hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار إقليمية ودولية أخبار إقليمية ودولية

رسائلٌ ردعية إسرائيلية ضد إيران

الخميس ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢١ - 18:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حظي هجوم السايبر الذي  تعرضت له محطات الوقود في أنحاء إيران، يوم الثلاثاء الماضي، باهتمام إعلامي واسع. وعلى الرغم من الصمت الرسمي التام بشأن مسؤولية "إسرائيل" عن الهجوم، تولى معلقون إرسال كل الإشارات الممكنة للتلميح - إلى حد التصريح - بمسؤولية "إسرائيل" عنه أو في الحد الأدنى، الاستفادة منه، بدءاً من الحديث عن قرار إسرائيلي بتبني مفهوم تأليب الشعب الإيراني على النظام خدمة لأهداف إسرائيلية، واستخدام الأساليب الممكنة لذلك، مروراً بالحديث عن توقيت الهجوم وسياقه في إطار المواجهة الدائرة بين "إسرائيل" وإيران، وعدم استبعاد أن يكون هجوم السايبر رداً إسرائيلياً على هجمات إيرانية سابقة، وانتهاء بالإشارة إلى أنّ هجوم السايبر الأخير على قدر من الاتقان والشمولية بحيث لا يمكن أن تقوم به إلا دول، وأنّ قصة الاتفاق النووي تقف في صميم هذا الهجوم.

في وقت لم يصدر فيه أي موقف علني عن المسؤولين من المستويين السياسي والعسكري بشأن هجوم السايبر الذي تعرضت له إيران، أكد مصدر سياسي إسرائيلي لصحيفة هآرتس "أنهم في إسرائيل قرروا استغلال مجموعات مهمة في الجمهور الإيراني في إطار المحاولات لاستنزاف النظام في إيران وثنيه عن جهوده لإنتاج سلاح نووي".

وأضاف المصدر أنّ "إسرائيل" لاحظت أنّ "الجمهور الإيراني لا يخشى التعبير عن موقفه، بل وحتى الاحتجاج بطرق مختلفة، والتعبير عن تحفظاته بالأفعال، في المناسبات التي يشعر فيها بتهديد على نمط حياته. نعم استنتجت إسرائيل أنه سيكون بالإمكان استغلال تصرف كهذا أيضاً للتأثير على النظام في طهران في الموضوع الإيراني".

وفي السياق ذاته، أشارت "هآرتس" إلى أنهم "في المؤسسة الأمنية والعسكرية بلوروا في الآونة الأخيرة مفهوماً مفاده أنً ضغطاً من جانب الجمهور في إيران - الذي لا يميل لتفهم المسّ بنمط حياته - يمكن أن يؤثر على النظام الإيراني في الموضوع النووي".

الصحيفة لفتت إلى أنهم في "إسرائيل" شخصوا أخيراً الجمهور في إيران أو "على الأقل الجمهور المتمدن المثقف، كـخاصرة رخوة على نحوٍ خاص. الهدف هو أنّ هذا الجمهور، الذي يجد صعوبة في مواجهة المس بنوعية حياته، سيمارس ضغطاً مهماً على السلطة في وضع كهذا".

وأضافت التقارير أنّ هجوم السايبر الذي مس بعشرات آلاف السائقين الإيرانيين العاديين، يتناسب مع التصور المحدّث للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في الصراع ضد النووي الايراني.

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) سابقاً، اللواء احتياط عاموس يادلين، وصف الهجوم، في مقابلة تلفزيونية، بأنه "عملية إلكترونية واسعة النطاق ومثيرة للإعجاب". وأشار يدلين إلى أنّ هذا الهجوم يهدف إلى بث رسالة للإيرانيين: "أنتم تعتقدون أنكم تستطيعون الوصول إلى حدودنا، فلديكم حزب الله في الحدود اللبنانية، والجهاد الإسلامي وحماس في غزة، وتحاولون التمركز في الجولان، أنتم تعتقدون أنكم بعيدون. هذا السلاح الذي يسمى السايبر خلافاً لمكونات القوة التقليدية مثل الجو والبحر والبر، يستطيع أن يقطع مسافات بعيدة بسرعة، في هذا رسالة للإيرانيين أنكم عرضة للاستهداف".

ولفت يدلين إلى أنه "على غرار الحملات العسكرية الحركية (النارية)، فإنّ التأثير الاستراتيجي للعملية الإلكترونية سيصبح أكثر وضوحاً في المستقبل"، متسائلاً إن "كانت العملية ستؤدي إلى كبح جماح أنشطة إيران السلبية في الشرق الأوسط، أم أنها ستتسبب بتصعيد؟. يدلين رأى أنّ "السايبر هو سلاح جديد غير معروف بشكل كافٍ، لافتاً إلى أنّ من نفذ الهجوم "لا يعرف دائماً مدى تأثيره بالدقة".

ومن جهته، رأى الخبير في مجال السايبر غاي مزراحي، أنّ "السؤال المثير للاهتمام جداً في هذه القضية هو لماذا تسارع هيئة دولية لتنفيذ هجوم كهذا في حين أنّه لن يسفر فعلياً عن أضرار حقيقية تطال اقتصاد الدولة، بل عن تذمر المواطنين من المؤسسات؟ عندما تقوم هيئة استخبارية بالهجوم يكون هناك توازن بين ما يمكن إنجازه وخسارته نتيجة لكشف قدرتها. السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ستقرّر الهيئة المهاجمة حرق قدرة من أجل تحقيق ربح في نطاق الحرب النفسية؟". مزراحي تساءل أيضاً إن "كان الأمر يتعلق بوضع الحرب على الرأي العام في إيران كأولوية".

أما مدير عام شركة "Clearsky" التي تُعنى بالاستخبارات السايبرية في "إسرائيل"، بوعاز دولب، فقدّر أنّ الهجوم السايبري في إيران هدفه "الردع والتلميح للإيرانيين بأنهم تجاوزوا الحدود".

وأشار معلقون في "إسرائيل" إلى أنّ الهجوم قد يكون رداً إسرائيلياً على هجمات سايبر إيرانية، أو قد يكون رداً على الخطوات الأخيرة التي تقوم بها إيران في المنطقة.

وأضاف معلقون أنّ "المسؤولين عن هجوم السايبر لا ينوون الاكتفاء بالغارات الجوية في سوريا وفي أماكن أُخرى ضد أهدافٍ إيرانية، وفي الأساس عدم الانتظار  إلى أن يتوصل الأميركيون إلى اتفاقاتٍ في موضوع النووي – فيما في نفس الوقت تحاول إيران تعميق سيطرتها في العراق واليمن".

وبشأن هدف الهجوم، حدد معلقون أهدافاً عديدة للهجوم السايبري ضد إيران، "منها السعي لإيجاد احباط وتململ وسط الجمهور الإيراني، والضغط على النظام للعودة إلى طاولة المفاوضات".

ورأى معلقون بأنّ "الضغط يهدف إلى حد تقويض استقرار النظام الإيراني وممارسة ضغطٍ داخلي عليه".

وبحسب معلقين، فإنّ "الهجوم هو عملية مستمرة على الوعي من خلال الرسائل التي تمرر للجمهور".

  • شارك الخبر