hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

"مثلث برمودا سياسي" يُسقِط أركان السلطة... الحريري أول الغيث

الأربعاء ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل نحو سنتين، راود رئيس الحكومة سعد الحريري شعور الانسحاب من لبنان، والعودة الى مزاولة عمله كرجل أعمال يعيد تجميع ثروته التي بخرتها السياسة على الطريقة اللبنانية، والتركيز أكثر على ما تبقى من شركاته وشركائه في الخليج وأوروبا.

كانت نصيحة المقرّبين أقوى من شعور الحريري، استمر الرجل رغم قناعته بأن ثمة أموراً كثيرة تتغير في الاقليم، وأن هناك تطورات تفرض على الجميع حفظ ماء الوجه وأن "تركيبة الطائف" طارت وحان موعد التغيير الجوهري داخل القوى التي جاءت بهذا الاتفاق، وتيار المستقبل واحد منها.

أصر الاصدقاء والحلفاء عليه، استثمروا بالرجل حتى النفس الأخير فكان أول من استسلم لتلك المتغيرات. لم تسمح تركيبة التيار الازرق لرئيسها بالمواجهة والصمود، أو بالحد الأدنى لا تملك ذخيرة كافية لإطالة أمد المعركة خلافاً للأطراف الأخرى التي لا تزال تقاوم وتسعى الى تغيير سلوكها تماشياً مع المتغيرات.

في قراءة للتطورات الداخلية يمكن الحديث عن "مثلث برمودا" السياسي الذي سيسقط المنظومة الحاكمة.

البداية كانت بانسحاب الرئيس سعد الحريري عبر تعليق نشاطه السياسي وعزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، وما لهذا القرار من تداعيات كبيرة على الاصدقاء والخصوم. النائب السابق وليد جنبلاط على سبيل المثال أول المتضررين فهو انكشف "سُنياً" في الساحل والاقليم، وان قرر الشارع السُني

اتباع السيناريو المسيحي عام 1992 ومقاطعة الانتخابات، عندها سيكون قرار الانسحاب من قبل زعيم المختارة أفضل من خوض انتخابات وهو محاصر بين فكي خلدة والجاهلية، أما القوى الأخرى في صيدا وعكار والبقاع فستشهد المصير نفسه. حتى الرئيس نبيه بري متخوف من شر ما هو آت، فأفول نجم الحريرية السياسية يعني أنه وجنبلاط وقعا في "شرك حليف الحليف" واللائحة تطول داخل تلك المنظومة.

أما العنصر الثاني من المثلث، فهو القرار الظني في قضية انفجار المرفأ، والذي سيكون بمثابة انفجار ثانٍ ستصيب شظاياه قوى وشخصيات محسوبة على "المنظومة" السياسية، وهذا القرار، الذي تشير المعلومات الى امكانية صدوره في شباط، سيكون المسمار الثاني في نعش القوى السياسية، نظراً لما سيحمله من وقائع قد تكون "قاسية" على بعض الاطراف. أهمية هذا القرار تكمن في توقيته قبل الانتخابات النيابية التي ستجري بحكم الضغط الدولي، ولأن أي خطوة بديلة ستؤدي الى سقوط الهيكل على رأس الجميع.

اما العنصر الثالث من المثلث، فهو العامود الفقري للتوجه اللبناني، ومحوره كواليس فيينا وطاولة مفاوضاتها حيث تنسج الولايات المتحدة وإيران اتفاقاً بات شبه مكتمل، تحافظ الولايات المتحدة من خلاله على مصالحها في مقابل تخلّي إيران عن انشطتها النووية وأجنحتها في المنطقة مقابل رفع العقوبات ودخولها في الاقتصاد العالمي كسوق كبير للانتاج والاستهلاك. لبنان الساحة المفتوحة على صراعات المنطقة، لن يكون بمنأى عن إرتدادت فيينا، فلطالما أقصت التسويات قوى اساسية في البلاد، واليوم تلعب الدور نفسه.

عندما سئل القيادي السابق في القوات اللبنانية فادي شاماتي عن 13 تشرين 1990، قال الرجل: "يومها اعتقدنا اننا انتصرنا على العماد ميشال عون في حرب الإلغاء وبتنا ملوك الساحة... لاحقاً استدركنا ان الانتصار على الجيش اللبناني كان أول هزيمة لنا وأول رصاصة في رأس حزب القوات الذي تحول لاحقاً الى ميليشيا وزج رئيسه في السجن بعد انتهاء دوره".

واقع التسعينات نعيشه اليوم، واسقاط "حرب الإلغاء" بين طرفين مسيحيين، ينسحب على الطرفين المُسلمين "السنة والشيعة"، ففي الحالة الاولى أُبعد العماد ميشال عون الى منفاه الباريسي، ولاحقاً سُجن رئيس القوات سمير جعجع في اليرزة وحُلَّ حزبه وبات ميليشيا في عين النظام الامني اللبناني السوري الذي أتى به الطائف، واليوم تدحرج أول حجر دومينو مع انسحاب سعد الحريري، والثنائي المنتصر بحكم المرحلة الانتقالية سيكون أول الخاسرين لاحقاً، فالطرف الآخر الذي يعيش "النشوة القواتية" بعد حرب الإلغاء، ينتظره واقع قد يكون أقسى من سجن اليرزة. ففي التسويات الكبيرة تضع الدول مصالحها الداخلية أولاً ثم تناقش المسائل المتصلة بأمنها الخارجي وأجنحتها المتشعبة في البلدان المجاورة.

  • شارك الخبر