hit counter script

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

القصيفي في ذكرى 40 الزميل رمزي مشرفية: لم يكن ساعي بريد لأي طرف

الخميس ١٦ أيار ٢٠٢٤ - 20:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أحيت نقابة محرري الصحافة اللبنانية وجريدة "النهار" وتلفزيون "أو. تي في" وعائلة مشرفية، ذكرى أربعين يوما على وفاة الزميل رمزي مشرفية، في احتفال حاشد أقيم، ظهر اليوم، في نقابة الصحافة.

وحضر ممثل رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط النائب أكرم شهيب، النائب مارك ضو، ممثل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان الوزير السابق صالح الغريب، ممثل الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط غازي أبي فرج، ممثل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب هشام الأعور، ممثل نقيب الصحافة عوني الكعكي جاد حيدر، المستشار الرئاسي مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، نائب نقيب محرري الصحافة صلاح تقي الدين، أمين صندوق النقابة علي يوسف، نائب رئيس بلدية الشويفات شديد حنا، كاهن رعية الشويفات الأب الياس كرم، نائب رئيس بلدية الشويفات شديد حنا، إضافة إلى وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي وممثلين عن هيئات حزبية وسياسية واجتماعية وحشد من الزملاء وأبناء الشويفات.

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت حدادا على الراحل مشرفية، عرض فيلم وثائقي عنه أعدته مديرية الأخبار في "أو.تي.في"، ثم كانت كلمة لعريف الاحتفال هشام مشرفية.

القصيفي
وألقى نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي كلمة عدد فيها مزايا الراحل الصحافية والإعلامية والنقابية، وقال: "رمزي مشرفية قلب يسيل على شفتين، حبا يرتقي إلى ذرى التضحية، وقلما يضفر من غار الكلم تيجان الجمال، وفكر يطوف على آلافاق الرحاب، فيؤوب وقد ملأ أهراءه بقمح الثقافة، ويغزل من إقاح الصداقة عقودا من در الوفاء، ويستفز بعدسته ما يلتقط من صور حتى لتكاد تنطق".

أضاف: "ابن الشويفات الحاضرة العريقة، السهلة والممتنعة في آن، هو ابن جغرافيتها الواصلة - الفاصلة بين جنوب الفداء، وجبل الاباء، المستغرقة في تاريخها التليد، الصابرة على واقعها في حمأة العمران الأشوه الذي غزاها. عمران نال من شكلها، ولم يمس جوهرها، النقي نقاء الابريز. وقلص مساحاتها الخضراء الموارة بالخصب والثمر، لكنه عجز عن إسقاط أصالتها وروحها وحرفها عن رسالتها الوطنية وحفاظها على العيش الواحد الذي يشد أهلها بعضا إلى بعض على تنوع انتمائهم الطائفي والسياسي، في أحلك الأوقات التي مرت على لبناننا المعذب، المدمى، الذي تتآكله العصبيات، ويعشش فيه الفساد، وتهجره طاقاته الشابة، وقد اصبح سداحا مداحا لكل طارىء نبت به أرضه، وأوصدت دونه سائر الأبواب، فبات اللبناني يجد ملاذه في الرحيل إلى ديار الله الوسعة، تاركا فؤاده في المنزل الاول، وفلذته في الأرض التي احتضنت نشأته، واستودعها ذكرياته".

وتابع: "هذه النزعة الوطنية لم تغادر رمزي مشرفية في عمله الصحافي في جريدة النهار، ثم في محطة أو.تي في، فكان يؤدي مهنته بوحي منها، لم يكتب بحبر الفتنة، ولا خط سطورا كاذبة، ولا ادعى وقائع لم تحصل، ولم يكن ساعي بريد لأي طرف. لا ولم يكن صوتا محرضا عبر الشاشة، ولم يعن ذلك انه لم يكن صاحب رأي، ووقفة وموقف، فهو كان من الرجال الصلاب في التعبير عن آرائه، ولم يتنازل يوما عن قناعة، لكنه لم يترك لاختلاف الرأي أن يفسد في الود قضية".

وأردف: "إنه بارع في وصل الضفاف بما كان يمد من جسور، لأنه كان سليم الطوية، نقي السريرة، وايجابيا في نهج تعاطيه مع الآخرين، ولو شق التباين اثلاما بينه وبينهم، لأن العلاقة الإنسانية والإخاء، هما في معجمه المبتدأ والخبر".

وقال: "ليس لي أن أتحدث عن رمزي الزوج، الأب، الأخ، النسيب، الشويفاتي، تاركا لسواي تولي هذا الأمر، لكني في الختام أتوجه إلى عائلته وأبناء بلدته وأصدقائه وعارفيه، لأقول كل ما لدى رمزي يدعو إلى الفخر والاعتزاز، فهو أسس أسرة لبنانية من أهل التوحيد تتحصن بالأخلاق والعلم، فاتحا أمامها دروب النجاح، وخلف ذكرى يفوح منها زاكي العطر المتسلل من أكمام الزهر في بواكير الربيع. وتركت بصمات يراعه سطورا سوداء أو زرقاء على أبيض الطرس، محفوظة في ذاكرة الاجيال. وظلت الرسوم التي التقطها بعدسته شاهدة على الأحداث تتحدى النسيان".

وختم: "فيا زميلي وصديقي رمزي، حزينة نقابة محرري الصحافة اللبنانية، التي إليها انتميت على غيابك، وهي فقدت واحدا من وجوهها النبيلة، وتبكي فيك الفارس الذي يواجه ولا يستغيب، العف اللسان، والنظيف الكف. لقد خانك قلبك، ولم تكن يوما خؤونا. سقط، بل رحلت قبل الأوان على حلم قيامة لبنان وانتصاره على جلاديه، مضيت تاركا لنا الحلم الممزوج بفجيعة الغياب، رحمك الله مثنى وثلاثا، والى ما شاء أن يغدق عليك من عفوه وغفرانه وليكن ذكرك مؤبدا".

حجار
ثم ألقى مدير تحرير جريدة "النهار" غسان حجار كلمة قال فيها: "يحتاج الإنسان إلى بعض ثناء وتقدير في حياته كي يتوثب الى المزيد من العطاء، لكن جرت العادة أن نتأهب متأخرين، عند فراق من نحب، عند الافتقاد، وعند الإرتحال".

أضاف: "في الغياب، كما في الحضور، يجب أن تكون الالتفاتة الى من نفتقد، واقعية، بعيدة من المبالغة، وأيضا بعيدة من عدم الاعتراف بالجميل وسوء التقدير، إذ تأتي بعض الكلمات كأنها سباق لغوي يخص قائله لا المحتفى به أو بذكراه. ولذا، أجدني أتحدث في المناسبة، وفي المكرم، بكل تواضع عرفه في حياته، في عمله، وفي تعامله مع الزملاء في الفترة، القليلة نسبيا، التي عرفته فيها".

وتابع: "أذكر كم كان يوما قاسيا علينا في "النهار" وعلى الزملاء المشمولين بالتخلي عن خدماتهم، لا لعلة فيهم، بل لعلة او سرطان تآكل فيه البلد، ونهش الموازنة، مما جعلنا نعمل لفترة طويلة من دون رواتب، فقررنا انذاك ترشيد الانفاق بشكل كبير، والاستغناء عن خدمات عدد من المحررين والمراسلين والمصورين وما إليهم، لكن قلة، ومنهم رمزي مشرفية، تفهموا الوضع، ولم ينقطعوا عن الزملاء والود والاخوة التي لا ترتبط براتب اخر الشهر".

وأردف: "أعود الى ذلك الوقت لأروي ما قاله لي الراحل الكبير الإستاذ غسان تويني، ما عهدتك هكذا تتخلى عن الأوادم، فأجبته يا أستاذ، فهل يعني ذلك أننا أبقينا على غير الأوادم، فقال أنت تحاول أن تقوّلني ما لم أقل، معظم الأسماء في اللائحة أوادم. ووقع نظره على ثلاثة أسماء من لائحة طويلة كان رمزي مشرفية في عدادهم، وقال هيدا وهيدا وهيدا، فهل تنسى ما قدموه وما بذلوه من تضحيات، وهم مبتسمون على الدوام؟".

وأشار إلى أنه يقول هذا "لأن شهادة غسان تويني برمزي أعظم بكثير مما يمكن أن أقوله فيه، ذاك الآدمي، المبتسم على الدوام والذي على عادة الموحدين، لا ينطق الا بكلمة سواء مغلفة بالأدب، ومرفقة بابتسامة خجولة، وباحمرار وجه يزاوج بين الخجل وحسن الخلق".

أبو جودة
وألقى مديرالأخبار والبرامج السياسية في "أو تي في" جاد أبو جودة كلمة قال فيها: "كان الزميل الراحل رمزي مشرفية في عداد الزملاء الذين انضموا الى فريقنا منذ الأيام الأولى، كمراسل منطقة يتولى تغطية اخبار الجبل، وتحديدا أخبار أقضية بعبدا والشوف وعاليه، بجذورها الضاربة في عمق التاريخ وغناها الثقافي وتنوعها السياسي والطائفي والمذهبي، في ظل انقسام سياسي حاد بين اللبنانيين كان موروثا عن عام 2005، بأبعاده الاقليمية والدولية، ليستمر على ذلك النحو الى ما بعد اتفاق الدوحة عام 2008، مرورا بأحداث 5 و7 أيار، قبل ان يتخذ اشكالا اخرى وتتبدل الظروف".

وقال: "بما أن انطلاق عمل محطتنا تزامن واحدى اصعب مراحل تاريخ لبنان، حيث اتخذت التباينات السياسية ابعادا عسكرية وأمنية، ولا سيما في الجبل، لم يكن العمل الصحافي امرا سهلا على مراسل يحمل بطاقة ال او.تي.في. وميكروفونا برتقالي اللون يلفت الانظار، لم يكن سهلا عليه ان يتحرك بحرية وسهولة في كل المناطق".

اضاف: "اما الزميل الراحل رمزي، الذي كان معروفا عنه تمتعه بقدرة كاملة على الحركة في منطقة هو ابنها، فكان يمتشق دوما دور الشقيق الكبير، ليشق الطريق امام اي فريق يتوجه الى المنطقة التي كانت تشكل نطاق عمله. ولما كان يتعذر على الزملاء الانتقال الى منطقة عمله، لم يكن الفقيد الكبير يتردد للحظة في اخذ الامور على عاتقه والمبادرة في تنفيذ المهمات المطلوبة".

وختم: "رمزي مشرفية الزميل الكبير، فقد علمتنا مسيرته ان الالتزام الاخلاقي يأتي قبل كل الشيء، وان المهنية هي معيار النجاح في العمل الصحافي من دون ان تتناقض مع التوجه السياسي ومع الاحتفاظ بالحق المشروع لأي صحافي او وسيلة اعلامية في ابداء الرأي السياسي او الدفاع عن وجهة نظر. وعلمتنا ان السمعة الحسنة في الحياة والذكرى الطيبة بعد الممات هما اساس الوجود".

كلمة العائلة

أما كلمة العائلة فألقاها ابن الراحل مكرم، وتحدث فيها عن الزوج والوالد والصديق، وقال: "كنت يا أبي نعم الأب، ذا الأخلاق العالية ونعم الرجل الوفي الصادق الكريم، مساعدا للقريب والغريب وكل من طرق بابك دون مقابل، إذ يشهد على ذلك جميع أفراد العائلة وجميع أصدقائك ومعارفك والتاريخ أيضا".

أضاف: "ها نحن اليوم نحصد ثمار أعمالك وصدقك من محبة الناس من أقارب وزملاء، فنعاهدك يا من أصبحت بين يدي الخالق عز وجل، أن نسير على دربك ومنهجك، على طريق الخير الذي رسمته لنا لتبقى ذكراك دوما مصدرا للفخر والاعتزاز لنا ولعائلتك".

وتابع: "اليوم، وببالغ الفخر، تعلن عائلة الفقيد عن إطلاق جائزة سنوية باسم الصحافي رمزي محمود المشرفية، لتكريم إرثه الصحافي النبيل وتخليد ذكراه الطيبة. تأتي هذه الجائزة لتعزيز قيم الإبداع والتميز والموضوعية التي كانت تتسم بها أعمال الفقيد، ولتشجيع الشباب الصحافيين على مواصلة درب النجاح والإصرار الذي وضعه الفقيد كمثل يحتذى به في عالم الصحافة".

وختم: "ندعو جميع الصحافيين والصحافيات الطموحين الى المشاركة في هذه الجائزة، ونتطلع إلى رؤية الإبداع والتميز الذي يحمل بصمة الفقيد العزيز".

  • شارك الخبر