hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - فن وإعلام فن وإعلام

"السرب"... دراما تستعيد البطولة المصرية ضدّ داعش

الأحد ٥ أيار ٢٠٢٤ - 09:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حظي الفيلم المصري «السرب» باهتمام جماهيري، بعدما حقّق إيرادات واعدة في الأيام الـ3 الأولى من عرضه. وهو يجمع بين الدراما الواقعية لقصة مؤلمة عاشها المصريون في 15 شباط 2015، وعمل بطولي لرجال القوّات المسلّحة المصرية، منطلقاً من واقعة خطف 20 عاملاً مصرياً قبطياً في ليبيا، وتعرّضهم لمذبحة على أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي؛ ليرصد رحلة أبطال القوّات الجوّية الذين دكّوا معاقل التنظيم انتقاماً للمغدورين.

ويتضمّن تفاصيل مثيرة ومواقف إنسانية، يقدّمها عبر رؤية درامية وفنية في إطار أفلام الحركة، ضمن سيناريو وحوار كتبهما عمر عبد الحليم، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج «سينرجي فيلم».

يشارك في العمل فنانون عدّة، من بينهم أحمد السقا، وشريف منير، ومحمد ممدوح، ومحمد فراج، ونيللي كريم، وآسر ياسين، ومصطفي فهمي، ودياب، وصبا مبارك، وعمرو عبد الجليل، وكريم فهمي، وأحمد حاتم، ومحمود عبد المغني، وأحمد فهمي؛ علماً أنّ بعضهم يحضُر بمشهد أو اثنين.

وحظي الفيلم بإقبال جماهيري لافت أكّده شباك التذاكر، إذ حقّق إيرادات واعدة مقارنة بالأفلام الأخرى في الأيام الـ3 الأولى من عرضه، وصلت إلى 7 ملايين جنيه (الدولار يعادل 47.89 جنيه مصري).

يُلخّص مشهد النهاية، الفيلم، حين تُحلق طائرات أبطال «السرب»، فيعود أفرادها بكامل عددهم وعتادهم، بعدما أتمّوا العملية بنجاح، وسط فرحة كبيرة بين القادة العسكريين. ويتردّد صوت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معلناً أنّ «مصر تحتفظ لنفسها بحق الردّ بالأسلوب والتوقيت المُناسبَيْن للقصاص من القتلة»، مُصدراً أمراً عسكرياً لبدء عملية نوعية لقصف مواقع «داعش» بمنطقة درنة الليبية، بينما يبلّغ مدير المخابرات الحربية (يؤدي دوره الفنان مصطفى فهمي)، الرئيس، بإتمام العملية بنجاح وعودة طاقمها سالماً إلى أرض الوطن.

يجمع الفيلم الدراما، و«الأكشن» الذي يؤدّي مَشاهده بخبرة أحمد السقا عبر شخصية «علي المصري»، الضابط الذي زرعته المخابرات الحربية المصرية في ليبيا، وقد بدا في المَشاهد الأولى غامضاً، يرتبط بعلاقات متشابكة، لتكشف الأحداث عن دوره المهم في تهيئة الأرض لمعركة الثأر.

في هذا السياق، يقول المؤلّف عمر عبد الحليم: «نقدّم فيلماً مستوحى من أحداث حقيقية، لكن هذا لا ينفي الاهتمام بالتركيبة السينمائية الجاذبة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هو ليس وثائقياً، بل دراما حربية، لذا ثمة شخصيات حقيقية وأخرى درامية، من بينها شخصية السقا، وشخصيتا نيللي كريم وصبا مبارك».

بدوره، يؤدّي الفنان شريف منير شخصية قائد القوّات الجوّية الذي يقود الأبطال، بينما تقلّ مساحة ظهور الممثلات، فتظهر نيللي كريم في شخصية «هند» زوجة أمير الجماعة التي توزّع السبايا على رجاله، ثم تواجه معه الخيانة والغدر، وتؤدّي صبا مبارك شخصية «خديجة عبيد»، الصحافية التي يحاول الأمير انتزاعها لنفسه، لكنّ «علي المصري» ينجح في تحريرها من الأسر.

يضمّ الفيلم مجموعة من الممثلين يؤدّون أدوار العمّال؛ فيقدم الفنان عمرو عبد الجليل دور «عم محمد» رئيس العمال الذي يخشى عليهم من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، ويدفع لأحدهم بإرسال مبالغ لأسرته في صعيد مصر، ويقول بإصرار بعد مقتلهم: «جايبهم من مصر على مسؤوليتي، ولازم آخد بتارهم».

لا يُسرف العمل في تقديم مشهد ذبح العمّال المصريين، بل قدّمه عبر تقنيات المونتاج لمَشاهد الدماء المختلطة بمياه البحر.

وواجه مؤلّفه مواقف صعبة: «اضطررتُ لمشاهدة فيديو الواقعة مئات المرات وكان مؤلماً جداً، ثم بدأتُ أحفظ قصص الـ20 مصرياً الذين قُتلوا، بينما حمل الرقم 21 جنسية أفريقية. تواصلت مع بعض أسرهم، وكان هذا صعباً».

ووفق الناقد المصري طارق الشناوي، «نحن بصدد عمل حربي فنّي جيّد الصنع، وقد جاء تنفيذ المعارك وأعمال الغرافيك بشكل احترافي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «توقيته مناسب ليؤكد أنّ الدولة المصرية لا تترك حقّ مواطنيها، وهذه معانٍ جميلة أكدها الفيلم».

ولكنه يلفت إلى أنه كان يتمنّى مشاهدة بطولة الـ20 مصرياً من الأقباط في مواجهتهم «داعش»، وصمودهم، وكيف جرت مساومتهم، لتقديم صورة متكاملة لما حدث في درنة قبل 9 أعوام.

ويضيف: «من المهم تقديم الحدث سينمائياً، إلا أنه كان يمكن أيضاً وجود خطّ توثيقي داخل الفيلم، لا سيما أنّ السينما عموماً حطّمت الخط الفاصل بين الروائي والوثائقي».

وعلى هذه النقطة، يردّ المؤلّف: «لنروي قصص الضحايا الـ20، نحتاج إلى مسلسل طويل وليس إلى فيلم يعتمد على التكثيف للحفاظ على إيقاعه، بالإضافة إلى أنّ ظروفهم وتركيبتهم الاجتماعية تتشابه، وقد جسّدها أكثر من مشهد»، مشيراً إلى أنه كتب 23 مسودة للسيناريو، بهدف «التجويد والتكثيف لفيلم يُعدّ من أضخم الأفلام الحربية».

يشيد الشناوي بأحمد نادر جلال، ويرى أنّ الفيلم يمثّل «عودة قوية لمخرج واعد منذ بداياته»، منوّهاً بتميّز عناصره الفنية: «استخدم تقنيات مختلفة ليقدّم حالة إبهار عالية».

  • شارك الخبر