ثلاثة "فيروسات" او ازمات استهدفت جسم حزب الله السياسي مؤخراً. قضية العميل عامر الفاخوري وأزمة الكورونا وتهمة إدخال المصابين من إيران الى لبنان. الأزمات الثلاث وجد حزب الله نفسه معها في عِزّ الحشرة الاقليمية وما يحصل في لبنان والمنطقة.
تخلية سبيل الفاخوري سبّبت إرباكا داخل بيئة حزب الله وخارجها، استدعت اطلالة طارئة للأمين العام السيد حسن نصرالله، لدحض التهمة بعقد صفقة بشأن تخلية سبيله، حاسما الجدل ان "لا علم لحزب الله بقرار المحكمة العسكرية إلا بعد صدوره وان الفاخوري لا يتستأهل 7 أيار جديدة".
الأزمة الثانية تتعلق بالاتهامات بإدخال المصابين من إيران الى بيروت، والاشتباه ان بينهم إيرانيين ومقاتلين في الحرس الثوري. وقد رفض حزب الله في بداية الأزمة وقف الرحلات الجوية بسبب عملية التداخل القائمة بين قيادة الحزب والجمهورية الإيرانية في المواضيع السياسية والعسكرية.
وهناك معضلة انتشار الكورونا في بعض مناطق بيئة حزب الله، وقد خصص له السيد نصرالله إطلالتين للحديث عن الفيروس مؤخراً.
ووفق المعلومات فإن حزب الله يتعاطى باحترافية واسلوب بارد مع الأزمات الثلاث، فهو حاول حسم الجدل في موضوع الفاخوري والخروج من الملف بعد ان دارت الشبهات عن "قبة باط" له في تخريجة العميل الفاخوري.
ومع ذلك فإن تهريبة الفاخوري تركت تداعيات على الحزب مما اضطر قيادته وفق المعلومات الى إصدار تعلميات مشددة بعدم الدخول في سجالات سياسية حول المسألة، وترك الأمور رهن التهدئة مع مرور الوقت، والاكتفاء بما صرح عنه نصرالله في هذا الصدد، خصوصا ان نصرالله حاول قلب المعادلة وإظهار ان حزب الله لا يسيطر على لبنان فيما الأميركيون هم الذين يتدخلون في التفاصيل.
في أجندة حزب الله الأولوية اليوم لتلميع صورته التي تشظت بالطائرات المنكوبة وتهريب الفاخوري ومعالجة موضوع الكورونا، حيث وضع الحزب آلاف العناصر من الهيئة الصحية التابعة له في عملية مواجهة الوباء، في اطار الخطة الداخلية التي ينفذها في مناطقه منذ هبوط أول الطائرات الإيرانية في مطار رفيق الحريري.