hit counter script

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

بيار جماجيان يرحل والتغيير لم يحصل

الجمعة ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢١ - 08:53

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

استيقظت صباح امس على خبر وفاة الفنان بيار جماجيان الذي كانت تربطني به صداقة منذ كنا على مقاعد الدراسة في الزلقا التي ولدت وسكنت فيها مع عائلتي لعقود وهجرتني الحرب - الفتنة منها والتي اخشى عودتها لانني لا ارى شعبا واعيا يمتنع عن الوقوع من جديد فيها ونحن نلامسها مع كل ازمة سياسية ونسكن على خطوط التماس التي سقطت ولم تقم وحدة في المجتمع بل بقيت الكانتونات الطائفية وما زلنا نسمع عن منطقة مسيحية واخرى شيعية واحياء سنية وجبل درزي.

رحل الموهوب بيار في زمن عادت سموم الحرب الاهلية تنفث من جديد وهو من جيلنا الذي عاش سنوات الاقتتال الداخلي وعرف التهجير القسري ومر على حواجز طائفية كما سلك طرقات القنص والقصف انه الزمن الاسود حيث لم تحقق الحرب تغييرا كنا ننشده في اصلاح النظام السياسي فحلمنا بدولة مدنية فخرجنا بإدارة مدنية «وبدويلة تمتد من «جسر كفرشيما الى المدفون» هي الحدود التي رسمتها «القوات اللبنانية» جغرافيا ليسكنها المسيحيون بأمنهم الذاتي وحمايتهم الخارجية وعدم دخول المسلمين والغرباء اليها.

كان «بيارو» كما عرف من الجيل الذي آمن بالتغيير وهو الارمني الذي ولد لبنانيا فلم يتقوقع فدرس العقيدة السورية القومية الاجتماعية وانتمى اليها عابرا منها الى لبنان الواحد الموحد المتداخل في الجغرافيا والاقتصاد والدورة الحياتية مع بيئة قومية في سورية الطبيعية التي قسمها الاستعمار البريطاني - الفرنسي.

دخل بيار الفن بعد ان تعرف اليه الفنان زياد الرحباني الذي كان في بدايات عمله الفني فأشركه في مسرحية «سهرية» التي جرى تمثيلها على مسرح في جل الديب - بقنايا، في المتن الشمالي عام 1973 حيث تعرفت في تلك المرحلة مع مطلع التسعينات من القرن الماضي الى زياد الرحباني الذي شكل حالة فنية متميزة وقدم مسرح الواقع الذي كشف عن الامراض التي يعيشها لبنان من طائفية ومناطقية وطبقية فكان مسرحه لغة الناس وحفظت مسرحياته التي لا تكتفي بتقديم المشهد الساخر بل تستهدف البناء للانسان والوطن.

لم يكن زياد وبيار بعيدين عن التفكير في كيف يمكن انقاذ لبنان من ازماته فلم يغب احدهما عن الاخر في كل الاعمال التي نفذها زياد.

ان الادوار التي مثلها بيار عكست شخصيته البريئة كما اظهرت اداءه الفني أنه يمتلك قدرة على لعب شخصيات عديدة فشارك في افلام كما في مسلسلات وساهم في اعلانات.

ويبقى ان في بيار سكن الانسان في قلبه وعقله ولم يعرف ان يكون شخصا غير الحق والخير والجمال.

يغيب بيار بصمت وهو عاش بعيدا عن الاضواء. انه بيار الذي سنفتقده في زمن يرحل فيه ولم يتوقف عرض مسرحية لبنان الطائفي من اعدا د النظام السياسي واخراج الطبقة السياسية الحاكمة وبطولة الشعب اللبناني.

كمال ذبيان - الديار

  • شارك الخبر