إستمع للخبر

في الخامس من نيسان، يلتقي النواب المسيحيون الـ٦٥، أو غالبيتهم، في بيت عنيا - حريصا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. عنوان الخلوة الروحي لا يعني أنها لن تتطرق الى العناوين السياسية، في مقدمها الفراغ وتعثر الطبقة السياسية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فالتحديات الكيانية التي يواجهها المسيحيون تستوجب قرعا مستمرا للناقوس، فيما لا يخفى تخلّف كثر من القادة عن مواكبة تلك التحديات، إما قصورا أو تقصيرا، وإما لانتفاء القدرة على المبادرة ربطا بضغوط أو مصالح خارجية.

كما لا يخفى المخاض الذي اختبرته بكركي طوال الأشهر الفائتة في مسعاها لجمع القادة الموارنة على كلمة سواء وتوافق. لكن حسابات بعض هؤلاء حالت دون هذا الإلتقاء، إلى أن سلّم الراعي بهذا الواقع، متنصلاً من فكرة الخلوة السياسية الى الخلوة الروحية، مباشرة بعدما تبيّن له فشل محاولة أخيرة قام بها رئيس أساقفة أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم.

فقد كشف مصدر كنسي أن مبادرة بو نجم واجهت تعثرا أقرب الى الإخفاق نتيجة المقاربة المقفلة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي ظهرت جليا في اجتماعهما الأخير في معراب.

وأوضح أن جعجع تعاطى مع المبادرة بتهاون واضح تجلّى في إصراره على طرح أسماء بطريقة تفتقد الى الجدية، إذ هو ظلّ على تمسّكه باسميّ رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض والنائب السابق صلاح حنين مع إدراكه بانعدام حظوظهما. وعُدّ ذلك إقفال معراب تماما أمام المطران بو نجم.

ولفت المصدر إلى أنّ الخلوة الروحية في ٥ نيسان المقبل هي بمثابة إسدال الستارة على مبادرة راعي أبرشية أنطلياس نتيجة موقف جعجع، مع تنويهه في الوقت عينه إلى أن مبادرة بو نجم حظيت بمباركة بطريركية لكنها لم تكن مبادرة بطريركية.

وخلص المصدر الكنسي إلى أن لا معطيات واضحة عما ستقترحه بكركي أو تحضّر له رئاسيا بعد الخلوة الروحية، لافتا الى أن اللائحة الرئاسية الإسمية التي جال بها بو نجم طوال الأسابيع الفائتة فقدت هي الأخرى صلاحيتها، خصوصا بعدما تكشّفت الملابسات التي رافقت إدخال مرشّحين فيها بطريقة أقلّ ما يقال فيها وعنها أنها ملتبسة.