hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

مصطفى شمس الدين: كل الفنانين من رعيل والدي يستحقون التكريم

الثلاثاء ٧ أيار ٢٠٢٤ - 07:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشكل الفنان الراحل نصري شمس الدين عموداً من أعمدة الفن اللبناني الأصيل. ومن خلال أكثر من 500 أغنية وعشرات المسرحيات والاسكتشات من أعمال الرحابنة وغيرها، تحفر ذكراه في أذهان اللبنانيين. ويجتهد أولاده دائماً ليبقى اسمه يتردد في مهرجان فني أو في إصدارِ طابع بريدي له.

ويستحق نصري شمس الدين وكل رعيله من فنانين لبنانيين، وفق ابنه البِكر مصطفى، التكريم.

أُطلق اسم نصري شمس الدين أخيراً، على «استوديو 4» في الإذاعة اللبنانية. وعدّ زياد مكاري وزير الإعلام اللبناني هذه الخطوة أنها ليست مجرد تكريم فحسب، بل تقدير لإرثه الغنائي. فكما أغنياته كذلك أدواره التمثيلية يحفظها اللبنانيون عن ظهر قلب. فيتذكرونه بدور المختار، والأمير، والوزير، والقائد، والحارس، والبويجي.

يؤكد نجله مصطفى، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن نصري شمس الدين على الرغم من رحيله منذ أكثر من 40 عاماً، فإن ذكراه لا تزال نابضة في قلوب محبيه.

يروي مصطفى قصة هذه الخطوة التكريمية: «تعود الفكرة إلى حسان فلحة، مدير عام إذاعة لبنان الرسمية، وسعينا معه ومع محمد غريب، مدير الإذاعة، ومع زياد مكاري، وزير الإعلام، إلى تحقيقها، ونعمل من أجل هذا الحدث منذ نحو عام. ونحن مسرورون لهذه المبادرة، التي يستحقها نصري وزملاؤه من رعيله، ممن نعتزّ بهم وبالإرث الفني الذي تركوه لنا، وهو جزء لا يتجزأ من التراث اللبناني».

يحمل الاستوديو نفسه عبق فنِّ نصري شمس الدين وعطرَ أغنياته: «كنت أرافق والدي وأنا في العاشرة من عمري إلى هناك. واللافت أن المكان لا يزال على حاله. وعندما دخلته خلال الاحتفال غمرتني تلك الذكريات بقوة، وتخيلته يسجّل واحدة من أغنياته فيه حيث شهد على تسجيل نحو 50 أغنية له. وكان والدي في مرات كثيرة، يلتقط صوراً فيه للذكرى لا نزال نحتفظ بها».

حاول أبناء نصري شمس الدين جمع أكبر عددٍ من أغنياته من إذاعات دول عربية عدة، ورغبوا بأن تُحفظ في موطنه، ويعلق مصطفى: «سافرت إلى الكويت والأردن وقطر والسودان وسوريا بحثاً عنها. لممتها من هنا وهناك بكلّ حب وبلا ملل. الإذاعة اللبنانية وحدها تملك نحو 500 أغنية له».

يتذكر مصطفى والده: «لقد كان يجلس على هذه الشرفة في منزلنا في جون، يتطلّع على المناظر الطبيعية، ومنها يستوحي ألحان أغنياته. كان يستيقظ في الرابعة صباحاً يمسك بعوده ويدندن لحناً خطر على باله. لا يمكنني أن أنسى هذا المشهد، وكأني أراه للتو. منذ لحظات كنت أسمع أغنية له من النوع البدوي، وهي من كلمات الشاعر السوري نمر كركي وألحان والدي؛ استمتعت بسماعها أكثر من مرة للحنها العذب وكلماتها الرائعة».

وهل يمكن أن تعطوها لمطرب في حال طلبها منكم؟ يرد على الفور: «بالطبع لا؛ لأن أحداً لن يقدّمها بروحه وأسلوبه، فلكلّ فنان روحه في الغناء».

ويكمل مصطفى ذكرياته عن والده: «أتخيله أمامي اليوم يعمل في حديقة المنزل. كان يحب الأرض، فكان يزرع ويراقب ويسقي ويقطف المحصول سعيداً بما أنجزه».

يزخر منزل نصري شمس الدين في بلدة جون الشوفية بأغراضه الشخصية وبذكرياته. فأولاده تمسّكوا بكل ما يذكّرهم به من ساعات ومسابح وكاميرات تصوير وقبعات وجِزم جلدية وبواريد صيد. ولكن هل يفكّرون بجمعها في متحف صغير في البلدة؟ «بمقدورنا ذلك من دون شك، ولكن انشغالاتنا الدائمة خارج لبنان تعوقنا عن القيام بهذه الخطوة. وعادة ما نفتح أبواب منزل نصري شمس الدين في شهر أغسطس (آب) من كل عام أمام الزائرين، فيتحوّل إلى صرحٍ ثقافي وفني يقصده كلّ من يحبّه. يكفينا أن تأتي الناس من كل حدبٍ وصوب لزيارته والتعرّف على كل ما كان يستعمله من أغراض في يومياته. فما يهمنا هو الإبقاء على ذكراه نابضة».

يشير مصطفى إلى أنهم يملكون بحراً من الأغنيات لنصري شمس الدين لم تُنشر بعد. وبينها ما دندنها بصوته وسجّلها على ماكينة تسجيل صغيرة كان يملكها: «إنه يعيش معنا دائماً، ولكنْ هناك تقصير من قبل أهل الإعلام في تذكره».

قريباً ستشهد بلدة جون مسقط رأس الفنان الراحل، مهرجاناً فنياً لتكريمه. ويختم مصطفى شمس الدين: «سننظمه بالتعاون مع بلدية المنطقة في شهر أغسطس المقبل. ونأمل في أن يرضي كل من يرغب في استعادة ذكراه كما يحب».

فيفيان حداد - الشرق الاوسط

  • شارك الخبر