hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

ماذا قال القاضي البيطار لوالده... وهل اتصل بالحاج وفيق؟

الإثنين ١٨ تشرين الأول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن سهلاً على قاضي التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار وعائلته الانتقال فجأة الى الاضواء ويتحول الى رجل المرحلة، ويرتبط كل ما يجري على الساحة بالقرارات التي يتخذها الرجل بعد تسلّمه الملف القضائي الادسم والاكبر منذ تعيينه قاضياً.

كل شيء تغيّر لدى العائلة الصغيرة والكبيرة للقاضي البيطار، الامور باتت تحتاج الى مزيد من الخصوصية أمام الاعلام والى حذر شديد للغاية يتعلق بأمنها وسلامتها الشخصية، نظراً لتداعيات أي قرار يتخذه ابنها في ملف انفجار المرفأ وانعكاسه عليها، الامر الذي دفع بالسلطات اللبنانية الى تشديد الاجراءات الامنية المحيطة بالقاضي لمنع اي حادث فردي أو سياسي من التأثير على مجريات التحقيق، الذي وُضع اليوم أمام مفترق صعب يتداخل فيه السياسي بالقضائي وسط إلحاح خارجي بضرورة الاستمرار بالتحقيق لمعرفة تفاصيل هذا الانفجار.

ووسط الضخ الاعلامي الكبير لما يجري داخل أروقة قصر العدل وتسليط الضوء على التهديدات التي تلقاها القاضي البيطار من جهات تُصرُّ على تنحيه، كان والده "فايز البيطار" يترقب ما يحيط بابنه ويدقق بكل شاردة وواردة لها علاقة بهذا الملف، وتحديداً بالمسار الذي يسلكه القاضي وتداعيات أي قرار يصدر عنه في هذا الإطار. ظل الوالد بعيداً طوال هذه الفترة عن عمل ابنه يطمئن عليه عبر الهاتف وتزوره عائلة القاضي "الزوجة والحفيدان" من وقت الى آخر.

قبل حوالي الشهر، ومع انتشار خبر زيارة مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا العدلية والرسالة الضمنية التي أوصلها الى القاضي البيطار، وما أعقبها من هجوم استباقي من قبل الحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله على القاضي، تَغَيَّرَ مزاج الوالد ولم يسعفه صبره فسارع الى الاتصال بابنه طالباً معرفة ما يجري. لم تتأخر سيارة القاضي لتنقل الوالد الى لقاء كان الاكثر صراحة بينهما، استهله الوالد بسؤال ابنه عن كل ما يجري طالباً منه التنحي عن هذا الملف فـ "حياتك الشخصية مهددة وقد يأخذك هذا التحقيق الى اماكن لا نستطيع تحملها كعائلة، فالأهم بالنسبة لي ولوالدتك أمنك وحياتك". هنا قاطع القاضي البيطار والده وقال له: "انت ربيتني على أن أكون صادقاً مع نفسي قبل كل شيء، وان ازرع القوة لا الخوف في شخصيتي، ومن زرع الروح هو الوحيد القادر أن يأخذها، وأنا ذاهب في هذا الملف حتى النهاية ولن اتراجع ولو خطوة الى الوراء". سأل الوالد عن الاخبار المتعلقة بـ "الحاج وفيق"، فصارحه ابنه القاضي بأنه لم يتأخر بالتواصل مع الحاج وفيق عبر الهاتف وطلب منه الحضور الى مكتبه في قصر العدل اذا كان لديه ما يقوله وقد يفيد التحقيق الا أن الحاج رفض وظل متمسكاً بموقفه الحزبي، وعند هذا الحد انتهى التواصل.

انتهت الجلسة بين الاب وابنه، بإطمئنان مجبول بخوف لدى الوالد الحريص على حياة نجله بالدرجة الاولى والراغب بكشف كل ألغاز هذا الملف المعقد والدسم، فيما بدا القاضي أكثر ارتياحاً في لقاء المصارحة مع والده الذي اعطاه جرعة دعم وثقة قد يحتاجها في المرحلة المقبلة التي ستكون قاسية عليه، في حال استمر على رأس عمله كمحقق عدلي لأكبر جريمة هزت البشرية.

وعلى وقع كل هذا الضجيج المحيط بملف التحقيق يتجنب البيطار الدخول بكل التفاصيل ويسعى الى فك خيوط الجريمة بعيداً عن كل التحليلات التي نسمعها في الاعلام حرصاً على شفافية الملف، الذي سيحال في نهاية المطاف الى المحكمة المختصة بجريمة الانفجار بعد انهاء التحقيقات مع الجهات أو الاطراف المعنية بنيترات الامونيوم، التي دمرت العاصمة بيروت وفجرت الاحتقان الكبير في قلوب الاطراف السياسية وعَرَّت نوايا البعض.

 

 

  • شارك الخبر