hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

البازلاء تفترش البسطات والأسواق وتعاني التكلفة العالية وضمان الاستقرار

الخميس ٢٣ أيار ٢٠٢٤ - 06:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

«الشرحة بمليون وإلك بـ 700 ألف ليرة، فيها 10 كيلوغرامات».. يقابلك «المعلم محمد» مسؤول بستان من البازلاء بين منطقتي الشوف وجب جنين البقاعية، ويبادرك السؤال «هل تريد البازلاء للأكل فورا او للتفريز (حفظها في ثلاجة لاستخدامها في غير موسمها)»؟

في تلك اللحظات القليلة يكون انزل عليك وابلا من مغريات الشراء حول الاسعار، مقرونة بطعمها: عسل، سكر، هليون، طرية الخ..

ويضيف «البازلاء التي تفترش الشوارع والاسواق اليوم هي آخر عنقود الزراعات الشتوية في البقاع، التي بدأنا قطافها منذ نحو شهر كالفول، تحضيرا لمواسم غيرها كالبندورة والبطاطا وسواهما، وتسمح الأرض عندنا لموسم أو موسمين، حفاظا على خصوبتها سنويا».

من لذة نكهة البازلاء ينتقل المعلم محمد فورا إلى المعاناة «هذه البسطة بجانب الطريق نضعها مؤقتا اثناء القطف، وعندما ننتهي ننقل الانتاج إلى الاسواق وخاصة اسواق الجملة هنا في البقاع او إلى بيروت وصيدا. ثمة الكثير من المزاحمات على الأسواق اللبنانية، لكن النكهة اللبنانية تجعل الكثير من أبناء البلد في الداخل كما في الاغتراب يتهافتون على موسمه المبكر وحتى آخر قطفة. اذ ان طبيعة المنطقة المناخية، وتطور تقنيات الري المعتمدة، والتي اتجهت إلى اعتماد نظام الري بالتنقيط في معظم المشاريع الزراعية، يعطيان البازلاء، ذلك الطعم السكري الذي يجعله مرغوبا بشدة من قبل التجار كما المستهلكين. لذا لا يحتاج الامر إلى جهد كبير لتصريفه، بل يكفي ان يضع المزارع إنتاجه في أسواق الخضار، حتى يتهافت عليه التجار من كل مكان».

هنا يتدخل «المعلم سليم»، شريك «المعلم محمد» منذ عدة سنوات، ليشير إلى ان «اليد العاملة باتت مكلفة جدا. والعامل السوري مثلا لا يقبل بأقل من 10 دولارات لقاء 5 ساعات عمل، في حين ان المرأة العاملة تأخذ اقل. وعليه، تكون الأرباح ضئيلة جدا مقارنة بزراعات اخرى. لكن هناك روزنامة زراعية نعمل عليها سنويا، تتيح لنا الاستمرار في الدورة الزراعية الدائمة، وللحفاظ على اليد العاملة الخبيرة في المشاريع الزراعية، لتوفير مصادر الرزق الدائمة».

وتناول «المعلم سليم» الارتفاع الملحوظ قي سعر ضمان الدونم الزراعي، «الذي يصل إلى نحو 75 دولارا ايضا، نظرا إلى ارتفاع الطلب على الأراضي من قبل اصحاب المشاريع الزراعية، وتاليا الاوضاع المأساوية في لبنان، التي جعلت اللبناني يعود إلى الارض بعدما كان تخلى عنها لمصلحة الوظيفة. الآن اصبحت العودة إلى الارض حتمية، رغم كل تكاليفها مع كلفة ضخ المياه من الآبار والأدوية لمكافحة الحشرات واستخدام المبيدات»

يقول «المعلم محمد»: «تبدو زراعة البازلاء للبعض سهلة، لكن مراحلها تتضمن ايضا التعشيب من الحشائش والنباتات الغريبة، نثر البذار ووصولا إلى مرحلة القطف التي تمتد لأربعة وخمسة افواج، والاعمال تبقى نموذجا لحسن العمل الجماعي وفعاليته. المعاناة حقيقية والقلق يرافقنا حتى في أغزر المواسم انتاجا وأكثرها رغبة من قبل المستهلكين وخيرا وبركة».

الأهم بنظر محمد وسليم أن يبقى لنا وطن تقترن حلاوة البازلاء بلذة العيش والاستقرار فيه «اللبناني بيقدر يعيش.. المهم الحد الأدنى من الأمان».

عامر زين الدين - الانباء

  • شارك الخبر