hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار إقليمية ودولية أخبار إقليمية ودولية

غزة: قائمة الاخفاقات تنتج استياء... وقلق من استخلاص "حزب الله" العبر

الأحد ٢٣ أيار ٢٠٢١ - 07:53

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يستخلص خبراء عسكريون إسرائيليون العبر من المعركة الأخيرة مع "حماس"، ويشيرون إلى أن حزب الله وإيران سيكونون أفضل في المعركة القادمة، وأن ردع "حماس" لم ينجح، وأن الجمهور الإسرائيلي يشعر بالاستياء.

تعرضت الحكومة الإسرائيلية ومعها الجيش الإسرائيلي لوابل من الانتقادات في الداخل الإسرائيلي، على اعتبار أن "صورة الانتصار" التي بَذلت جهوداً لاقناع الجمهور الإسرائيلي بها لم تكن مقنعة. فضباط كبار سابقون، خبراء ومعلقون في "إسرائيل" توافقوا على أن ما حققته "إسرائيل" في عملية "حارس الأسوار" كانت إنجازات تكتيكية وعملياتية تتعلق بقوة التدمير، بينما استطاعت حركات المقاومة الفلسطينية تحقيق إنجازات استراتيجية تتعلق بدورها وتأثيرها في ساحات مختلفة.

فشل معالجة القذائف الصاروخية
أقرّ ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، وفقاً للمراسل العسكري في "القناة 13"، أور هيلر، بأنه لم تتم معالجة موضوع القذائف الصاروخية "بشكل جيد كفاية"، وذلك على الرغم من أن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الفريق أفيف كوخافي، وقائد المنطقة الجنوبية، اللواء أليعازر توليدانو، حددا طوال الوقت للقوات بأن الأسلحة المنحنية المسار "يجب العثور على حفر إطلاقها وتدمير مخازنها، باعتبارها هدفاً مركزياً جداً"، ولكن في النهاية لم تتوافر معلومات إستخبارية جيدة كفاية عن الموضوع.

وأضافت مصادر عسكرية، بحسب ما نقلت عنها الإذاعة الإسرائيلية، أن "ضرب المنظومة الصاروخية في قطاع غزة لم يكن كافياً لتحقيق انجاز". وأضافت أنه رغم قصف مئات منصات الاطلاق والخلايا المشغلة لها، غير أنه كان يتعين إيجاد حلول أكثر نوعية ونجاعة.

ورأت المصادر ذاتها أنه لا بدّ أن تؤدي عملية "حارس الأسوار" إلى تغيير في أساليب عمل الجيش الإسرائيلي في القطاع، من أجل الحفاظ على هدوء وردع لمدة طويلة.

وحول عملية "المترو" (تدمير الأنفاق في غزة)، أعربت مصادر أمنية سابقة رفيعة المستوى، من بينهم ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي كانوا على اطلاع على الخطط السرية للعملية، لـ"موقع والاه"، أعربت عن اعتقادها بأنه كان "يجب حفظ مهاجمة المترو إلى الحرب الكبرى المقبلة، وبذلك تشكل بعداً مفاجئاً أكبر بكثير يؤدي إلى سقوط مئات القتلى".

حزب الله وإيران استخلصوا العبر
بعد أن وضعت الحرب في قطاع غزة أوزراها، ازدادت وتيرة التقديرات والقراءات التي يقدمها خبراء في "إسرائيل". وبرز منهم رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، اللواء احتياط عاموس يدلين (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية – أمان سابقاً)، الذي قال في مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية أنه في حال صدق الجيش الإسرائيلي بأنه أنجز كل الأهداف المطلوبة منه، وأن حركة "حماس" تلقت ضربة شديدة يجعلها تفكر مرتين ليس في إطلاق النار على القدس، بل في إطلاق النار على غلاف غزة أو عسقلان، "حينها المستقبل سيكون أفضل من هذه الناحية الخاصة بإطلاق النار على إسرائيل". غير أن يدلين أشار إلى أن "إسرائيل" لا تقوم بما توقعته حماس منها في القدس، لذلك إذا ردت "حماس"، فهذا يعني أن الردع لم ينجح. أما إذا جلست "حماس" هادئة، فـ"هذا يعني أن الضربة التي تلقتها من الجيش الإسرائيلي تجعلها تفكر 10 مرات قبل إطلاق النار". ومع ذلك، أضاف يدلين أنه يوجد شعور بالمرارة لدى الإسرائيليين لأنه لم يتحقق إنتصار على "حماس".

يدلين لفت أيضاً إلى أن وقف إطلاق النار مقابل غزة كان صحيحاً، رغم أن الجيش الإسرائيلي لم يطلبه، وصحة هذا الأمر تعود إلى كون "الأهداف أنجزت" في غزة، كما أنه توجد ضرورة للحفاظ على المخازن والقوة للمواجهة الأهم في الشمال، لأن من يعتقد أن الشمال أصبح هادئاً، هو مخطئ.

رئيس سابق أيضاً لأمان، هو اللواء احتياط أهارون زئيفي-فركش، لفت إلى أن حركة "حماس" أنجزت من الناحية الإستراتيجية والسياسية إنجازاً مثيراً للإنطباع. وأضاف أن هذه الجولة ليست حول أمور تكتيكية، بل حول أمور إستراتيجية، فالتحدي الذي وضعته "حماس" على الطاولة، هو قولها "أنا الممثلة الشرعية للفلسطينيين وأنا أمثل خطاً فلسطينياً إسلامياً قومياً وليس علمانياً".

فركش لفت إلى أنه لا يمكن تقدير وقت صمود وقف إطلاق النار، لكن "إذا حماس التزمت بمطالبها حول القدس فيجب أن نكون مستعدين للدخول إلى وضع من الإستنزاف مقابل حماس".

ولفت فركش إلى أن "الآخرين" يستخلصون العبر، لقد نظروا - حزب الله وإيران - إلى هذه المعركة، وسيكونون أفضل في المعركة القادمة، "لقد شاهدوا ماذا فعلنا، ليس فقط حماس سوف تستخلص العبر، ولا يجب أن نتفاجئ إذا انتقلنا إلى المعركة القادمة ونقول كيف تحسنوا كثيراً".

بدوره، كتب اللواء (احتياط) غيرشون هاكوهين (قائد الفيلق الشمالي سابقاً) مقالاً في صحيفة "إسرائيل اليوم" رأى فيه أن حركة "حماس" تمكنت من تحديد هدف القتال حسب التوجيهات من قادتها وهو "النضال من أجل القدس". لذلك، فإن مسألة المنتصر في هذه الجولة لا تقتصر على ثمن خسارة "حماس" في قطاع غزة. لأنه "في مواجهة الهدف الذي يثير التعاطف في العالم الإسلامي، يمكن لقيادة حماس أن تبرر ثمن الحرب".

أما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، يرى هكوهين أن "ما سيحدد في المقام الأول تقييم الإنجاز في المعركة ضد حماس، هو ليس فقط مسألة مدة فترة الهدوء في مستوطنات غلاف غزة، ولكن على نطاق العمل على تحقيق المصالح الوطنية الإسرائيلية في القدس".

وبدوره، قدم قراءة نائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، عيران عتسيون قراءة لمجريات الأمور في قطاع غزة، فرأى أن "إسرائيل خرجت من هذه المعركة بشكل سيء جداً وهي خاسرة"، لافتاً إلى أن "هذه أكثر عملية لها علاقة بالسياسة الداخلية التي تقوم بها إسرائيل منذ عملية سلامة الجليل التي تحولت إلى حرب لبنان الأولى، لقد دخلنا إليها لأسباب غير صحيحة".

عتسيون قال إنه "في الأسابيع القادمة، سيكون هناك عدم ثقة بما يقوله رئيس الحكومة وأسوأ من ذلك، بما تقوله المؤسسة الأمنية". وأضاف أن "أعداءنا يشاهدون هذا... حزب الله ينظر وإيران تنظر.. ويرون أن منظمة صغيرة من قطاع غزة، 365 كلم مربع مع صفر مساعدة خارجية تقريباً دون سلاح جو، حماس تنجح في ابقائنا على مدى 12 يوماً مع إطلاق نار متواصل ومديات وقوة غير مسبوقة، حتى على المستوى العسكري الأساسي الميزان لم يكن جيداً".

شعور بالاستياء الكبير وسط الجمهور الإسرائيلي
الانتقادات حول أداء الحكومة والجيش في "إسرائيل"، ظهرت واضحة في المقالات والتحليلات التي طرحها معلقون كبار في "إسرائيل". فمعلق الشؤون العسكرية في "القناة 13". الون بن دافيد كتب مقالاً في صحيفة معاريف عدّد ثلاثة انجازات استراتيجية استطاعت حركة "حماس" تحقيقها مع الإعلان عن وقف إطلاق النار، هي:

- ثبتت نفسها بأنها "حامي القدس"، ونجحت في إخلاء الكنيست من المشرعين و"المبكى" ( ساحة البراق) من المصلين.

- باتت تُعتبر المتصدرة للأحداث في الضفة الغربية وفي داخل "إسرائيل" أيضاً، وحتى كمن تحدث أيضاً تصعيداً في الحدود الشمالية.

- رفعت مرة أخرى القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال في الرأي العام العالمي.

بن دافيد، رأى أنه مقابل الانجازات الاستراتيجية لـ"حماس"، سجّل الجيش الإسرائيلي نجاحات عملياتية، ومع ذلك، لفت بن دافيد إلى أنه "رغم الجهد الهائل، لم ينجح الجيش في تحقيق إصابة بمسؤولين كبار من حماس"، الذين يبرز من بينهم محمد ضيف، الرجل الذي رفعته هذه المواجهة إلى درجة اسطورية للزعيم الملهم في العالم العربي كله، و"أصبح لحماس ما كان عليه عماد مغنية لحزب الله".

وبدوره كتب المحلل العسكري أمير بوحبوط في موقع "والاه" أن عملية "حارس الأسوار" انتهت "مع شعور بالاستياء الكبير وسط الجمهور الإسرائيلي"، وذلك بسبب "قدرة حماس على الاطلاق خلال العملية من آلاف الحفر صليات ثقيلة نحو غوش دان، منطقة الجنوب والنقب الغربي مع تهديدات واضحة بالتوقيت والمساحة".

بوحبوط أضاف أن كل صلية عمّقت الفهم عن الفجوة الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي في عالم الصواريخ المنحنية المسار، إذ تبين أن آلاف حفر الإطلاق وقاذفات الصواريخ لم تكن الاستخبارات الإسرائيلية تعلم بوجودها، الأمر الذي يستوجب محاسبة نفس مفتوحة (داخل الجيش الإسرائيلي) ونظرية جديدة للتعامل مع الصواريخ.

الميادين

  • شارك الخبر