تتوجّه العيون على الموسم السياحي المقبل عليه في لبنان، خاصّة بعد اشتداد حدّة الأزمة الإقتصادية وتواصل ارتفاع قيمة الدولار مقابل الليرة اللبنانية.

إلّا أنّ من اعتقد أنّ الموسم سيكون خجولاً، فهو حتماً مُخطىء...! إذ طمأن وزير السياحة وليد نصّار خلال اطلاقه الموسم السياحي من جبيل، «أنّ موسم الصيف سيكون مزدهراً في لبنان هذا العام رغم كل الظروف التي نمر بها»، وأشار الى ان «كل شركات الطيران ابلغته ان الحجوزات اكثر من جيدة وهي تدرس امكانية زيادة رحلاتها الى لبنان لتلبية الحاجة المطلوبة منها».

على ما يبدو أنّ خطّة الدولة تتوجّه بشكل كبير نحو جذب السوّاح الأجانب من كلّ حدب وصوب، خاصّة الدول الأوروبية والغربية، فالتعويل على تفعيل القطاع السياحي كبير خاصّة مع بداية الموسم علّه يُسرّع العجلة الإقتصادية.

وفي جولة ميدانية على المدن السياحية، ورش العمل لا تُعدّ ولا تُحصى تمهيداً لافتتاح الموسم، واللافت هو تنفيذ أفكار تجذب أهل بلاد الغرب.

في جبيل المدينة الساحلية التاريخية، والتي حجزت لنفسها على مدى سنين مكانة في السلّم السياحي، تتحضّر بامتياز، إذ قال أحد أعضاء «لجنة التجار» لـ «الديار»: نعمل بجدّية تامّة للإستفادة المطلقة من الموسم السياحي، فالمشاريع عديدة خاصّة تحضير بيوت المنامة الليلية التي اعتاد عليها أهل الغرب، بالإضافة الى تحسين أحوال الحانات والملاهي الليلية والعمل على تطبيق خطّة شرائية بالنسبة للتبضع».

من جبيل وصولاً الى البترون، خلية نحل لا تهدأ، الأسواق القديمة في حالة هرج ومرج، فعادت البترون بقوّة الى الخارطة السياحية اللبنانية.

أمينة سرّ لجنة «تجّار البترون» لويزا باسيل، أشارت لـ «الديار» الى «أنّ التمهيد للمشاريع الصيفية قائم، بعد 4 أيام متواصلة من «Batroun Spring Festival عاللبناني « الذي أقامته في سوق البترون، والذي شارك فيه أكثر من 180 عارض من مأكولات وحرفيين وغيرهم، والذي زاره أكثر من 80.000 زائر خلال الأيام الأربعة، نعمل بجدية مطلقة على التحضير لمشاريع لاحقة خلال الصيف، إنّما في الوقت الراهن نصبّ جهودنا على التحضير لإطلاق الموقع الإلكتروني الخاصّ بتجّار البترون حيث سيرد فيه كافة التجار وسلعهم».

وجرياً على العادة، تتوجّه الأنظار في البترون ككل عام الى مهرجانات البترون الدولية التي استقبلت أهم الفنانين العالميين واللبنانيين. رئيس لجنة مهرجانات البترون المحامي سايد فيّاض، أعلن أنّ «لجنة مهرجانات البترون تعمل بصمت للإعلان لاحقاً عن مضمون المهرجان وفقراته، وليترقّب الجميع صيفاً سياحياً برّاقاً في البترون».

في سياق متصل، وفي جولة في أسواق البترون، ترى وفرة الحانات الليلية وأكشاك المأكولات، إضافة الى المقاهي، كما أن منازل الضيافة باتت عديدة ومحجوزة بأغلبها.

في المقابل، بات واضحاً أنّ الموسم السياحي بات يقتصر على الأجانب أو المغتربين فقط، بحيث أنّ المواطن اللبناني يعجز عن السهر والكيف وزيارة المطاعم نظراً للأوضاع المعيشية المتردية، فيعوّل أصحاب المحلات السياحية على الأجانب وبعض من الطبقة اللبنانية الميسورة التي باتت قليلة أصلاً.

بلد السياحة إذا، لغير أهله، أو فقط للميسورين منهم، هو حتما موسما سياحيا يضخّ السيولة للدولة عبر استدراج السياح والمغتربين، علّ الخزينة تستعيد عافيتها وتكون نهضة البلد الإقتصادية على أيدي السياحة..!

باميلا كشكوريان السمراني - الديار