hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

«الديلفري» والثلاجة هاجس مراكز الحمية في لبنان

الأحد ١٧ تشرين الأول ٢٠٢١ - 06:41

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الحفاظ على الصحة، وعلى الوزن المثالي، يشكلان مطلبين أساسيين لدى شريحة من اللبنانيين تعاني من السمنة الزائدة. ومنذ سنوات كثيرة، انتشرت المراكز الخاصة بالحمية الغذائية في مختلف المناطق، وهي تأخذ على عاتقها إرسال الوجبات الغذائية إلى منازل الزبائن، وعادة ما تتعاون هذه الشركات مع زبائنها وفق اشتراكات شهرية، وكذلك حسب الزبون ورغباته، فهي تؤمن له ثلاث وجبات يومياً أو عدد وجبات يحددها بنفسه.

ومؤخراً، بدأت أعمال هذه المراكز بالانحسار، في ظل أزمات متراكمة يشهدها لبنان، وبعضها قرر إقفال أبوابه إثر تراجع نسبة الزبائن لديه، فيما قرر غيرها الاستمرار في عمله، ولكن بعد أن صرف عدداً لا بأس به من موظفيه، فسير العمل في هذه المراكز يتطلب خدمة توصيل إلى المنزل (ديلفري)، وكذلك عدم انقطاع التيار الكهربائي من أجل حفظ مكونات أطباق الحمية طازجة، وهما عنصران أساسيان غير متوفران حالياً في لبنان. ومن ناحية ثانية، فقد اضطرت إلى أن ترفع أسعارها، مقابل ارتفاع سعر الدولار، فمكونات الطعام التي كانت تستوردها من خارج لبنان كي تتمتع أطباق الحمية بالجودة المطلوبة تضاعفت أسعارها، وأحياناً أخرى باتت غير متوفرة.

وتشير اختصاصية التغذية ساندرا خوري، صاحبة مركز «نوتريشين هاوس» (Nutrition House) للحمية الغذائية، إلى أن هناك تراجعاً ملموساً في نسبة الزبائن عندها، يصل إلى 70 في المائة. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اليوم معاناة كبيرة في عملية تسيير أعمالنا، فالوقود غير متوفر، وكذلك التيار الكهربائي، وهما مطلبان أساسيان مهمان في مهنتنا. ففي غياب الثلاجة، حيث نحفظ المكونات والأطباق، بسبب تقنينٍ قاسٍ للتيار الكهربائي، تنعكس المشكلة علينا وعلى زبائننا معاً، حتى الشاب الذي يؤمن خدمة الديلفري يمضي ساعات طويلة في طوابير الذل على محطات الوقود كي يعبئ خزان دراجته النارية أو المركبة الخاصة لنقل عدد كبير من الأطباق إلى عناوين الزبائن».

وترى ساندرا التي تعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة أنه لم يسبق أن مر مركزها بهذا النوع من المشكلات من قبل، كما أن هناك مكونات عدة فقدت من الأسواق اللبنانية، وتوضح أن «كيلوغراماً واحداً من لحم الفيليه الخاص بالحمية كان يكلفني 12 دولاراً على سعر 1500 ليرة؛ اليوم يصل سعره إلى 19 دولاراً على سعر دولار يناهز العشرين ليرة».

وبحسب ساندرا، فإن عدداً لا يستهان به من زبائن المركز توقفوا عن دفع اشتراكاتهم الشهرية، في ظل توقف أعمالهم، والوقوع في البطالة، مضيفة: «حتى أنا كنت أشتري أغراضي عن طريق التقسيط، صرت اليوم مضطرة إلى أن أدفع أسعارها عداً ونقداً، وهو شرط أساسي لدى التجار اليوم».

وتحضير الطعام بمجمله يتطلب توفير مكونات طازجة، فما هي مخاطر تعرض طعام نظام الحمية لتقنين في التيار الكهربائي؟ ترد ساندرا: «هناك هاجس الإصابة بتسمم، فيما لو تم حفظ الطعام في ثلاجة تنقطع عنها الكهرباء لساعات طويلة. لذلك، نشهد يومياً تراجعاً في نسبة الزبائن التي باتت لا تثق بمدى جودة أطباق الحمية التي تطلبها من هذه المراكز».

ويواجه أصحاب مراكز الحمية في لبنان تحديات عدة بسبب طبيعة عملهم. وتشير ستيفاني التي تعمل في عيادة خاصة لتنظيم الغذاء الصحي: «لا شك أن هناك تراجعاً ملموساً في نسبة الزبائن التي تقصدنا اليوم في العيادة، حتى أن هؤلاء باتوا لا يزورونا من أجل استشارات أسبوعية حول أوضاعهم، كما في الماضي، وصارت زياراتهم تقتصر على مرة واحدة كل 45 يوماً، والأسباب تعود إلى عدم توفر مادة الوقود، وارتفاع كلفة الاستشارة».

وتقول ريتا أبي نادر، وهي زبونة دائمة في أحد مراكز الحمية: «بت اليوم أعد للمائة قبل تناولي السكريات والمعجنات والحلويات، فأن أبقي على وزني المثالي بواسطة إرادتي القوية، وممارسة بعض الرياضة، لهو أمر يوفر عليّ كلفة اشتراك مرتفعة في مركز حمية غذائي. وأقوم شخصياً بتحضير طعامي الصحي السليم من مكونات بسيطة متوفرة في الدكاكين والسوبر ماركت».

وترى ميريام، من مركز «دايت ديلايت» للحمية الغذائية، أن أنواع الأطباق الخاصة بهذا النوع من النظام الغذائي يجب أن تحفظ بدرجة حرارة باردة كي تبقى صالحة للأكل، وتوضح أن «غالبية أطباق الحمية الغذائية تتألف من السلطات واللحوم المشوية من سمك ودجاج ولحوم حمراء، وجميعها ارتفعت أسعارها بشكل كبير، فمن البديهي أن نؤمن حفظها بشكل سليم كي تصل الزبون بأعلى جودة»، وتتابع: «لهذا السبب كان علينا شراء مولد خاص بمركزنا، فأصحاب المولدات فرضوا علينا رسومات كبيرة مقابل اشتراكنا معهم. وفي ظل انقطاع مادة المازوت، طبقوا علينا تقنيناً قاسياً، وهو ما دفعنا إلى اقتناء مولد خاص بنا».

وبحسب ميريام، فإن تراجع نسبة الزبائن في مركزهم يصل إلى 50 في المائة، موضحة أن «غالبيتهم سافروا، ومن بقي منهم فهو ينتمي إلى الطبقة الاجتماعية المرفهة التي تحصل على أجرها بالعملة الصعبة، فصندوق الطعام الذي كانوا يحصلون عليه في الماضي مقابل مبلغ 140 ألف ليرة في اليوم الواحد، ارتفع حالياً ليصل إلى 180 ألف ليرة، وهو مبلغ لا يستطيع حتى اللبناني المتوسط الحال أن يدفعه يومياً».

وترفض غالبية أصحاب مراكز الحمية الغذائية الاعتراف بلجوئها إلى التوفير، واختيار مكون وعناصر طعام أقل جودة من السابق. وتؤكد ميريام: «لا نستطيع المخاطرة باسمنا ومسيرتنا في هذه المهنة. وفي حال اضطررنا إلى ذلك، فإننا نفضل إقفال أبوابنا على أن نغير مبادئنا مع زبائننا».

فيفيان حداد - الشرق الاوسط

  • شارك الخبر