hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار إقليمية ودولية أخبار إقليمية ودولية

ألمانيا وجهة جديدة لهجرة الكفايات التونسية

الإثنين ٥ كانون الأول ٢٠٢٢ - 15:04

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أصبحت ألمانيا وجهة جديدة لهجرة الشباب التونسي الحائز تأهيلا جامعيا بطريقة قانونية على رغم عائق اللغة، في وقت تعاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا نقصا حادا في اليد العاملة، بحسب تحقيق لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".

 

وكانت فرنسا ودول الخليج وكندا تمثل حتى الآن الوجهة الأولى لهجرة الكفايات التونسية.

 

تمكن 5474 تونسيا من الحصول على تأشيرة للعمل في ألمانيا خلال الفترة الممتدة من مطلع العام 2022 إلى تشرين الأول، مما يمثل تقريبا ضعف هذا العدد في العام 2020 نتيجة لعدم اعتماد نظام الحصص (الكوتا) في منح التأشيرات، فضلا عن أن المؤهلات العلمية التونسية معترف بها بشكل كبير في هذا البلد.

 

وتقول نرجس الرحماني مديرة وكالة الهجرة "غيت إن جرماني" لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إن ألمانيا التي تسجل فيها معدلات انجاب منخفضة للغاية "لديها حاجات هائلة الى اليد العاملة، ليس فقط في مجال الصحة أو تكنولوجيا المعلومات، ولكن أيضًا في مجال الفنادق والمطاعم والبناء".

 

يقدم بعض أصحاب العمل الألمان في القطاعات التي تشهد نقصا كبيرا، للراغبين في الهجرة إلى هذا البلد تسهيلات وامتيازات كبيرة تصل حد منحهم عقودا مسبقة للحصول بشكل فوري على تأشيرة وكذلك تمويل تعلمهم اللغة الألمانية لمدة 6 أشهر في تونس.

يؤكد يافت بن عزوز، وهو مدير معهد لتعليم اللغات في العاصمة تونس، أن "الطلب على تعلم اللغة الألمانية تزايد بشكل كبير منذ العام 2020". ويضيف: "في السابق كنت أدرّس شخصا أو شخصين على أقصى تقدير، واليوم ارتفع العدد إلى 6 و7 أشخاص".

 

يلقن يافت، فضلا عن اللغة، أساسيات السلوك وحسن التصرف والعيش داخل المجتمع الألماني.

 

ترى الرحماني أن الذهاب إلى ألمانيا والنجاح في هذه البلاد يعتمد حصرا على "تفهم العقلية هناك. إنهم مجتهدون ويعتمدون كثيرا على اندفاع الشباب، وعلى الجدية في العمل.

 

وفي تقديرها، يندمج التونسيون بسهولة كبيرة "ولديهم قدرة كبيرة على تعلم اللغة والاندماج سريعا داخل المجتمعات" الأخرى.

وغالبية طلاّب يافت لديهم تأهيل عال في بلد يولي اهتماما للتدريب الأساسي في حين تصل البطالة في صفوف الخريجين الشباب إلى مستويات مرتفعة تناهز 30%.

 

رفضت المهندسة نرمين مدسية (25 عاما) عروض عمل من شركات في فرنسا وفضلت ألمانيا لتكون وجهتها على غرار شقيقتها الممرضة، لأن فرنسا "فيها الكثير من العنصرية" تجاه المسلمين، على حد تعبيرها.

تأمل نرمين الحصول على "الاحترام والتقدير براتب جيّد"، على خلاف الوضع في تونس حيث يبلغ متوسط الراتب الشهري ألف دينار (حوالى 300 يورو) ويصل راتب مهندس الكومبيوتر في أفضل الحالات ضعف هذا المبلغ في بداية مساره المهني.

"سكن، تذكرة وراتب جيد".

 

على غرار الكثير من المهاجرين، تلقى نرمين دعما كبيرا من العائلة لمغادرة تونس مع "تواصل ارتفاع نفقات العيش وبراتب لا يكفي لتأسيس عائلة والانفاق عليها".

تشهد تونس أزمة اقتصادية شديدة مع ضعف في النمو وارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الديون الخارجية، زادت انعكاسات وباء كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا من حدتها، فضلا عن أزمة سياسية في البلاد منذ 25 تموز 2021.

 

نتيجة لذلك أصبحت الهجرة بشكليها القانوني وغير القانوني طموح الشباب التونسي.

 

فقد هاجر أكثر من 40 ألف مهندس و3 آلاف طبيب خلال الاعوام الخمسة الفائتة نحو دول الخليج وأوروبا وغيرها من الدول.

 

في المقابل، وصل أكثر من 16 ألف تونسي إيطاليا عبر قوارب في عمليات هجرة غير قانونية منذ مطلع العام 2022 بحثا عن عمل وحياة أفضل.

 

حصل الشاب إلياس الجلاصي (28عاما) على شهادة في علوم التمريض وحدد الهجرة إلى ألمانيا هدفا له منذ أنهى دراسته في مدينة سوسة الساحلية في شرق البلاد.

 

يجمع في غرفته في بيته في مدينة قربة شرق البلاد أغراضه في حقيبة من دون أن ينسى قليلا من زيت الزيتون والتوابل "رائحة تونس"، وفق ما يؤكد، قبل السفر إلى مدينة فيسبادن الألمانية حيث تمكن من الحصول على عقد عمل في مستشفى خاص.

 

ويؤكد لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" أن فكرة الهجرة إلى ألمانيا "لم تخطر في باله" حين نال شهادة الثانوية العامة وبدأ التفكير في الدراسة الجامعية.

  • شارك الخبر