hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

ساري وعيّاد خليفة: موسيقانا تعبّر عن شخصيتنا وأسلوبنا

الأحد ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 08:58

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قد تتعدد الأسباب التي أخذت بالأخوين ساري وعيّاد خليفة إلى مشروع أتاح لهما وفي خطواتهما الأولى المشاركة بعمل موسيقي غنائي، وتقديمه أمام جمهور غفير. تهيّبا وقررا المضي قدماً فكانت ولادة سي دي «نسيج» سنة 2014 مع الفنان مايك ماسي الذي دعاهما لمشاركته العمل، وتالياً حفل مهرجان الزوق أمام 3500 متلقٍ. لا يزال التوأم في مطلع العمر والعطاء، نادتهما جاهدة وهبة المؤلفة والملحنة والمؤدية لمشاركتها عملها الجديد «حنين» فلم يترددا. ساري على التشيللو وعياد على البيانو وجاهدة وهبة ترتجل داخل الأستوديو، وهما يخوضان معها لعبتها في العزف والتجلّي والغناء، وهذا ما يرغبانه.
بين «نسيج» و«حنين» كان للشابين المقبلين على الفن بوعي وهدوء وموهبة أن يقولا كلمتهما الخاصة. وأن يعبّرا عن بعض مخزونهما الذي لا يزال يُبرعم وينمو فولد سي دي «صوبيا». أرادا لمن يسمع عملهما أن يشعر بدفء وأمان، سواء سمع الموسيقى الغربية أو الشرقية. أجادا في مزجهما وقدما موسيقى تنادينا لسماعها مراراً، وفي كل مرة نستمتع بجديد.
مع الأخوين ساري وعيّاد خليفة هذا الحوار:
○ كم حمل سي دي «صوبيا» كمولود أول من أفكاركما وطموحاتكما؟
•عيّاد: تصويباً «صوبيا» هو الثاني بعد «نسيج» سنة 2014 بالشراكة مع مايك ماسي ونحن. كُتب «نسيج» موسيقياً بشراكة ثلاثية، وعزفناه للمرة الأولى في مهرجان زوق مكايل.
○ كم يعني لكما كعمل تصنفانه الأول؟
•عيّاد: كتبنا الموسيقى قبل «نسيج» ولم نكن نملك جرأة مشاركة الناس بها. كنّا في بداية العشرينيات حين تعرّفنا إلى مايك ماسي الذي رغب بمشاركتنا له وكانت فرصة ذهبية بأن نتعاون مع اسم معروف. بولادة «نسيج» سُمعت موسيقانا للمرة الأولى خارج إطار العائلة.
○ نعرف مايك ماسي صاحب تجربة خاصة به في عالم البوب. كم أتيحت لكما فرصة التعبير عن ذاتكما؟
•ساري: صحيح هو معروف بالبوب، وفي عملنا معاً سعينا لما هو مشترك. نحن متشبعان بالكلاسيك والجاز، وساد بيننا نوع من التوافق. كل منا بدّل قليلاً عن النسق الذي اعتاده، وولد «نسيج» ولم يكن شعبيا ولا كلاسيكيا بالمطلق. أصفه بالعمل الموسيقي التجريبي، وكذلك أسلوب الغناء ونبرة الصوت. شكّل «نسيج» نكهة مختلفة عن ما نسمعه من الإذاعات. راح باتجاه الصوفية، وتضمّن أغنيات بنيت على كلمات معدودة، تماماً كما كان سائداً في القرنين الـ16 و17 مع الموسيقى الكلاسيكية.
○ هل شكّلت دعوة مايك ماسي لكما للمشاركة في «نسيج» إندفاعة للمستقبل؟
•عيّاد: من دون شك شكلت انطلاقة كبيرة لنا ونحن بعد في مطلع العمر. أن نتواجد مباشرة ولأول مرة أمام جمهور مهرجان زوق مكايل المؤلف من 4000 شخص، ترك رهبة في نفسينا. والحق يقال أننا خلال التأليف الموسيقي بذلنا المستحيل لنكون بمستوى المهمة التي دعانا إليها مايك ماسي. وكذلك الدعم من مهرجان زوق مكايل الذي موّل مشروعاً كلفته عالية. تسجيله تمّ بين بلجيكا وفرنسا، فإنتاج عمل غير تجاري مُكلف.
•ساري: أضيف بأن دراستنا في فرنسا كانت كلاسيك وجاز وكانت لنا العديد من الحفلات التي عزفنا خلالها هذا النوع من الموسيقى. مع «نسيج» كانت المرة الأولى التي نعزف فيها موسيقانا الخاصة، ولهذا كان وقع الحفل مميزا.
○ الحضور في «نسيج» هل ترككما أكثر راحة في تأليف «صوبيا»؟
•عيّاد: عبّد «نسيج» الطريق أمامنا.
•ساري: كنا نجهل مسار الأمور لتقديم عمل موسيقي من تسجيل إلى ماستيرينغ، وميكسرينغ. مع «نسيج» اكتشفنا من A to Z تقنيات التسجيل. والتي يسبقها التأليف ثمّ البحث عن التمويل للتسجيل. ومن ثم تمويل آخر لتسويق العمل وإعداد حفل إطلاقة. وقد يستغرق العمل عاماً بين اللحظة التي يبدأ فيها التسجيل، وحتى تقديمه للجمهور.
○ هل يمكن القول بأن «نسيج» ساهم بفوزكما بمنحة آفاق لإصدار «صوبيا»؟
•عيّاد: نعم. حتى أنه كان مهماً لنا على الصعيد الموسيقي. فنحن لم نكن نكتب قطعة موسيقية بهذه الضخامة والصعوبة. الخبرة التي اكتسبناها تركتنا أكثر راحة عندما تقدمنا بطلب منحة من آفاق.
•ساري: مع العلم أن «نسيج» يتألف من ساعة و20 دقيقة ويتضمن كثافة موسيقية ملحوظة، حتى أني أراه أكثر غنى من «صوبيا» في هذا الجانب. لهذا عند بدء تأليف «صوبيا» وجدنا أننا نعود لما هو أسهل مما سبق. مع العلم أن التعبير مختلف جداً بين العملين. ففي «صوبيا» كنت فقط مع عيّاد ونحن نعرف خطنا الموسيقي. في «صوبيا» تطورت اللغة الموسيقية، ونحن سعينا للتوازن بين التجريب وتقديم ما هو سلس بالنسبة للناس.
•عيّاد: في «نسيج» كنا مع صوت وكلام، وفجأة بتّ مع ساري وحيدين. وقد سعينا ليكون التشيللو بديلاً للصوت البشري بنبرته وحنانه.
•ساري: ميزة التشيللو في مرونته والإمكانات التي يتيحها بعزف الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية. هو آلة طيعة ومن وترها يمكننا فبركة الصوت الذي نرغبه، من الشرقي وربع الصوت والمقامات. آلة تختلف عن البيانو الذي يتميز بالهارموني، ويمكنه مساندة التشيللو ليتألق أكثر. في «صوبيا» أصبحت مع عيّاد في الواجهة، وكان للتشيللو أن يقدّم خطاباً.
○ «صوبيا» يجمع نغمات مختلفة والشرقية منها دافئة وفرحة. رغم متابعة دراستكما في فرنسا كيف لازمكما الإحساس الشرقي؟
•ساري: درسنا الموسيقى الكلاسيكية بشكل صارم وقاسي. وبدون شك أثر العائلة موجود في اللاوعي ومن ثمّ في الوعي. بالتأكيد في داخلنا مخزون من مارسيل خليفة (عمهما) ومن شربل روحانا (خالهما) وأنطون خليفة (والدهما ومسؤول القسم الشرقي في الكونسرفتوار الوطني). منهم نحمل مخزوناً سمعياً قوياً من الموسيقى الشرقية التي لم ندرسها.
○ هل كانت صياغة المقطوعات التسع في «صوبيا» مشتركة؟ وهل ثمة آلية للعمل المشترك؟
•عيّاد: أنا وساري توأم حقيقي، لدينا نظام عمل، وتقارب في الأفكار، ما يُعجب أحدنا سيُعجب الآخر والعكس صحيح. نادراً ما نجتمع في الغرفة نفسها لكتابة الموسيقى. غالباً يباشر أحدنا العمل، ويرسله للثاني ليتابعه، وهكذا. عملنا يشبه لعبة كرة الطاولة.
•ساري: قد يحدث أن يكتب عيّاد 90 في المئة من قطعة موسيقية فأكملها، أو العكس. وقد يطرح أحدنا للآخر فكرة فيتابعها. لسنا حيال منهج عمل موحد. يصدف أن نفترق لزمن وعندما نلتقي تعلن قابلية العمل المشترك عن نفسها بوضوح. ولا شك أن أحدنا قد لا يحب عملاً معيناً للآخر، نصرف النظر عنه ونباشر بمقطوعات نتوافق حولها. الحمد لله أننا وحتى الآن نتوافق في أكثر الموضوعات.
○ هل ترغبان بلقب الأخوين خليفة تماماً كما الأخوين رحباني؟
•ساري: نعمل لنكون معاً، وهذا لا يمنع أن يكون لأحدنا ما يقدمه وحده. نحن توأم ونشأنا معاً، ودرسنا معاً، وكل منا قدم وسيقدّم عملا مع آخرين. العمل معاً هو الأصل، ففيه القوة.
•عيّاد: نحن نعزف على آلتين تكملان بعضهما، البيانو آلة هورمونية، والتشيللو آلة ميلودية. وعندما نعزف معاً نحقق نسقاً وروحاً متقاربة في العزف، سواء كان مع نوطة مكتوبة أو ارتجالا كما حدث في بعض محطات «صوبيا».
○ وماذا عن عملكما الجديد مع الفنانة جاهدة وهبة؟
•عيّاد: هو عمل مبني بنسبة 90 في المئة على الإرتجال. دخلنا الأستوديو ليوم ونصف وأنهينا العمل. سواء في الشعر أو الغناء أو الموسيقى ميزة التجربة مع جاهدة وهبة الإرتجال.
•ساري: حدث هذا لأني وعيّاد نتواصل ويفهم أحدنا الآخر بقوة. مع العلم أننا دخلنا الأستوديو ولم نكن نعلم ما نحن بصدده. أشياء كثيرة ولدت في المكان وكانت ابنة اللحظة. وهذا وجد طريقه للتطبيق بفعل الكيمياء مع الشخص الآخر.
•عيّاد: حين دخلنا الأستوديو مع جاهدة وهبة تملكنا الخوف أنا وساري، ولم نكن نعلم النتيجة التي سنصل إليها، وإن كان إيجار الأستوديو سيذهب هباء. حقيقة شعرنا بالمخاطرة.
•ساري: وأظن بأن المجازفة منحت قوة للعمل، ومنحت الألبوم إحساساً بالعفوية.
○ هل لديكما مشروعاً مشتركاً له معالمه الواضحة؟
•عيّاد: بدأنا العمل في اليوم التالي لإطلاق «صوبيا» على الألبوم الثالث، الإبتعاد لزمن عن الكتابة غير صحّي. عملياً أنجزنا عملاً موسيقياً يتناول في معظمه الأزمات والمصاعب التي يعيشها المواطنون في لبنان.
•ساري: تجربة «صوبيا» علّمتنا الكثير، وثمة أشياء كثيرة سنعمل لتعديلها بالإتجاه الإيجابي. وسيحمل الألبوم الجديد أشياء غير متوقعة. صوتانا سيكونان حاضرين، لا ندّعي الغناء بل هو نوع من التلوين حيث يجب.
•عيّاد: سنكون معاً أنا وساري، ومعاً نعمل لتكبير عملنا. سيعزف ساري في بعض الأماكن 15 صوتاً من التشيللو. أي نحن حيال مجموعة «تشيللوهات» ما يضفي في بعض المطارح صوتاً أوركسترالياً.
•ساري: أحياناً أوزع مقطوعات قد يتواجد فيها بحدود 15 تشيللو بعضها فوق الآخر. إنها الآلية التي استعملناها في الألبوم الجديد، يشعر المتلقي أنه حيال أوركسترا فيما هو فقط مع تشيللو وبيانو. اجتهدنا للتجديد في الكتابة والصياغة.
○ هل صار للإلبوم اسم؟
•ساري: نفكر بعدة عناوين لها صلة مباشرة بلبنان، وبعيداً عن الإستثمار بالأزمة القائمة. نهتم أن نحكي عن وطننا بصدق، وبعيداً عن تأثيرات الضوء.
○ ولستما مرشحان للانتخابات؟
•ساري وعيّاد: بل سنصوت من مقر أقامتنا في فرنسا.
•كم يشغلكما أن فنانين كُثر من العائلة يؤلفون الموسيقى ولهم شهرتهم الكبيرة. هل يربككما هذا الواقع؟
•ساري: لا شك بأن وجود مشهورين في عالم الفن ضمن العائلة يتسبب بالضغط على من ينطلقون من جديد. ضغط يفرض ذاته بدون إرادة منا. مارسيل «خليفة» صاحب شهرة كبيرة، ولا شك بأن الناس سيعقدون المقارنة بينه وبين كل موهبة جديدة. واضح أننا عيّاد وأنا، حيال أسلوب مختلف في الموسيقى عن الفنانين جميعهم في العائلة، من مارسيل وشربل (روحانا) ورامي وبشار. ولكل منا شخصيته وأسلوبه.
•عيّاد: من المؤكد أن رأي من سبقونا يهمنا، خاصة وأنهم جميعاً أثبتوا حضورهم على الساحة الفنية. لكننا نسعى قدر المستطاع لتقديم خطنا المستقل الذي يشبه شخصيتنا، وهذا الطبيعي. فنحن من جيل مختلف ولنا حياتنا المختلفة. نحن نخبر في موسيقانا ما اختبرناه في حياتنا، وهو لا يشبه ما عاشه من سبقونا. لدينا قصتنا ونرغب بأن نعبّر عنها بصدق بدون تأثير من العائلة.
○ وهل تسير رغباتكما هذه بسلاسة وبدون تعقيدات؟
•عيّاد: التعقيدات موجودة. من دون شك سيعطي مارسيل رأيه حين نُسمعه عملنا، وكذلك والدنا انطوان الذي نراه صارماً وقاسياً على الصعيد الموسيقي. وفي أحيان يطالعنا بموقف جازم حلو أو غير حلو، ويرفض الوسط. أكيد نشعر بالأسر من تلك الآراء، لكننا اكتسبنا مع الوقت خاصية عدم التأثُر لنحافظ على هويتنا وشخصيتنا الفنية. وتعلمنا أننا لن نتمكن من إرضاء الجميع، منهم من سيُحب، ومنهم من سيُحب أقل. مع العلم أننا نسمع كل نقد بإيجابية، نُحسّن حيث يجب، ونترك ما نحن على قناعة به على حاله.
○ إضافة إلى مشروعكما الشخصي كيف تتابعان حياتكما في فرنسا وأنتما من مواطنيها؟ هل لديكما عملكما الذي تلتزمان به؟
•عيّاد: نعيش كل في مكان، ألتزم بعمل في معهد موسيقي في ضواحي باريس حيث أدرّس البيانو. وساري يمارس العزف على التشيللو في الحفلات.
•ساري: التزم العزف في حفلات أدعى إليها، كما ألتزم بمشاريع مع عدد من الفنانين، سواء في التسجيل أو في الحفلات.
•عيّاد: أعلّم عزف البيانو فهذا جزء من شخصيتي، وليس كل شخصيتي. أحب إحياء الحفلات، والتأليف، وأحب اللعب على المسرح. في مكان ما الاستقرار المادي ضروري وهذا حال التعليم، خاصة في زمن الجائحة.
•ساري: مرّ الحجر، وأنا حالياً حيال الكثير من الحفلات منها الكلاسيك، والشرقي والجاز. بكل تواضع لدي ترف اختيار المكان والأشخاص الذين أعمل معهم، بعد سنتين شائكتين بسبب كورونا. وفي الختام أنوه بعمل جميل قمت به على مدار عامين مع الأوركسترا الفلارمونية لمدينة ستراسبورغ. ومن ثم عدت إلى باريس.

القدس العربي

  • شارك الخبر