hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

مليون يورو لإعادة تأهيل متحف سرسق بهبة إيطالية...

الجمعة ٢١ أيار ٢٠٢١ - 07:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا تزال بيروت تُلملم أشلاءها وتُضمّد جراحها بعد تسعة أشهر من الدمار الّذي انتزع منها ابتسامتها العريضة روى من دموع عيونها أرضاً لا تنفكّ تجفّ بعد حين، فلا الحروب أبعدت مسارها عنها ولم تسلم من العوامل الطبيعية وأخرى مندرجة بخانتها لغاية بنفس يعقوب...!

بيروت تاريخ الحضارات والتراث والآثار، دأب من فيها على حماية جواهرها العريقة عبر العصور، إلا أن انفجار 4 آب كان موجة لفظها شاطئ الإهمال فدمّرت أهمّ معالم بيروت السياحية «قصر سرسق».

يقع متحف سرسق في الأشرفية، وهو أحد المعالم القليلة الشاهدة على العمارة والقصور اللبنانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، من الطراز الفينيقي والعثماني في بيروت.

وهو يقع في «فيللا نيكولا» - سرسق التي تعود الى عام 1912 والذي تبرّع بها مع مجموعاته لبلدية بيروت، محتّماً استخدام «الفيلا» كمتحف للفن الحديث والمعاصر.

تم افتتاح المتحف في عام 1961، ويضم الآن في مجموعته الدائمة أكثر من 1500 قطعة بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والمنسوجات والتركيبات، بالإضافة إلى أكثر من 30 ألف صورة فوتوغرافية وبطاقات بريدية ومخطوطات قيّمة من مجموعة فؤاد دباس وغيرها. في أيلول 2020، في أعقاب تفجيرات بيروت، قدّر المتحف الأموال اللازمة لإعادة التأهيل بـ 3 ملايين دولار....

} إيطاليا تُعيد ضحكة بيروت

التراثية والأثرية...! }

في هذا الإطار، احتفلت بيروت اليوم بعد شهور بتوقيع الحكومة الإيطالية واليونسكو اتّفاقية تمويل بقيمة مليون يورو، لدعم إعادة تأهيل وإعادة فتح متحف سرسق في بيروت، من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) وفي إطار مبادرة اليونسكو الرئيسة «لبيروت». وقد وقّعت نائبة وزير الخارجية الإيطالية مارينا سيريني ومديرة مكتب اليونسكو في بيروت كوستانزا فارينا مذّكرة التفاهم، في الباحة أمام متحف سرسق، بحضور رئيس مجلس أمناء المتحف الدكتور طارق متري، بعد جولة على هذا المعلم اللبناني التاريخي الذي تضرّر بشدّة جرّاء تفجيرات مرفأ بيروت آب الماضي.

استجابة للدعوة إلى دعم مبادرة «لبيروت»، التي تمّت الموافقة عليها خلال الدورة 210 للمجلس التنفيذي لليونسكو في تشرين الثاني 2020، كانت إيطاليا أول دولة بين الدول الأعضاء في اليونسكو التي التزمت، ما بعد التدخلات الطارئة الأولى، بالاستثمار في مشروع على نطاق واسع، لاسترداد التراث الثقافي ومؤسساته عافيتهم على المدى الطويل.

في تفاصيل التخطيط سيتمّ استثمار الأموال الإيطالية على مدار عام واحد، للمساهمة في نهاية المطاف في إعادة فتح المتحف للجمهور، من خلال تنفيذ أعمال إعادة التأهيل مع توفير الظروف المناسبة للحفاظ على التراث والمجموعات وإتاحتها للجمهور، ولعب دور تعليمي أساسي في النسيج العمراني والأحياء التاريخية النابضة بالحياة في العاصمة. على ضوء توصية اليونسكو لعام 2015 بشأن حماية وتعزيز المتاحف والمجموعات وتنوّعها ودورها في المجتمع، ستساعد إيطاليا واليونسكو المتحف في استعادة دوره المتزايد باستمرار في المدينة، مع تحفيز الإبداع وتجديد الحياة الثقافية، توفير الفرص للصناعات الإبداعية والثقافية، والمساهمة في الرفاه المادي والروحي للمواطنين والزوّار.

وقالت نائبة الوزير الإيطالي للشؤون الخارجية، مارينا سيريني «إنّ متحف سرسق، كأولّ مشروع إعادة تأهيل يتم إطلاقه بالشراكة بين إيطاليا واليونسكو في مجال التراث الثقافي بعد الانفجار، يمثّل أول تجلّ حاسم لمشاركة أيطاليا في اعادة احياء بيروت بعد الانفجار. فالإيمان راسخ بأنّ الثقافة وحماية التراث ضروريّان في أوقات الأزمات أكثر من أي وقت مضى. لهذه الغاية، يمكن للشعب اللبناني أن يواصل الاعتماد على دعم وشراكة الحكومة الإيطالية وشعبها».

من جانبها، أشارت كوستانزا فارينا إلى أنّ «مبادرة «لبيروت»، التي أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي خلال زيارتها لبيروت في آب 2020، تمثّل التزام اليونسكو ومشاركتها الاستباقية لحشد الشراكات والموارد لدعم إعادة إعمار المدينة. واعتبرت «أنّ هذه الاتفاقية مع إيطاليا تشكل أكبر مساهمة مالية من دولة عضو في اليونسكو لأنشطة «لبيروت» للتراث الثقافي ولمتحف سرسق بالتحديد».

وقالت زينة عريضة، مديرة المتحف: «متحف سرسق مؤسسة ثقافية تعمل أيضًا كمساحة عامة للتبادل واللقاء، في مدينة تفتقر بشدة إلى الأماكن العامة. إن دعم التعاون الإيطالي واليونسكو إعادة بناء المتحف لا يقدّر بثمن، وهو سيسمح لبيروت ومواطنيها باستعادة مساحة أصبحت منزلاً ثانيًا لكثير من الناس في القطاع الثقافي والمجتمع المحلي ككلّ، مساحة تهدف إلى تعزيز الانفتاح ودعم إنتاج المعرفة».

} وزارة السياحة: لبنان بحاجة

لدعم قطاعه السياحي }

على وقع هذه المبادرة الايطالية، أكّدت مصادر وزارة السياحة لـ «الدّيار» أنّ: «بيروت بأمسّ الحاجة اليوم للملمة نفسها وإعادة الأمور الى نصابها إلا أنّها عاجزة بمفردها، فنتشكّر المجتمع الدولي عامةً وإيطاليا اليوم خاصّة على هذه المبادرة التي ستعيد الأمل بالحياة لمعلَمٍ شهد على حضارات توالت على لبنان خاصة وأن لبنان بحاجة لدعم قطاعه السياحي خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها، فعلّه بمبادرات مماثلة تفتح أبواب جذب السيّاح لزيارة لبنان وأماكنه الأثرية وتراثه».

عسى أن تنشغل الدول بصبّ جهودها الدولية للحثّ على التسريع في التحقيق بجريمة المرفأ لأنّ بيروت كمريض على فراش الموت، منقذه الوحيد هو تحكيم الضمير.... الضمير المفقود!

باميلا كشكوريان السمراني - الديار

  • شارك الخبر