hit counter script

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

"ريبيكا" 2020.. يستثمر فضول المشاهدين بنسخة مرتبكة من رائعة هيتشكوك

الخميس ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 08:43

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في عام 1940 انتقل المخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك، الذي كان قد حقق عدداً من أفلام التشويق والجريمة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفقاً لعقد مع المنتج الشهير ديفيد سيلزنيك لصنع عدد من الأفلام.

اختار هيتشكوك رواية “ريبيكا” للكاتبة البريطانية دافني دو موريه، التي اشتهرت، مثل هيتشكوك، بقصص الجريمة الغامضة والمخيفة، وأسند بطولة الفيلم لاثنين من نجوم السينما البريطانية والأمريكية، وهما لورانس أوليفييه وجوان فونتين، بالإضافة إلى الممثلة جوديت أندرسون التي لعبت دور مديرة المنزل المرعبة.

حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً ورشح لـ11 جائزة أوسكار حصل منها على أوسكار أفضل فيلم وأفضل تصوير، وكان بداية سلسلة طويلة ومتميزة من أعمال هيتشكوك الأمريكية التي جعلت منه واحداً من أشهر المخرجين في العالم، وقد تحول “ريبيكا” إلى أيقونة ومرجعا ينهل منه السينمائيون، ليس فقط حكايته الفريدة، ولكن أسلوبه البصري وتقنيات تصويره البارعة، وبالأخص نوعه الفني “الهيتشكوكي” الذي يمزج بين الرومانسية والرعب، كما فعل في “سيئة السمعة” و”دوار”. وبعد مرور 80 عاماً على صنع “ريبيكا” لا يزال يحتفظ بالتأثير والقوة نفسهما.

ما الذي أقنع إذاً شركة إنتاج كبيرة مثل “ووركنج تايتل” على إنتاج نسخة سينمائية جديدة من الرواية، وما الذي أقنع منصة عرض عملاقة مثل “نتفليكس” بأن تشتري حقوق توزيع هذا الفيلم؟

من أجل الإجابة على هذه الأسئلة شاهدت الفيلم الجديد الذي أخرجه بين ويتلي ولعب بطولته آرمي هامر وليلي جيمس وكريستين سكوت توماس، وبدأ عرضه أخيراً على “نتفليكس”، وذلك بعد أقل من أسبوع على نزوله لدور العرض في بريطانيا، قبل أن يتوالى في سواها، لكنني فشلت في العثور على سبب واحد لصنع نسخة مرتبكة منه، إلا إذا كان الرغبة في “استغلال” شهرة الفيلم القديم وفضول المشاهدين، الذين يتوقع أن يقبلوا على مشاهدته من أجل المقارنة بين الفيلمين. عدا ذلك، فالفيلم متواضع يسيء لمخرجه وممثليه وبقية صناعه الذين نجحوا باقتدار في تحويل واحد من أكثر الأعمال تشويقاً وإثارة إلى فيلم ممل بالنسبة للمشاهد!

مع هذا يمكن العثور على بعض الفوائد من صنع الفيلم الجديد، ومنها استغلال فضول المشاهدين الذين لم يشاهدوا العمل القديم، لمشاهدته. الفائدة الثانية أن الفيلمين يصلحان لدراسة موضوع الاقتباس: فالرواية واحدة ولكن الفيلمين مختلفان إلى حد كبير. فيلم هيتشكوك يكثف الأحداث ويهتم بخلق التشويق والصراع النفسي داخل الشخصيات، بينما يضيف الفيلم الجديد كثيراً من الأحداث والمواقف على أمل إعطاء نفس معاصر للعمل، مثل إضافة بعض مشاهد الجنس والأكشن في بداية الفيلم، أو توضيح بعض التفاصيل الخاصة بالشخصيات مثل اسم البطلة، راوية الأحداث، التي لا نعرف اسمها في الرواية، وأحيانا لإضافة بعض تفاصيل ليس لها سبب منطقي، مثل جعل البطل يسير وهو نائم!

تتسم لغة دو مورييه بشاعريتها وغموضها، وقد نجح هيتشكوك في نقل هذا الغموض المخيف من خلال زوايا التصوير والإضاءة وديكورات هذا القصر القوطي المسمى “ماندرلي”، ومن المدهش مثلاً أن المكان له اسم وشخصية مسيطرة، بينما البطلة الرئيسية بلا اسم والمكان وأشباحه هم الذين يسيطرون عليها. الفيلم الجديد يكاد أن يكون خاوياً من هذا الغموض، ولا يعرف المخرج كيف يستغل المكان، بالرغم من أنه حصل على قصر وجبل ومنظر على البحر لم يستطع أن يحصل عليهم هيتشكوك.

من ناحية ثانية استطاع الفيلم الجديد أن يعالج أشياء تجاهلها الفيلم القديم، مثل حقيقة قيام البطل بقتل زوجته السابقة، وهي النهاية التي لم يستطع أن يقدمها هيتشكوك بسبب الرقابة آنذاك.

  • شارك الخبر