hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

ماذا تغيّر بين الحريري ودياب... وما ذنب عون؟

الثلاثاء ١٦ حزيران ٢٠٢٠ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن إخراج سعد الحريري نفسه بنفسهِ من جنة الحكم، سوى لعبة سياسية استفاد بها من تحرك الشارع، وراهن على متغيرات تتيح له العودة الى رئاسة الحكومة على حصان ابيض وبشروط جديدة وافضل من شروط التسوية الرئاسية التي أتت به رئيساً للحكومة وبرئيس الجمهورية ميشال عون. لكن رهانه خاب واخطأ الحسابات، فذهب الى معارضة غير موفقة وغير مقنِعة لا بالسياسة ولا بالشارع.
فبنظر متابعين للوضع منذ انهيار التسوية السياسية بقرار من الحريري، ما يأخذه الحريري على رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب حول ما يسمونه التفريط بصلاحيات الرئاسة الثالثة، سبق وأخذه على الحريري حلفاؤه اولاً واركان الطائفة السنية السياسيين وغير السياسيين، وكانت المجالس السياسية تضج بالحديث عن تهاون وتساهل الحريري مع الرئيس عون ومع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومع حزب الله.
وما يُأخذه الان على رئيسي الجمهورية والحكومة حول المحاصصة في التعيينات سبق وأخذه عليه كثير من القوى السياسية عندما استرضى نفسه واسترضى بعض حلفائه، بدليل المعركة التي فتحها حول تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة وسواها من تعيينات مالية ومصرفية ورفضه التفريط بفلان او فلان من النواب السابقين. كما كانت المحاصصة من ضمن ما انتقده الشارع الذي تذرع بمطالبه الحريري للاستقالة. وما يأخذه ايضاً على الحكم والحكومة حول الخطة الاصلاحية الاقتصادية والمالية، وضع الحريري بنفسه معظمه في خطة حكومته حول الاصلاح الاقتصادي والمالي، وحول خطة الكهرباء التي تبنتها حكومة دياب كما هي بما فيها إقامة معمل سلعاتا.
في العمق، مشكلة الحريري ليست مع الرئيس حسان دياب، فلم يتغير الكثير من ممارسات السلطة في مقاربة شؤون الحكم. بل مشكلته انه دخل تسوية رئاسية سياسية لم يُراعِ هو وبعض اطرافها كامل شروطها ومندرجاتها، ففشلت وسقطت نتيجة ممارسات لم تتغير منذ عهود وعهود. لكن الحريري يُصوّب وبعض حلفائه على العهد ورئيسه من باب تسجيل الموقف بعد فشل التسوية، وبنظر المقربين من العهد، الحملة على الرئيس عون ليست في محلها، ومن غير المفهوم لا في السياسة ولا في الشخصي سبب الحملة؟
هل هي نتيجة إصرار رئيس الجمهورية على ممارسة صلاحياته الدستورية كاملة بلا نقصان، على محدوديتها وتقييدها؟ ام هل لأنه طرح الخلاص من اساليب حكم يتمسك بها الحريري وبعض حلفائه في الادارة والمال والنقد والاقتصاد والشؤون الاجتماعية والصحة أوصلت البلاد الى الانهيار؟
الحملات السياسية والاعلامية على الرئيس عون لن تصل الى نتيجة ولن تغير من واقع الامر شيئاً، وعلى خصوم العهد التفتيش عن طريقة اخرى للتعبير عن ذواتهم سياسياً وكسب شعبيتهم المتهاوية وإسترضاء الشارع الذي نبذهم كلهم. فلا ذنب للرئيس عون في النتائج الكارثية التي اوصلت الطبقة السياسية الحاكمة منذ سنوات البلد اليها.

  • شارك الخبر