hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار إقليمية ودولية أخبار إقليمية ودولية

سفير أوكرانيا: أوكرانيا عادت إلى حضن الكنيسة الأم الأرثوذكسية

الثلاثاء ٨ كانون الثاني ٢٠١٩ - 15:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 اعلن سفير أوكرانيا ايهور أوستاش، في بيان، أن "أوكرانيا عادت إلى حضن الكنيسة الأم الأرثوذكسية"، وأوضح انه "منذ الاستقلال في عام 1991 لجأت أوكرانيا على الفور لإيجاد طرق لإنشاء الكنيسة الأرثوذكسية المحلية. المحاولة الأولى للأسف، لم تكن ناجحة. وفي العام 1992 على أنقاض الكنيسة السوفيتية الماضية ظهرت ثلاث كنائس، الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة ذاتيا والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو".

ولفت الى أن "فهم الحاجة إلى كنيسة مستقلة موحدة، والتي تملك فيها أوكرانيا كدولة مستقلة الحق الكامل الذي لا جدال فيه قد تصاعدت بعد عام 2014 عندما أطلقت روسيا عدوان عسكري في شرق أوكرانيا والقرم المحتلة موقتا، ومنذ ذلك الحين بدأ النظر إلى مسألة النضال من أجل الاستقلال عن البطريركية الروسية، ليس فقط باعتباره قضية كنيسة، بل مسألة تتعلق بالأمن القومي. وللأسف، بعض رجال الدين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو يدعمون الأعمال العدوانية التي تقوم بها روسيا ضد أوكرانيا. وهناك أدلة كثيرة على استخدام روسيا للفرع الأوكراني لبطريركية موسكو في الحرب مع أوكرانيا"، مشيرا الى أن "الاستخدام الرئيسي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو من قبل الأجهزة الخاصة الروسية كان إعداد احتلال شبه جزيرة القرم وتسهيل الكهنة في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو نشاطات المنظمات الإرهابية في دونباس. القضية أصبحت حادة بشكل خاص عندما بلغ عدد القتلى الأوكرانيين نتيجة للحرب مع روسيا 10000 قتيلا إضافة إلى 25000 جريحا و 1.5 مليون مشرد ومعظمهم من الأرثوذكس".

واذ اكد ان "من نتائج اجتماع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وقداسة بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس في التاسع من نيسان 2018، كان بداية لمراجعة البطريرك المسألة التي طال انتظارها وهي منح الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الاستقلال عن البطريركية الروسية"، قال: "جميع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة ذاتيا وجزء من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو والغالبية العظمى في البرلمان الأوكراني استجابوا لدعوة الرئيس لدعم توجيه نداء إلى بطريرك القسطنطينية لإعطاء "الميثاق الكنسي" لتحقيق استقلال ذاتي للكنيسة في أوكرانيا، التي لمدة 1030 كانت ضمن النطاق الكنسي للبطريركية القسطنطينية وتحديدا منذ العام 988، عندما اعتنق شعبنا على ضفاف نهر الدنيبر المسيحية من خلال الأمير فلاديمير حاكم كييف وقتها".

اضاف: "في العام 1686 تحت ضغط الظروف التاريخية الصعبة لم تكن مطرانية كييف حائزة على ال "قانونية"، حيث استولت عليها بطريركية موسكو. ومع ذلك، رغم الضغوط والتي غالبا ما تكون مؤلمة من السلطة الكنسية الخارجية، فإنها فشلت في سلخ المؤمنين الأوكرانيين عن الكنيسة الأم وهي البطريركية المسكونية. وصلت عملية إنشاء كنيسة أوكرانية جديدة إلى خط النهاية في نهاية عام 2018. ففي اجتماع سينودوس الكنيسة المسكونية الذي عقد في اسطنبول في الفترة من 27 لغاية 29 تشرين الثاني 2018، اعتمدت توصيات لميثاق الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا ونص توموس الذي منحها الاستقلال عن البطريركية الروسية".

وأوضح انه "انعقد اجتماع توحيدي بتاريخ 15 كانون الأول في كييف في كاتدرائية القديسة صوفيا، حضره الأساقفة والكهنة والرعية التابعون للكنائس الثلاثة الموجودة فعلا ضمن المنظمات الكنسية الأرثوذكسية في أوكرانيا وهم الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية التابعة لبطريركية كييف، الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية المستقلة والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو، وبالاتحاد معا تمكنوا من تخطي الانفصال الواقع في الكنيسة في أوكرانيا وأنشأوا منظمة كنسية أرثوذكسية واحدة في أوكرانيا وهي الكنيسة الأرثوذكسية المحلية في أوكرانيا، حيث تم انتخاب المتروبوليت ايبيفاني على رأسها. وانضم إلى الكنيسة الجديدة الكنائس الثلاثة الموجودة وهي الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الأوتكيفاليكية ورقم الضغوط الشرسة جزء من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو. وتميز الاجتماع التوحيدي بالتاريخية العميقة حيث عقد لأول مرة في كنيسة القديسة صوفيا - أكبر مكان أرثوذكسي أوكراني مقدس بني في القرن الحادي عشر - حيث كان يتم اختيار مطارنة كييف. ثانيا، تم الأمر تقريبا في نفس اليوم الذي حصل فيه اجتماع العام 1918 في الكاتدرائية أي بعد مرور 100 عام على محاولة إنشاء الكنيسة الأوكرانية المستقلة ذاتيا في زمن الجمهورية الأوكرانية الشعبية. الناس الذين تجمعوا في ساحة القديسة صوفيا بكوا فرحا عندما أعلن عن تأسيس الكنيسة وانتخاب زعمائها".

واردف: "الاعتراف الرسمي المكتوب - توموس "الكنيسة الميثاق" من قبل البطريرك المسكوني وسينودس البطريركية المسكونية بمنح هذا الاستقلال عن البطريركية الروسية، قام البطريرك المسكوني برثلماوس بتسليمه رسميا في احتفالية بوجود رئيس جمهورية أوكرانيا بيترو بوروشينكو ورئيس مجلس النواب الأوكراني المنتخب حديثا باروبي إلى زعيم الكنيسة إيبيفاني في مقر إقامته في منطقة فنار في اسطنبول بتاريخ 6 كانون الثاني 2019 عشية عيد الميلاد. وثيقة توموس قد أكدت رسميا قانونية استقلال الكنسية الأوكرانية ذاتيا باعتبارها واحدة من 15 من الكنائس الأرثوذكسية المحلية في العالم. ثم تبدأ عملية الاعتراف بكنيسة جديدة كبقية الكنائس المحلية، الذي قد يستغرق بعض الوقت".

واذ اشار الى ان "الكنيسة المنشأة حديثا هي خطوة حاسمة في عملية بناء الدولة، متشابهة جدا مع حالة إعلان استقلالنا الأوكراني"، اكد أن "جميع الخطوات للحصول على قانونية الاستقلال الكنسي الذاتي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وخاصة مجلس التوحيد، تسبب في رد فعل قوي جدا في روسيا، وكذلك لدى المنظمات الموالية لروسيا في أوكرانيا. فإن إنشاء كنيسة مستقلة عن موسكو معترف بها قانونيا في أوكرانيا، وخاصة الانتقال المتوقع للجزء الأوكراني من الكنيسة الأوكرانية الأرثوذوكسية التابعة لبطريركية موسكو، يؤدي في الواقع إلى فقدان موسكو من خلاله النفوذ الكبير على الحياة الاجتماعية في أوكرانيا. ولم يخف الكرملين أبدا أنه يعتبر الكنيسة الروسية آلية لإبقاء الشعوب المجاورة في مجال نفوذها".

ولفت الى ان "ولادة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة تعتبر حدثا مميزا، حيث كان ينتظره المؤمنون لعدة قرون. وعلى الرغم من أن هذا أصبح ممكنا بسبب وحدة رجال الدين والرئيس والحكومة والبرلمانيين وجميع الأوكرانيين الذين كانوا يصلون من أجل تحقيق الاستقلال لكنيستنا، يجب التأكيد على أنه لا توجد وسوف لن تكون كنيسة تابعة للدولة في أوكرانيا. وبالعكس من ذلك، هناك حرية دينية حقيقية يحميها الجميع بعناية. ولقد أكدت قيادة البلاد مرارا وتكرارا أن الدولة لن تتدخل في شؤون الكنيسة الأرثوذكسية الموحدة، وأن المؤمنين من رعية الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو الذين لا يريدون أن ينتقلوا إليها سوف تحترم الدولة اختياراتهم. وعلى الرغم من الترهيب الكثيف للمعارضين لتشكيل كنيسة جديدة سواء عن طريق مواجهات القوة أم التهديد بالاستيلاء على الأديرة، فإن عملية انضمام إلى الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو إلى الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية المستقلة تسير بشكل سلمي".

وتابع: "حاليا منذ اجتماع مجلس التوحيد تم نقل حوالى 50 جماعة دينية من الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو إلى الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية المستقلة. ويتم تفعيل هذه العملية بشكل كبير مع تسليم وثيقة توموس. ولفترة طويلة كان هناك أسطورة وهي أن ظهور كنيسة أوكرانية مستقلة لا يمكن أن يتم بمعزل عن الترتيبات مع الكرملين وبطريركية موسكو. لكن التاريخ يعلمنا أنه ليس من الضروري التفاوض مع روسيا وليس السبب أن الاتفاق سيئ، ولكن لأنه في مفهوم الدولة الروسية وكنيستها لا توجد أوكرانيا المستقلة ولم تكن أبدا. هل كنا نتوقع أن يكون رد فعل روسيا مختلفا؟ لا، لأن روسيا لا تعترف بالحق في وجود كنيسة أوكرانية أو دولة أوكرانية، تعتبرها "خطأ تاريخيا". وحتى اللغة الأوكرانية كانت تحظر بموجب المراسيم الملكية باستمرار. وفي هذه الحالة، يمكن وضع روسيا فقط أمام الأمر الواقع".

واشار الى ان "جمهورية أوكرانيا الشعبية كانت كذلك أمرا واقعا قبل مائة عام. كان إعلان استقلال أوكرانيا في 24 آب 1991 أمرا واقعا كذلك. كانت ثورة الكرامة في 2013-2014 حقيقة كهذه. اليوم، أصبح المجلس التوحيدي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة واستلام وثيقة توموس أمرا واقعا وحقيقة ذات أهمية حضارية. وهذه الحقيقة مرة أخرى تذكر الجميع أن مستقبل أوكرانيا لا يتم صنعه في موسكو وإنما في كييف، أنه يتم صنعه من قبل الأوكرانيين أنفسهم الذين لا يحتاجون إلى الإذن والموافقة من أولئك الذين يعتبرونهم غير موجودين. ونتيجة لذلك، نالت المسيحية الأوكرانية مرة أخرى كنيستها الخاصة كما كانت من 988 إلى 1686".

ورأى أن "خطوة إنشاء كنيسة محلية خاصة على مدى أكثر من ألف سنة قد اكتملت. لكن الكنيسة نفسها في أوكرانيا سوف تستمر في النمو عدديا ونوعا، يمكن أن تمتد عملية نمو عدد الرعايا والمؤمنين الجدد لأشهر أو حتى سنوات ولكن ستكون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الجديدة واحدة من أكبر الكنائس الأرثوذكسية في العالم لتصبح عاملا مهما في الحياة الأرثوذكسية. ومدينة كييف مرة أخرى، كما كانت قبل عدة قرون، سوف تصبح مركزا قويا للأرثوذكسية في أوروبا الشرقية. ولطالما كانت الكنيسة اللبنانية بالنسبة لي رمزا للحرية. والعديد من الرهبان والمؤمنين المضطهدين عثروا على مأوى في الجبال اللبنانية التي يصعب الوصول إليها. مثلها كمثل الكنيسة الأوكرانية، عانت هي أيضا من اضطهاد جيرانها الكبار ومحاولاتهم للامتصاص. عندما أكون في الأديرة الجبلية اللبنانية أرسم دائما أوجه الشبه مع دير بيشيرسكا لافرا في مدينة كييف وكذلك دير مانياسكسكي سكيت في منطقة الكاربات".

وأمل السفير الاوكراني، "أن يدعم اللبنانيون الأرثوذكس الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة الأوكرانية، رغم النداءات المشكوك فيها لبعض الكنائس بعدم الاعتراف باستعادتها، على الأقل لأن ظهور كنيسة أوكرانية مستقلة هو إعادة للعدالة التاريخية". 

  • شارك الخبر