hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

صباح تتألق في بلدة بدادون بلوحة تكريمية

الجمعة ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 06:33

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014. رحلت الفنانة صباح تاركة وراءها إرثاً فنياً كبيراً، يتألف من آلاف الأغاني ومئات الأفلام السينمائية، وعدد من المسرحيات.

ورغم المعلومة الخاطئة التي انتشرت مؤخراً، وتفيد بأنّ صباح على موعد مع كتاب «غينيس» العالمي لأرشيفها الضخم، فإنّها في الواقع استطاعت في مشوارها أن تسجل أرقاماً قياسية في عطائها للفن.

ومؤخراً، رفع لها في بلدتها بدادون التي ولدت فيها وحضنها ترابها، لوحة تكريمية في مناسبة ذكرى ميلادها في 10 نوفمبر من عام 1927. وحملت اللوحة التي علقت على مدخل البلدة صورة لها كتب عليها «بدادون بلدة الشحرورة صباح». ويقول رئيس بلدية بدادون، رواد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: «في ذكرى ميلادها تقدمت صديقة عمرها أيدا القطريب بكري بهذه الهدية التكريمية. ونحن في بلدية بدادون تبنينا هذه اللوحة وعلقناها على مدخل البلدة في ساحة السيدة. فصباح هي ابنة بدادون التي نفتخر بها ونخطط لإقامة متحف خاص لها. ولكن ذلك يتعلق بأقربائها المسؤولين عن مقتنياتها، ومدى تفاعلهم مع هذا الموضوع. فهم بمثابة الورثة القانونيين لها، وأي مشروع من هذا النوع هم من سيوافقون عليه».

اللوحة التكريمية لصباح ستُضاء قريباً من قبل بلدية بدادون، كي تكون بمثابة ذكرى مشعة لمشوار صباح الفني. ويعلق فغالي: «المبنى البلدي الذي رصدنا مساحة فيه لإقامة متحف لصباح، لم ينجز بعد، وعلى كل حال، هي الأسطورة الفنية التي حفرت في أذهاننا. أما المتحف فسيطيّب ذكراها ليس أكثر».

عرفت صباح بأناقتها اللافتة حتى أنّ الراحل وليم خوري الذي صمم لها العدد الأكبر من فساتينها، كان يردد أنّها أول فنانة اهتمت بأناقتها، وأنّ كثيرات من بعدها حاولن تقليدها. 400 فستان «هوت كوتور» ارتدتها صباح في أفلامها ومسرحياتها ومهرجاناتها وحفلاتها، قسم منها لا يزال موجوداً في دار الراحل وليم خوري، والباقي وزّعته صباح على الناس. «كانوا يقولون لها (أعيرينا فستاناً) فيأخذونه ولا يعيدونه، حتى أنّ عرائس، طلبن منها فساتين بيضاء، ولم يعدنها إليها، وهي أيضاً أهدت بعضاً منها وباعت بعضاً آخر في أميركا حيث كانت النسوة تدفع لها 10 أضعاف ثمن الفستان الحقيقي ويأخذونه منها»، يقول مصفف الشعر جوزيف غريب الذي رافقها لمدة 23 عاماً. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «مؤخراً أقيم لفساتينها معرض في باريس، في قصر الكونغرس الفرنسي. المبادرة هذه قام بها عدد من الأصدقاء المغتربين والمستقرين هناك، وبعدما تواصلت معهم وزودتهم بنحو 12 فستاناً من أزيائها الموجودة في دار الراحل وليم خوري». يضيف غريب: «كان من المفروض أن يقام هذا المعرض منذ سنتين، ولكن بسبب الجائحة تأخر تنظيمه. وأتأسف كون المقربين منها لم يبادروا بعد إلى تنفيذ فكرة المتحف لها. والدولة اللبنانية أهملت الموضوع بدورها. فصباح إضافة إلى إيصال صوت لبنان إلى الكرة الأرضية بأكملها، كانت صاحبة لقب (ملكة الأناقة) لاهتمامها بإطلالتها على جمهورها. فهي حفرت بصوتها وبأناقتها على المسارح والتلفزيونات والأفلام والمسرحيات. إنّها فنانة لن تتكرر بنظري، وفي آخر أيامها بقيت محافظة على أناقتها هذه بحيث كنت أصفف شعرها باستمرار، وتقلم أظافرها عند سيدة مختصة بذلك».

يطول حديث جوزيف غريب عن الشحرورة، فهو يتذكرها باستمرار كما يقول: «أراها في أحلامي تتألق في فستان أبيض، وخيالها لا يفارقني وأنا أعمل في الصالون أو خلال استماعي إلى أغانيها. تعلمت منها الكثير مثل (التطنيش) والعيش تحت شعار (كل يوم بيومه). لقد كانت بمثابة كتاب مفتوح لا تشبع من قراءته والغب منه. وقد أوصتني قبل وفاتها بأن أؤلف عنها كتاباً وأتمنى أن أستطيع يوماً ما تلبية رغبتها هذه».

عرف غريب صباح عن قرب، وكان إلى جانبها في أيامها الأخيرة. «لم تفكر يوماً بالغد، بل كانت ابنة اللحظة التي تعيشها. فهي لطالما طبقت كلام أغنيتها (يوم بإيدك بكرا بعيد)». ويختم غريب: «أتذكرها في كل شيء، وفي كل مرة ألقي نظرة على بعض فناني اليوم المتعالين والفخورين بإنجازاتهم. فهي كسرت الرقم القياسي بنجاحاتها، وبقيت صاحبة قلب طفل، قريبة إلى الناس ومتواضعة. وهذا الأمر هو ما أسهم في تخليد ذكراها، بحيث لا يزال يتذكرها الجميع مع ابتسامة كبيرة ترتسم على شفاههم، لأنها تعني لهم الفرح».

من ناحيتها، علقت جانين ابنة نجاة شقيقة صباح على الخبر المغلوط الذي انتشر مؤخراً، حول أنها دخلت موسوعة «غينيس». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ارتكز الخبر المفبرك هذا على عطاءاتها الفنية الهائلة وأرشيفها الضخم، وهذه كانت الحقيقة الوحيدة التي تضمنها. خالتي فنانة أعطت عمرها للفن وهي ليست بحاجة إلى كتاب غينيس كي تخلد ذكراها في أذهان الأجيال». وتابعت: «بمناسبة الذكرى السابعة لرحيلها أحب أن أقول، إنّ الدنيا كانت في حضورها ملونة بالأبيض إلى جانب الأسود. وبعيد رحيلها اتشحت بالسواد فقط، لأنّها كانت رمزاً للفرح والبسمة الحلوة». تشتاق جانين المقيمة خارج لبنان كثيراً. «فالمسافات كانت تبعدنا عن بعضنا. ولكن في الوقت نفسه كنا على تواصل دائم مع بعضنا، سيما وأنني أشبهها في نقاط كثيرة وهي كانت تسر لي بذلك. لا أستطيع إلا أن أتذكرها بكل الخير، كانت (ست الكرم) ويدها ممدودة إلى الجميع».

سعدت جانين مؤخراً، بهذه اللفتة التي قامت بها صديقة عمر صباح إيدا القطريب. فهي برأيها «تدل على مدى وفائها للصبوحة. خالتي تستأهل كل تكريم، خصوصاً أنّها عرفت بوفائها وبحبها للناس».

فيفيان حداد - الشرق الاوسط

  • شارك الخبر