hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

أزمة المياه في الصين تهدد الاستقرار في آسيا .. 100 مليار دولار خسائر سنوية

الأحد ٢ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 08:31

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن حروب المياه والصراع على الموارد الطبيعية في عديد من مناطق العالم وبخاصة في الشرق الأوسط الذي يعد المنطقة الأفقر مائيا، تتفاعل أزمة مياه تهدد الاستقرار العالمي في منطقة آسيا بسبب ندرة المياه العذبة في الصين.
ويرى المحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز أنه في حين أدى التغير المناخي إلى فتح طرق جديدة للتجارة العالمية وكشف عن موارد لم تكن معروفة وصراعات في منطقة القطب الشمالي، فإنه يفتح الباب أمام تهديد كبير للاستقرار الدولي والإقليمي نتيجة النقص الشديد في موارد المياه العذبة في الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد، وثالث أكبر قوة عسكرية، وأكبر قوة بشرية في العالم بما يمكن أن يشعل الصراعات داخلها وخارجها.
ثم جاء الدور على الصين، التي تحولت إلى قوة اقتصادية وعسكرية عظمى، بفضل الإصلاحات الرأسمالية والنظام التجاري العالمي المرحب بوجودها والتركيبة السكانية المواتية. وقد تحولت الصين إلى مصنع للعالم بفضل شبه الاكتفاء الذاتي من الأراضي الزراعية والموارد المائية وكثير من المواد الخام، التي تم استغلالها بقوة بفضل العمالة الرخيصة هناك.
ولكن يبدو أن التوازن الطبيعي في الصين أصبح شيئا من الماضي، ففي الكتاب المنتظر صدوره لكل من ميشيل بيكلي وهال براندز تحت عنوان "المنطقة الخطيرة" يقول المؤلفان إن الصين استنفدت كثيرا من مواردها "فمنذ عقد واحد، أصبحت الصين أكبر مستورد للمنتجات الزراعية. وانكمشت الأراضي المروية لديها، بسبب عمليات التجريف والاستخدام المفرط لها. كما أن الصين تشتري ثلاثة أرباع احتياجاتها من النفط من الخارج، في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة، دولة مصدرة للطاقة".
تواجه الصين أزمة مياه بشكل خاص. ففي حين يعيش فيها نحو 20 في المائة من سكان العالم، فإنها تمتلك 7 في المائة فقط من موارد المياه العذبة. كما تعاني جميع مناطق الصين وبخاصة الشمالية من ندرة المياه، بدرجة أسوأ من معاناة الشرق الأوسط.
واختفت آلاف الأنهار، في حين أدى التصنيع والتلوث إلى إفساد كثير من مصادر المياه المتبقية، ولكن بعض التقديرات تقول إن ما بين 80 و90 في المائة من المياه الجوفية ونحو نصف مياه الأنهار في الصين ملوثة بدرجة تجعلها غير صالحة للشرب، وأن أكثر من نصف المياه الجوفية ونحو ربع مياه الأنهار غير صالحة للاستخدام في الصناعة أو الزراعة.
ويقول هال براندز في تحليل نشرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء، إن هذه مشكلة مكلفة. فقد اضطرت الصين إلى توجيه المياه من المناطق الرطبة نسبيا إلى المناطق الأشد جفافا في الشمال. ويقدر الخبراء خسائر الصين نتيجة ندرة المياه بنحو 100 مليار دولار سنويا. كما أدى نقص المياه ووسائل الزراعة غير المستدامة إلى تصحر مساحات واسعة في الصين، كما أصبح نقص إمدادات الطاقة نتيجة تراجع إنتاج محطات الكهرباء المائية أمرا شائعا في الصين.
وخلال الشهر الماضي أعلنت السلطات الصينية أن مدينتي شينشن وجوانجشو الموجودتين في منطقة دلتا نهر بيرل الغنية بالمياه نسبيا ستواجه موجة جفاف حادة خلال العام الجديد.
ويمكن القول إن أزمة المياه في الصين ستكون لها تداعياتها السياسية والاقتصادية الخطيرة، خاصة أنها تتزامن مع تحديات عديدة أخرى منها تدهور التركيبة السكانية والاضطرابات السياسية وتجميد أو التراجع عن كثير من الإصلاحات الاقتصادية الأساسية.
وفي 2005 قال رئيس وزراء الصين وين جياباو إن ندرة المياه تهدد "بقاء الأمة الصينية نفسه". وقال وزير الموارد المائية إنه على الصين "القتال من أجل كل نقطة مياه وإلا ستواجه الموت"، وبغض النظر عن المبالغة في التصوير، فإن ندرة الموارد وعدم الاستقرار السياسي يسيران يدا بيد.
ويرى هال براندز أن الأزمة في الصين قد تتحول إلى توترات خارجية، فالمراقبون يخشون من لجوء الحزب الحاكم في الصين، الدخول في مواجهة مع أعداء خارجيين للتغطية على المشكلات الداخلية. حتى إذا لم يصل الأمر إلى هذه الدرجة، فإن مشكلات المياه تسبب صراعا سياسيا. وعلى مدى أعوام تحاول الصين التغلب على تحديات الموارد الطبيعية، بحسب هال براندز.
وبعد قيامها ببناء سلسلة من السدود العملاقة على نهر ميكونج، تسببت الصين في موجات جفاف وفيضانات مدمرة في دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند ولاوس اللتين تعتمدان على هذا المجرى المائي. كما أدى تحويل مجرى نهر شينج يانج إلى آثار مدمرة في منطقة آسيا الوسطى.
كما أصبحت خطة الصين لإقامة سد كبير في جبال الهيمالايا، الذي سيحجز المياه قبل وصولها إلى الهند سببا لتوتر متزايد، بسبب الأضرار المحتملة لهذا السد بالنسبة للهند وبنجلاديش.
وبحسب الوكالة "الألمانية"، يقول المحلل الاستراتيجي الهندي براهما تشيلاني إن "التوسع الإقليمي للصين في منطقة بحر الصين الجنوبي وجبال الهيمالايا، يترافق مع محاولات للسيطرة على الموارد المائية في أحواض الأنهار العابرة للحدود".
ويختتم براندز تحليله بالقول إنه كلما ازدادت الصين عطشا، أصبحت أشد خطورة من الناحية الجيوسياسية.

الاقتصادية

  • شارك الخبر