hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - جهاد نافع - الديار

ماذا يُحضر لطرابلـس والشمال؟

الإثنين ٢٧ نيسان ٢٠٢٠ - 07:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل تعود طرابلس مجددا صندوق بريد سياسي - أمني؟

بلا شك ان الطرابلسيين يأملون ان تكون هذه الصفحة السوداء قد طويت الى غير رجعة، وان معظم الذين تورطوا في تلك الحقبة قد تنبهوا الى انهم كانوا مطية للمشاريع والاجندات السياسية لتيارات تتصارع وتتنافس على مكاسب ومصالح.

غير أن ما يحصل في شوارع المدينة هذه الايام مؤشرات غبر مريحة تذكر بالمقدمات التي حدثت وأدت الى تلك الصفحة السيئة الذكر، مع فارق ان الاحداث الحالية غير محصورة في طرابلس وحسب وانما تمتد الى مناطق شمالية اخرى ابرزها عكار.. وهي احداث في شكلها فردية تستعمل فيها الاسلحة واحيانا السكاكين والعصي وفي بعض الاحيان القنابل اليدوية..اضافة الى تنامي حوادث السرقة والسلب في اكثر من منطقة.

ويروي احد الفاعليات ان حوادث السرقة المتفاقمة تعكس حجم الفقر والجوع الذي يسود مناطق شمالية حيث ان احدى عمليات السرقة التي كشفتها كاميرات المراقبة تم توقيف الجاني من بعض الاهالي ومواجهته فطلب الصفح والعفو عنه وان جوع اطفاله دفعه الى السرقة وتم الاتفاق على ان حفظ الحادثة وسريتها والعفو عنه شرط عدم معاودته السرقة واذا احتاج العودة الى المسؤول في المنطقة..

هذه الحادثة بحد ذاتها مؤشر لما بلغته الاوضاع في طرابلس والشمال من تجاوز للخطوط الحمر ، في وقت كشف فيه احد الفاعليات ان حالات الجوع والفقر تحولت الى مادة دسمة لاستغلال تيارات وقوى سياسية لها بحيث يمكن تجييش هؤلاء وتحريضهم بالخروج الى الشوارع وخرق التعبئة العامة ودفعهم الى ارتكاب اعمال مخلة بالامن وتحدث ارباكات في الشوارع ومن شأنها رفع منسوب الغضب الشعبي على قاعدة الجوع والفقر للتمرد واستهداف ادارات عامة ومن شأن ذلك ان تعيد الصفحات السوداء من فوضى عارمة الى الشوارع لتزيد من حالات الاختناق ومن التمادي في دفع التدهور والانهيار الى مرحلة تؤدي بطرابلس والشمال الى انقسامات والى تفشي الفوضى مترافقا بخطر تفشي وباء كورونا.

يرى البعض ان الوضع لا يزال تحت السيطرة وممسوكا وان القوى الامنية تسعى جاهدة لمنع اي حدث من التطور والتدهور وان هذه القوى تلاحق المخلين بالامن اينما كانوا منعا لبلوغ مرحلة خطرة، لكن في ظل هذه الاوضاع ثمة تساؤلات عن دور قيادات ونواب طرابلس والشمال..

فمنذ اللقاء الذي عقده نواب طرابلس وقياداتها في قاعة معرض رشيد كرامي الدولي لم يسمع لنائب ما او اي شخصية سياسية وشمالية موقف واضح وصريح وعملي حيال ما يجري في طرابلس والشمال. وان ذلك اللقاء اليتيم انتهى بتشكيل لجنة - واللجان مقبرة المشاريع - وانتهى دور اللقاء بنوابه وقياداته لحظة فض اللقاء الذي خصص لمواجهة كورونا فاذا بهم يحولوه الى لقاء مناشدة ونزع الاحمال عن ظهورهم ورميها على الحكومة حتى ظن بعض المراقبين انه لقاء تظلل شعارات مواجهة كورونا فيما حقيقته مواجهة الحكومة وادانتها وتحميلها اثقال 15 سنة مضت أو بالاحرى 30 سنة من تهميش واهمال وحرمان طرابلس والشمال ، بينما كان باستطاعة هؤلاء النواب الى اتخاذ القرارات العملانية والسريعة لانقاذ طرابلس ومعها الشمال بالتنسيق مع بقية نواب الشمال والقيادات الشمالية كافة ليس لمواجهة كورونا وحسب، وانما ايضا لمواجهة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وليس تحميل الحكومة وانتظارها. لكن هاجس هؤلاء النواب هو إفشال الحكومة واحباطها لأن اي انجاز تحققه سيشكل بحد ذاته ادانة للحكومات السابقة وهذا ما يرغبون به...

تعتقد مرجعيات شمالية ان المطلوب هو صيانة امن واستقرار الشمال والتنبه الى ما يرسم لطرابلس تحديدا خاصة ان الجوع يدفع بالناس للخروج تلقائيا الى الشوارع ليتحولوا ادوات من حيث يدرون في مشاريع سياسية مؤشراتها ليست خافية، وخروج هؤلاء في خرق فاضح للتعبئة العامة شكل تحديا لكورونا ويحمل مخاطر تفشي الوباء في اي لحظة ممكنة بعد التساهل الحاصل بتطبيق اجراءات التعبئة العامة...

  • شارك الخبر