hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حســن ســعد

لبنان يتعرَّض لعمليتي إنقاذ... الشعب ضحيتيهما

الأربعاء ١٢ أيار ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من سوء حظ لبنان، أن شعبه العظيم "يتعرَّض" لعمليتي إنقاذ، فاشلتين حتى الآن، واحدة ينفذها المجتمع الدولي "عرب وغرب"، والأخرى تنفذها المنظومة الحاكمة "زعماء وأحزاب بالجملة والمفرق"، وكأنهما طرفان يخوضان معركة شرسة، أخطر ما فيها أن الشعب اللبناني هو أحد الأسلحة، وبالتحديد سلاح الابتزاز عبره، وهو الضحية الوحيدة للطرفين.
على الجبهة الدولية، مجرد عدم الاقتناع بأن بلوغ مستوى "الوَهْم" المسيطر على معظم اللبنانيين حدَّاً يقارب "الإيمان" بقدرة زعماء وأحزاب البلد على الإنقاذ وبوجود نيّة لديهم بتطبيق الإصلاحات، بالرغم مما ارتكبوه من أزمات وما تسبّبوا به من خراب وإفقار وإذلال، كفيل بتأكيد أن ما يقوم به المجتمع الدولي هو تنفيذ عملية "إنقاذ إكراهي"، لا يمكن عبره استدراج غالبية الشعب للمساهمة في التغيير المطلوب دولياً، خصوصاً أن من يُعمَل على تجميعه "من كل الوديان" والتلويح به ليس مؤهلاً ليكون البديل.
على الجبهة الداخلية، مجرد اطمئنان زعماء الطوائف وقادة الأحزاب إلى ثبات ولاء الجماهير وإلى إخلاص المناصرين، الذي يبلغ عند البعض حدّ إعادة الانتخاب وعند البعض الآخر حدّ الفداء بالروح والدم، مهما فعلوا أو ارتكبوا بحق البلاد والعباد، كفيل بتأكيد أن ما تقوم به المنظومة الحاكمة هو "إنقاذ أناني"، يضمن لها إنقاذ نفسها أولاً عبر الحؤول دون محاسبتها لبنانياً ودولياً، و/أو منع عودتها إلى السلطة على حد سواء.
اللافت في الصراع المحتدم بين عمليتي الإنقاذ، أن العملية الأولى التي يقودها المجتمع الدولي، لغايات سياسية ومصالح اقتصادية كبرى، تعتمد أسلوب "الذئب الكاسر"، عبر غرس مخالب الحصار والتكشير عن أنياب التهديدات والعقوبات على أنواعها، بينما العملية الثانية التي تقودها المنظومة الحاكمة، لغايات شخصية ومصالح حزبية طائفية صغرى، تعتمد أسلوب "الثعلب الماكر" من خلال تحكمه بمفاصل السلطة والقضاء وتغلغله في الإدارة.
لبنان اليوم ليس في نعيم فرصة إنقاذ طبيعي وبريء، بل هو في جحيم معركة قاسية وضارية بين مجتمع دولي ينفذ "إنقاذاً إكراهياً" ومنظومة حاكمة تنفذ "إنقاذاً أنانياً"، سلاحهما الابتزازي وضحيتهما شعب بغالبيته أسير "وَهْم راسخ" من الصعوبة إزالته بالحصار والعقوبات، ومدمن على انتخاب مصيبته، بل ومستعد لحماية صانعي تخلّف بلده بالروح والدم، وإقناعه بغير ذلك من شبه المستحيل.
بين المجتمع الدولي والمنظومة الحاكمة حال من الخصومة قد تتطوَّر قريباً إلى حال من العداوة، سيصبح معها اللبنانيون، إن لم تتوافر تسوية عاجلة، "كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ ... أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ".

  • شارك الخبر