hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

خلف في ذكرى 13 نيسان: معنيّون بمنع تكرار اي خطايا تُدمر لبنان

الثلاثاء ١٣ نيسان ٢٠٢١ - 20:33

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب نقيب المحامين ملحم خلف على صفحته فايسبوك لمناسبة ذكرى الحرب الاهلية في 13 نيسان:
تطل ذكرى ١٣ نيسان هذا العام،
وفي الوجع اللبناني انغراس عميق.
وجع الخوف على الكيان.
وجع العوز والفقر.
وجع استباحة الدولة ومقدراتها.
وجع انعدام الوزن في المصير المرتقب.
كل الأوجاع انسكبت بثقلها علينا هذا العام، حتى أمسينا تائهين في مسارات أي مواجهة أولوية ينبغي علينا خوضها لوقف الإنهيارات الكارثية المتتالية التي تتراكم علينا بلا رحمة.
تطل ذكرى ١٣ نيسان هذا العام، وكما في كل عام، لتذكّرنا بأننا جمعياً معنيّون بمنع تكرار اي خطايا تُدمر لبنان الكيان، لبنان الهوية الحضارية في العيش الواحد، لبنان رسالة الحريات وحقوق الإنسان، لبنان الأبجدية الناطقة بالأنسنة.
تطل ذكرى ١٣ نيسان هذا العام، وثمة من يسعى باسم الدستور قبولاً او اعتراضاً، لإعادة إستحضار واستنفار عصبيات طائفية ومذهبية في محاولة لشدّ عصب قواعده من ناحية، وهروباً من مواجهة مسببات الأزمات من ناحية أخرى، وفي الحالين خطيئة متجددة بحق لبنان وشعبه الطيب.
واذ يتبدى على كثير من النفور استعادة سرديات التفتيت والتشتيت المجتمعين، ينبغي لنا، وقد اخترنا تَذَكُّر ١٣ نيسان بسوادها للعبرة والإتعاظ، ينبغي لنا ان نضطلع بمسؤولية تاريخية في الإصرار على تنقية الذاكرة، ونبذ كل منزلقات الفتن المفتعلة والمتنقلة، الواضح منها والصامت، والنأي بالنفس عن كل استقواء أيديولوجي او ارتهان مبتذل، اذ هم شهداؤنا، ضحايا الصدامات العبثية، والحروب المدمّرة يستصرخون ضمائرنا في الوقوف وجدانياً وقِيَمِيّاً أمام تضحياتهم وأوجاعهم العميقة،
نتعهد أمامهم باستئصال كل موبقات القتل والإقتتال، والإلتزام غير الرمادي ببناء الطمأنينة، والسلام، وصون كرامة الإنسان، وحماية التنوع ضمن الوحدة،
نتعهد أن نعمل على إعلاء الرجاء في زمن الخنوع واليأس والحقد والكراهية.
من رحم شهيداتنا وشهدائنا،
من رحم المصابين والمقعدين،
من رحم الثكالى والأرامل واليتامي الذي جرحتهم الحرب بنصيلها المدمَّى،
وُلِدَ نضالنا ضد العنف والإلغاء والإقصاء والتمييز، وهي مهمتنا التاريخية في تشييد عمارة عقدنا الإجتماعي بالتراحم والتضامن على قيم المحبة والتسامح و الإحترام.
من رحم شهيداتنا وشهدائنا،
من رحم المخطوفين والمخفيين قسراً،
من رحم المترعين بالصدمات النفسية،
وُلد نضالنا ضد امتهان انسانية كل لبناني بإذلاله، وترويعه حتى الإنزلاق في شبق تصفيته اجراميّاً، وهي مهمتنا التاريخية في تصليب مناعة وحدتنا الوطنية درءاً لأي انسياقات جهنمية عفوية، أو مخطط لها.
ذكرى ١٣ نيسان هذا العام شديدة التعقيد على كل المستويات،
سائِحَة تاريخية أكثر منه آنية،
سانحة تاريخية لنجدد الأمل، رغم الوجع، بان عَقدَنا الإجتماعي اساسه ثقة راسخة بأننا ابناء وطن واحد، وتجمعنا قيم مواطنة حاضنة للتنوع موحَّدة، ويعنينا حاضر لبنان في نهج انقاذي ومستقبل لبنان في خيارٍ بنَّاء تغييري تطويري حضاري حيث مركزية كرامة الإنسان، وسيادة العدل، وتعميم العدالة الإجتماعية ركائزٌ لا جدال حولها او نقاش.
ذكرى ١٣ نيسان هذا العام، وكما كل عام، تقتضي منا صحوة ضمير، ووقفة وجدانية، وتعهداً اخلاقياً بأن لا صوت يعلو فوق تلاقينا على الخير العام.

  • شارك الخبر