حين نفذت وحدات الجيش اللبناني عمليات دهم ومطاردة للمطلوبين والمخلين بالامن في طرابلس منذ اكثر من اسبوعين، كان الارتياح الشعبي العام هو السائد، مع مناشدات للجيش لمواصلة حملته الامنية لبسط الامن والاستقرار والسلام، ولمنع اي محاولة مشبوهة لنشر الفوضى والفلتان الامني...

عاش اهل المدينة اياما من الطمأنينة، غير ان ما حصل ويحصل مؤخرا في احياء وازقة طرابلس، لا يمكن وصفه الا بالخرق المشبوه لامن واستقرار المدينة، ومحاولة غير بريئة لبث القلق ونشر الارباك الامني في الاحياء الطرابلسية، الى درجة ان بعض الطرابلسيين باتوا يخشون ان تكون اياد خفية تعبث بأمن المدينة وتوظيفها من جديد صندوق بريد لرسائل محلية واقليمية.

فقد عاد الفلتان الامني الى احياء طرابلس، وفي كل يوم حادثة امنية، اشتباكات في مشروع الحريري بالقبة بين عائلتين، واشتباكات عنيفة استعملت فيها الاسلحة المتوسطة في محلة المنكوبين بالبداوي، واشتباكات عائلية بمحلة التربيعة بالاسواق الداخلية، تلاها اغتيال احد المواطنين في الاسواق أمام ابنته التي كانت برفقته، وسيارات كما دراجات نارية عادت لتتجول وتطلق الرصاص العشوائي يوميا، ورصاص الاشتباكات يصيب الآمنين في منازلهم ورصاص ينهمر فوق الرؤوس والسيارات...

مجالس طرابلسية تطرح علامات استفهام، هل ما يحصل محض صدفة، ام هناك في الخفايا اياد تعبث باستقرار المدينة وفق مخطط مرسوم لطرابلس؟ وهل هناك جهات تعمل على تفجير الوضع الامني في لبنان من بوابة طرابلس؟ ومن هو المستفيد من الفوضى الامنية في المدينة ولمصلحة مَن؟

الطرابلسيون اجمالا سئموا الفلتان الامني، الذي ينتج منه تداعيات تؤثر في دور المدينة التجاري الاقتصادي والسياحي والاجتماعي، وهي المدينة التي تختزن مقومات الحياة والاقتصاد والسياحة، وان ما يحصل فيها يؤدي الى مخاوف لدى محبي المدينة وزائريها ولدى ابناء الشمال الذين اعتادوا التبضع من اسواقها، بل هناك من يتحدث عن مخاوف استغلال هذا الفلتان من جهات تتسلل الى الساحة اللبنانية عبر طرابلس لتنشيء فيها بؤر امنية تتلاعب باستقرار البلاد، ولذلك فان المناشدات تتجدد الى قيادة الجيش والقوى الامنية كافة للضرب بيد من حديد، خاصة في الظروف الحالية الاستثنائية وتوجيه ضربات استباقية للمخلين بالامن، وتلفت مصادر طرابلسية الى الى ان اندلاع الاشتباكات في هذا الحي وذاك في الوقت عينه، انما هو خطة مشبوهة يراد بها ارباك وحدات الجيش وارهاقه وإشغاله ، وليس بريئا ما يحصل بل هناك اياد بالفعل تعبث بامن المدينة، وتسعى لتحويلها الى بؤر متفجرة لارباك الساحة اللبنانية كلها.

وتؤكد المصادر ان هناك من يريد اغتيال دور طرابلس الاقتصادي والتجاري والسياحي والاجتماعي الرائد لحظة بروز جهود طرابلسية تسعى للنهوض بالمدينة وتفعيل دورها الريادي على مستوى الوطن كله.

وقد تضافرت جهود جمعيات وهيئات اقتصادية واجتماعية وشبابية تنادت للمطالبة بالتصدي للفلتان وفرض الاستقرار وملاحقة المخلين بالامن دون هوادة، ومنع اطلاق الرصاص العشوائي الذي بات يسبّب الهلع اليومي في كل انحاء المدينة.

دموع الاسمر - الديار