم الذي نركز عليه اهتمامنا هنا هو الجزء الثالث إنتاج 1988، من بطولة سلفستر ستالون وإخراج بيتر ماكدونالد، وتدور أحداثه خلال الحرب الأفغانية السوفياتية التي استمرت 9 أعوام ما بين 1979 و1989.

في هذا الفيلم يسافر الجندي الأميركي المغوار رامبو في رحلة خطرة إلى أفغانستان لينقذ زميله المحارب سام تروتمان من أيدي الجيش السوفياتي، وفي الوقت ذاته يساعد مجموعة من المحاربين الأفغان الذين يناضلون لحرية بلادهم.

في هذا الفيلم تعاملت السينما الأميركية بمنطق "عدو عدوي صديقي" وبالتالي كان المجاهدون الأفغان في هذه السردية معاونين للقوات الأميركية ضد السوفيات العدو الأهم للولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، وهو الخطاب الذي تحول تمامًا بعد ذلك بسنوات كما سنرى في أفلام تالية بهذه القائمة.

حرب تشارلي ويلسون
فيلم "حرب تشارلي ويلسون" (Charlie Wilson’s War) إنتاج 2007، كوميدي درامي مبني على قصة حقيقية حول السيناتور تشارلي ويلسون الذي دعم البرنامج العسكري الأميركي لمعاونة المجاهدين الأفغان خلال الحرب السوفياتية الأفغانية، وهو من إخراج مايك نيكولاس ومن تأليف آرون سوركين بناء على كتاب حول هذه العملية، وبطولة كل من توم هانكس وجوليا روبرتس وفيليب سايمور هوفمان وإيمي آدمز.

يتبع الفيلم السردية ذاتها في فيلم رامبو، فهنا السيناتور الأميركي بدعم من الغنية الثورية جوانا هيرنج يتعاونان من أجل الضغط على الكونغرس الأميركي لإنهاء الحرب الأفغانية السوفياتية، الظاهر بالطبع أن ذلك دفاعًا عن الحريات، ولكن الباطن هو ضرب الاتحاد السوفياتي في مقتل، لأن الوضع سياسيًا اتجاه المجاهدين الأفغان تغير تمامًا من الثمانينيات إلى وقت عرض الفيلم، تعرض الفيلم لبعض الانتقادات السياسية لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على الكثير من الترشيحات للأوسكار وغولدن غلوب، لكنه لم يحصل على أي منهما.

عداء الطائرة الورقية
"عداء الطائرة الورقية" (The Kite Runner) من إنتاج 2007 كذلك، ومقتبس من رواية منشورة عام 2003 بالاسم نفسه للروائي الأفغاني خالد حسيني، حول أمير الذي يقتله الذنب بسبب هجرانه لصديق طفولته حسن، وينتقل الفيلم عبر أكثر من خط زمني لنتعرف على حاضر أمير وطفولته في أفغانستان، وعبر هذه الخطوط نغوص في تاريخ كابل قبل الغزو السوفياتي، ثم سنوات الاحتلال التسع، وسقوط السوفيات وصعود طالبان، وهرب أمير مع والده إلى باكستان ثم الولايات المتحدة.

في هذا الفيلم نرى سردية مختلفة عن أفغانستان، حيث لم يتم ذكر أي معاونة من الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان، بل التزم بوجهة نظر خالد حسيني، والفيلم تم تصويره بطبيعة الحال خارج أفغانستان ولم يعرض هناك، وحصل على ترشيح كأفضل فيلم بلغة أجنبية في غولدن غلوب.

الرجل الحديدي
"آيرون مان" أو الرجل الحديدي (Iron Man) هو أول أفلام عالم مارفل السينمائي الممتد، إنتاج 2008 وإخراج جون فافرو وبطولة روبرت داوني جونيور وجوينيث بالترو، تبدأ أحداث الفيلم في أفغانستان، حيث يسافر الثري الأميركي وصاحب مصانع السلاح الأشهر توني ستارك إلى أفغانستان لتقديم أسلحة جديدة للجيش الأميركي، ولكن يُهاجم ويُختطف من جماعة أفغانية تضغط عليه ليصنع لها سلاحًا خارقًا يساعدهم في حربهم ضد الجنود الأميركيين.

في معزله هذا يبدأ توني ستارك في صناعة النسخة الأولى من آيرون مان، ويهزم بالطبع المقاتلين الأفغان كلهم بسهولة ثم يعود إلى الولايات المتحدة لينقذ العالم مرارًا وتكرارًا.

نرى في هذا الفيلم انقلاب تام في السردية الأميركية عن أفغانستان، فبالطبع مع الوجود العسكري الأميركي وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، انقلبت معايير الخير والشر.

المُشاهد للأفلام الأميركية سيرى نسخ مختلفة من أفغانستان في السينما الهوليودية، فنسخة الحرب الباردة والاتحاد السوفياتي كان فيها الأفغان ضحايا يجب مساعدتهم، بينما في النسخ الأحدث تم وضعهم في منزلة الأعداء يجب القضاء عليهم، لتستخدم الولايات المتحدة سلاحها السينمائي المؤدلج تمامًا في تقديم وجهة نظرها وحدها عن العالم، ولكن الشريط السينمائي يفضح كل هذه التناقضات.

الجزيرة

  • شارك الخبر