hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

لقاء الاسد - ميقاتي: هل حان وقت قطاف التسويات؟

الأربعاء ٢٩ أيلول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما طرح الفرنسيون اسم الرئيس نجيب ميقاتي لتولي رئاسة الحكومة كبديل عن الرئيس سعد الحريري، كان حديث باريس عن اسم البديل يتعدى العلاقة المتردية بين الرئيسين ميشال عون والحريري، لينسحب على كيفية تعامل رئيس الحكومة الجديد مع المتغيرات الاقليمية المقبلة، وعلى رأسها الملف السوري ودور دمشق المستقبلي وعودتها الى كنف الجامعة العربية.

هنا وجدت باريس أن الحريري غير مؤهل للدخول كطرف "صلح" في ظل هذه المتغيرات، الرجل الذي خرق البروتوكولات الرسمية في ذكرى الاستقلال، عندما كان رئيسا للحكومة برفضه مصافحة السفير السوري في المناسبة وانسحابه من التشريفات الرسمية، لن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب في ظل التبدلات الاقليمية والدولية، حيث تسعى باريس الى التشبيك مع النظام في سورية واستتبعتها في هذه الخطوة بعض الدول العربية، بإعتراف واضح بشرعية النظام السوري كمقدمة لعودة مقعد سورية في الجامعة العربية إليه.

وقع الرهان على رجل "التسويات" نجيب ميقاتي. لدى الرجل صفات تلائم اعادة تموضع القوى الاقليمية والدولية في المنطقة، فهو لم يقاطع النظام السوري، فقد اتخذ موقفاً الى جانب الثورة ولكن ليس على حساب علاقاته الاقتصادية والمالية القديمة مع اركان السلطة في سورية. حفظ الرجل "خط الرجعة"، وها هو اليوم يقطف ثمار هذا الموقف على عكس زملائه في "نادي رؤساء الحكومات السابقين"، الذين ذهب بهم العداء الى حدود بات من الصعب العودة عنها أقله في هذه المرحلة، ويأتي الرئيس سعد الحريري في مقدمة هؤلاء.

حافظ ميقاتي على هدوئه طيلة السنوات الماضية استثمر في الاقتصاد الى جانب شقيقه وظل بعيدا عن طواحين الحرب السورية، فلم يُدرج اسمه في أي فضيحة تشبه تلك التي تحدثت عن تصدير مساعدات الى الثورة أو المساهمة بإيواء ارهابيين أو تسهيل مرورهم عبر الاراضي اللبنانية، فالرجل حافظ على صداقاته مع الجميع معتمداً شعاره المفضل "النأي بالنفس" عن كل الاطراف شرط الامتناع عن زج اسمه في أي حادثة تخص المعارضة أو النظام في سورية. كسب ميقاتي جولة الهدنة ويحاول استثمارها اليوم مع عودة العلاقات العربية والدولية مع النظام في سورية، حيث حرص رئيس الحكومة على تأكيد موقفه في الساعات الماضية إن عبر اطلالته التلفزيونية أو حديثه من على منبر عين التينة. في الاولى قال الرجل "إلى الآن لا زيارة إلى سورية ولا يمكن أن أخطو أي خطوة تضر بمصلحة لبنان من دون غطاء من المجتمع الدولي"، وفي الثانية بدا أوضح وخطا خطوة الى الامام بإسقاطه "الموانع" التي تقف عائقا أمام زيارته "سورية أو أيّ دولة أخرى شرط عدم تعريض لبنان لأيّ عقوبات". هنا ربط ميقاتي الدافع الذي يمنعه من التواصل مع النظام في دمشق بالعقوبات على لبنان، وبطريقة غير مباشرة أكد الرجل أن لا خلاف بالنسبة إليه مع سورية، وتحديداً رئيسها بشار الاسد وأركان نظامه، وهو مستعد وينتظر الضوء الاخضر الغربي والعربي للإقدام على هذه الخطوة.

يبرز هنا الدور الأردني بإعادة التواصل مع سورية عبر فتح المعابر بين البلدين ليؤكد المتغيرات التي يقرأها جيداً رئيس الحكومة وجاء على ضوئها، ويعلم أيضاً أن المملكة العربية السعودية قطعت شوطاً كبيراً مع النظام في سورية، الذي لا تكن له عداوة بقدر ما تخاصمه في موقفه الداعم لدور حزب الله في المنطقة وتعزيز نفوذ ايران على حساب أمن الدول العربية. وبالتالي فإن جوهر المشكلة بالنسبة للمملكة لا يرتبط بالنظام السوري بل بالعدائية المطلقة لايران واجنحتها وعلى رأسها حزب الله وتدخله في اليمن، وعليه فإن أي تسوية مقبلة في هذا الملف يمكن أن تُعيد

السفارة السعودية الى دمشق وتُعيد معها الزخم الى العلاقة بين البلدين، وما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية عن تغير النزعة في المنطقة والعالم حول دور الرئيس السوري بشار الأسد وتحوله من رجل منبوذ الى رجل مطلوب، يحدد مسار التفاهمات التي ينسجها النظام ويعكس الاسباب التي عادت بميقاتي رئيساً للحكومة، حيث يكتفي رئيس تيار العزم وابن مدينة طرابلس بالتعبير عن حزنه عند مشاهدته صهاريج المازوت تعبر بطريقة غير شرعية سورية نحو الاراضي اللبنانية كاسرة قرار الحظر الدولي على ايران.

  • شارك الخبر