hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

هكذا اشتكى ميقاتي من "الحزب" في روما

الأحد ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 06:48

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وصفت مصادر مقرّبةٌ من دوائر الفاتيكان لقاءَ البابا فرنسيس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنّه كان "صريحاً، واضحاً ومباشراً، وقد تحدّث خلاله ميقاتي عن معاناته في رئاسة الحكومة، وأسباب توقّف انعقاد الجلسات الحكومية".

وتكشف المصادر أنّ "ميقاتي وضع البابا فرنسيس في أجواء المواقف التي يورِّط حزب الله بسببها الدولة والشعب اللبناني في حروب مع المنطقة والجوار. ووضعه في جوّ الأزمة الداخلية التي أدّت إلى امتناعه عن الدعوة إلى عقد جلسة حكومية، شارحاً أنّ لبنان لا يمكنه أن يحلّ إشكاليّة حزب الله لأنّها قضية دولية لا تُحلّ إلا ضمن الأطر الدولية".

هكذا اشتكى ميقاتي من الحزب في روما، لكنّه أكّد أنّه عاجز عن مواجهته. كما لو أنّه يطلب المزيد من التدويل، والعون الفاتيكاني، والنفوذ الذي يمكن تجييره، لمواجهة تعطيل الحكومة وإعادة الانتظام إلى العمل السياسي.

وأكّد ميقاتي أنّه يبذل جهداً من أجل استمرار العمل الحكومي عبر اجتماعات ثنائية مع الوزراء، وأنّه سبق أن بدأ بتنفيذ إصلاحات على الرغم من استمرار تعطيل انعقاد مجلس الوزراء.

من جهته، وضع البابا فرنسيس ميقاتي في أجواء لقاءاته مع رؤساء الدول المؤثّرة في لبنان، وأهمّها الولايات المتحدة الأميركية، ومع الأمين العامّ للأمم المتحدة، وذلك لأنّ رغبة الفاتيكان تتركّز على إيجاد حلّ سياسي للأزمة. إلا أنّ البابا فرنسيس يدرك أنّ ذلك متعذّر حالياً، وليس ممكناً قبل نضوج قرار دولي يتعلّق بلبنان.

ويدعو الفاتيكان اللبنانيين إلى "مساعدة أنفسهم". هكذا عبّر الحبر الأعظم لميقاتي عن ضرورة مواكبة السلطات اللبنانية للاتصالات والمبادرات من أجل حلّ أزمة لبنان مع الخليج. وهو ما يدعو إليه الفاتيكان منذ بدء الأزمة. وطلب من ميقاتي القيام بما هو مناسب لتصحيح العلاقة من دون الدخول في التفاصيل.

أولوية لبنان في الفاتيكان

تكتسب زيارة رئيس الحكومة اللبناني الفاتيكان أهمية كبيرة من حيث توقيتها. فهي أتت بعد أسبوعين على لقاء البابا فرنسيس الرئيس الأميركي جو بايدن، وقبل يومين من لقاء البابا فرنسيس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيزور قطر والإمارات والسعودية في 3 و4 كانون الأوّل المقبل، بعد تعثّر وانتظار طويل. ولبنان جزء من ملفّات المنطقة، وهو موجود على طاولة البحث في الفاتيكان، لكنّه يُحظى بالأولوية في هذه الأيام.

قد يغيب لبنان عن اجتماعات القمم لصغره أو لأولويّة الملفّات الأخرى، لكنّه في حضرة الفاتيكان، حاضرٌ كأولويّة مطلقة في الشرق الأوسط.

هذه الرسالة الثابتة التي أبلغها البابا فرنسيس إلى ميقاتي، وهي الرسالة التي سيؤكّدها في رحلته إلى قبرص حيث سيزور الأبرشية المارونية ويلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي سيلاقيه ويكون في استقباله هناك.

"لا يقتصر دور الفاتيكان على حثّ الدول والطلب منها أن تساعد لبنان ماليّاً، بل يرتكز دوره على إيجاد حلّ سياسي للأزمة اللبنانية". هكذا تعلِّق مصادر مواكِبة لزيارة ميقاتي الفاتيكان. فالرئيس المأسورة حكومته يحاول ملء الوقت الضائع من عمرها بحركة دبلوماسية دولية واسعة يطمح من خلالها إلى حجز مقعد له في العلاقات الدولية، إلى مجاراة سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وابنه سعد. وهكذا التقى وزوجته والعائلة كبيرها وصغيرها الحبر الأعظم، وجلس على كرسي اعترافه مدلياً بدلوه أمامه في أسباب أزمات لبنان المتتالية.

ولا يمكن لِمن ينظر في سلسلة لقاءات الحبر الأعظم إلا أن يلاحق أولوية لبنان في كلّ الاجتماعات، بدءاً من لقاء جو بايدن ووزير خارجيّته أنطوني بلينكن، مروراً بلقاء ميقاتي، وصولاً إلى لقاء ماكرون. في هذه اللقاءات فَهِم رؤساء الدول الكبرى المؤثّرة في الوضع اللبناني أنّ لبنان يعني الكثير لعاصمة الكثلكة. ولهذا، ولأكثر من مصلحة تتعلّق بشؤون الدول الكبرى وتقاطعها مع إرادة الفاتيكان بالحفاظ على ما تبقّى من صيغة لبنانية تعني الوجود المسيحي في لبنان، سيكون لبنان حاضراً في رحلة ماكرون إلى الخليج، بغضّ النظر عن إمكانية إحداث خرق في العلاقة المأزومة بين المملكة العربية السعودية وبين لبنان.

جوزفين ديب- أساس ميديا 

  • شارك الخبر