hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

الحركة التجارية في زحلة تختنق في نفق مظلم...

السبت ٥ كانون الأول ٢٠٢٠ - 07:04

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لولا بعض زحمة تسبّب بها "عيد البربارة" حول محلات بيع الحلويات في مدينة زحلة، لمرّ على سوقها التجاري يوم آخر من أيام البطالة التي يكاد أصحاب وموظفو المؤسسات يعتادون عليها.

منذ مدّة، تتكرّر صور على وسائل التواصل الإجتماعي للبولفار الذي تحوّل مدينة أشباح. فالسوق الذي كان يعاني إفتقاد الزبائن العرب، ومن ثمّ المغتربين، لتقتصر حركته في السنوات الأخيرة على زبائن المدينة وبعض الجوار، إنهارت هذه السنة آخر مقوّمات صموده. أبواب مؤسسات كثيرة أغلقت في الوسط التجاري، وبعض سلاسل "الماركات" التي كانت قد تعرّفت الى سوق زحلة أخيراً، تراجعت في استثماراتها، وما بقي من مؤسسات مفتوحة تحوّلت محجراً لأصحابها أو الموظّفين الذين قد يمضون يوماً كاملاً بانتظار زبون واحد، وإذا دخل لا يضمنون ان يشتري.

وفقاً لرئيس جمعية الوسط التجاري زياد سعاده، فإنّ المؤسّسات التي أمّنت حركة بنسبة 20 بالمئة فقط مقارنة مع سنة 2019 تكون محظوظة جداً. وهذه الحال لا تنفصل برأيه عن الواقع الأليم لمجمل الحركة التجارية في لبنان. تتركّز حركة سوق زحلة التجاري على بيع الملبوسات والأحذية بشكل أساسي، إضافة الى توجّهه منذ مدّة لإحياء الحياة الليلية. وهذه خدمات صارت كماليات في ظلّ تراجع القدرة الشرائية للبنانيين.

جائحة "كورونا" قد تكون زادت الوضع سوءاً بالنسبة لاستقطاب الزبائن بشكل دائم. إلا أنّ مشكلة المؤسسات الأولى هي، وفقاً لسعاده، "افتقادها للسيولة وبالتالي للأرباح. فعادة، عندما لا تكون هناك سيولة تعوّض بالأرباح المحقّقة جرّاء تجديد البضائع. حالياً نحن لا نربح، وسيولتنا التي تؤمّن ديمومة المؤسسات استنزفت نتيجة الأزمات المتتالية. ليضاف الى كل هذا عامل فرق سعر صرف الدولار الذي يشكّل خسارة مباشرة في رأس المال. وكلّ هذا يجعلنا كجمعية تجّار نعتقد أنّنا علقنا داخل نفق يصعب الخروج منه بسهولة".

ينعكس هذا الواقع على القيم التأجيرية للمحلات التجارية في المدينة. وبعدما كانت الجهود تنصبّ قبل استفحال الأزمة على تخفيضها، من خلال نداءات، تدخّل حتّى مجلس أساقفة المدينة بإطلاقها، صار المعروض حالياً يفوق الطلب، وبالتالي إنخفضت قيمة الإيجارات تلقائياً. لا بل يتحدّث سعاده عن توجّه بعض المستثمرين للحدّ من خساراتهم، من خلال التخلّي عن أرقام كبيرة من "الخلو" الذي دفعوه، بعدما عجزوا عن تأجير المحلات أو تشغيلها. يأسف سعاده لكون هذا الواقع أعاق خطط المبادرات التي كانت قد وضعت لتطوير السوق، وجعله أكثر جذباً. ويكشف أنه في 15 تشرين الثاني من سنة 2019، كنا قد خططنا لإطلاق الخطة التنفيذية لتطوير السوق وتعزيز فرص جذبه للزبائن. وكخطوة أولى كان يفترض أن تنطلق من شارع الأرمن عبر تحويله الى سوق بازار نموذجي.

ولكن بدلاً من ذلك، إنصرفت الجمعية كما يشرح سعاده الى حلّ أزمات التجّار، سعياً أقلّه للحفاظ على صمود المؤسسات، عبر بقائها أقلّه على وضعها السابق والذي لم يكن جيداً، سواء من خلال حلّ المشاكل مع الموردين، أو الفصل في حقوق الموظفين، بعدما كثرت حالات الصرف وتخفيض الرواتب، أو في موضوع تمديد المهل بالنسبة لبعض المستحقّات والديون للمصارف حتى لا يخسر التجّار جنى عمرهم، أو في مسألة الإيجارات وتأخير تسديدها. سوداوية هذا المشهد تخفّف الحماس لزينة الميلاد هذه السنة، وإن باشرت بلدية زحلة بتنفيذ بعضها على مدخل المدينة وفي وسطها، سعياً لبثّ ولو بعض الفرح في النفوس.. والمانع بالنسبة لجمعية التجّار، كما يقول سعاده، صحّي أولاً اذ علينا ان نتصرّف بمسؤولية حتى لا نخلق الظروف المؤاتية لتفشّي الفيروس.

لوسي بارسخيان - نداء الوطن

  • شارك الخبر