تتحول طرابلس والبداوي وضواحيها بخطوات متسارعة الى ساحات للفلتان الاجتماعي والامني، الامر الذي تعتبره مراجع محلية ان هذا الفلتان ليس إلا مقدمات لفلتان أمني خطير قد تعجز القوى الامنية عن ضبطه، نتيجة تكاثر غير مسبوق لعصابات بعضها متخصص بترويج المخدرات، وبعضها الآخر متخصص بسرقة كابلات الكهرباء، وعصابات اخرى تمتهن سرقة بطاريات السيارات او تشليح المارة من السيارات في شوارع فرعية، عدا عن تفاقم سلب سيدات حقائبهن، وهي ظاهرة تتفشى في المدينة بشكل لافت ومثير في انحاء المدينة ..

هذه الظاهرات المتفشية في طرابلس وضواحيها تعكس الواقع الاجتماعي والمعيشي المتدهور، وسبق أن اطلقت فاعليات طرابلسية نداءات الى المراجع المختصة والقوى الامنية تضمنت دعوات لتكثيف الدوريات وملاحقات العصابات، التي يمكن كشفها باقل من ٢٤ ساعة عندما تحسم المراجع قرارها وتكشف العصابات وتوقفهم ..

احد وجوه محلة البداوي، اثار مسألة سرقة كابلات الكهرباء في البداوي، وفي كل مرة يعاد تمديد كابلات جديدة يصار الى سرقتها مجددا، عدا عن سرقة محتويات المدرسة، وبطاريات السيارات، ويكشف ان عصابة مؤلفة من عشرين عنصرا باتت اسماؤهم لدى القوى الامنية. وتلقى الاهالي يوم أمس وعدا بملاحقتهم وتوقيفهم، لان الوضع لم يعد يحتمله الاهالي جراء غياب الامن والاستقرار في البداوي ووادي النحلة والمنكوبين وصولا الى التبانة والقبة ..

ولدى مراجع محلية خشية من إن يضطر الاهالي اللجوء الى الامن الذاتي في حال تلكوء القوى الامنية في ملاحقة العصابات وتوقيفهم، خاصة ان الفلتان أدى الى اهتزاز الامان والاطمئنان في حركة المواطنين عند غروب الشمس ...

مواطن طرابلسي لفت الى انه تجول خلال اليومين الماضيين ليلا والى ما بعد منتصف الليل في شوارع طرابلس وضواحيها وصولا الى المنية وعكار، ولاحظ التالي:

- اولا غياب كلي للدوريات الامنية والحواجز المتنقلة او الثابتة.

- ثانيا: وحدها الدراجات النارية ومعظمها دون لوحات تسجيل، وعلى متنها شبان اشكالهم تدل عليهم غالبا، يتجولون في الشوارع بحالات مشبوهة.

- ثالثا: ان العصابات تتحرك ليلا، وتسجل يوميا عمليات سرقة دراجات نارية او سرقة محتويات سيارات من بطاريات ومصابيح وغيرها، ونشل مواطنين وخاصة سيدات، وحصلت حوادث ولا تزال تحصل عمليات نشل سيدات في وضح النهار...

الفلتان الامني لا يقتصر على عمليات النشل والسرقات والتشليح، بل الى سرقة كابلات الكهرباء المتفاقمة في البداوي وفي سهل عكار الذي سرقت فيه كابلات تمتد حوالي (15) كلم، ادى الى غرق قرى السهل بالعتمة المتواصلة ..

فالفلتان الاخطر، هو ما يحصل يوميا من اشتباكات مسلحة على خلفيات شخصية وعائلية، وليس آخرها حادثة أمس عند بوليفار طرابلس تخلله تضارب بالايدي وصولا الى اطلاق الرصاص الذي أرعب المواطنين، او حادثة الاشتباك منذ ايام التي وقعت في التبانة ونتج عنها اصابات عديدة.

مخاوف لدى الاهالي من ظاهرات قد تؤدي بالنتيجة الى فوضى أمنية واسعة ما لم تسارع القوى الامنية الى رفع مستوى استنفارها لضبط الاوضاع، ومواطنون وجهوا مناشدات الى وزير الداخلية وكافة القوى الامنية المختصة للضرب بيد من حديد وتوقيف عناصر العصابات المنتشرة في طرابلس ومختلف مناطق الشمال.

جهاد نافع - الديار