إستمع للخبر

وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري كل البيض في سلة البطريركية المارونية، معوّلا على سعي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لإنتاج توافق رئاسي، أو أقله لائحة مختصرة بثلاثة أسماء تتيح إطلاق حوار واسع في شأنها يؤدي في نهاية المطاف الى انتخاب رئيس للجمهورية وفك أسر الدولة والنظام والكيان.

قال بري إنه يتطلع في الوقت الحاضر إلى ما يمكن أن يصدر عن بكركي، مستحضرا في الوقت عينه تجربة جمع الاقطاب الموارنة الأربعة على كلمة سواء إنتهت الى انتخاب العماد ميشال عون. هو أعلن بالفم الملآن أنه ينتظر تكرار هذه التجربة، علّ وعسى. فهل في هذا السيناريو البطريركي، في حال طُبّق، ما يضمن لبري انتخاب مرشّحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أم أنه يضمر غير ما يعلن وأنه يات يبحث عن مخرج الترشيح المقفل عربيا ودوليا، ما خلا القرنسيين للأسباب التجارية المعروفة؟
كان لافتا في الأيام الأخيرة تسربب مقربين من الثنائي الشيعي معطيات غير مريحة لفرنجية، منها أن حظوظه تقلصت، ومنها أنه قد لا يبادر الى تثبيت ترشيحه ربطا بالاعتراض السعودي- الأميركي عليه.
سبق هذا التسريب بقليل كلام بري اللافت الذي يشي بأنه بات يبحث عمّا ينزل ترشيح فرنجية عن الشجرة، لا سيما أنه قال بصراحة للسفير وليد البخاري إنه لن يقدم رئاسيا على ما يسبب إشكالا في العلاقة معها. بمعنى آخر، هو يقول بالفم الملآن إن لا حظوظ لفرنجية طالما أن الرياض تعارض ترشيحه، وإنه لا بد من بكركي لكي ترسم المخرج اللائق للجميع والذي سيستبعد حكما أي خيار غير توافقي، وفرنجية ليس توافقيا، وسيزكّي كل ما يجتمع عليه المسيحيون.
ولا ريب أن رئيس المجلس بموقفه المستجد هذا منح المسعى البطريركي دفعا لافتا، وأن هو في مكان ما حمّله صليب أخطاء وخطايا المنظومة السياسية التي حاكت لنفسها الفخ الرئاسي ووقعت فيه بإرادتها حين حاولت تجاوز إرادة جماعة مؤسِّسة لمصلحة محاولات إنعاش النظام المهترئ.
وتاليا، باتت على بكركي مسؤولية مضاعفة لفرض الحوار المسيحي السياسي لا الروحي قحسب، وجمع الأقطاب على كلمة واحدة وحشر المنظومة على وحه التحديد، وعندها لن يكون أمام تلك المنظومة سوى السير بالخيار المسيحي التوافقي.