hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

لا رئيس صُنع في باريس: فراغ طويل بانتظار التوافق الكبير

الجمعة ٩ حزيران ٢٠٢٣ - 00:10

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أحبطت الولايات المتحدة والسعودية آمال بعض المستشارين في الإليزيه والتي تجلّت بمبادرة ايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الرئاسة مقابل تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة. طبخة أُعدت في بعض مطابخ بيروت وتحديدا من قبل فريق الثنائي وتم تسويقها أوروبياً لقاء بعض التسهيلات التي وعدت بها فرنسا مع الجانب الايراني.

سارعت الدول المؤثرة بالملف اللبناني الى اجهاض الفكرة الفرنسية، وعملت واشنطن مع الرياض على فرملة الحركة الفرنسية مع وقوف قسم كبير من القوى السياسية المسيحية والمعارضة بوجه الفرنسيين وإسماعهم مواقف عالية السقف تؤكد رفض هذه الاطراف لأي رئيس تسمّيه قوى الممانعة وتحديدا حزب الله.

انكفأ ماكرون لبنانياً بطلب عربي اميركي، وترك الساحة للعراب السعودي حيث عاد الملف الرئاسي الى القواعد السعودية الاميركية وبتنسيق مع طهران التي تتولى الرياض وقطر هذه المهمة. لمست واشنطن خروجا فرنسيا عن جوهر الاتفاق والذي ينص على ضرورة دعم مبادرة رئاسية تحمل معها رئيس خارج النادي السياسي التقليدي وأن يكون توافقيا يُسمى باجتماع الدول الراعية للملف اللبناني وتوافق عليه غالبية الاطراف. أما الحديث عن توافق مسبق حول الرزمة فهو مجرد تمنيات لدى البعض الراغب بتطبيقها.

تعلمت الرياض من الدروس السابقة أن التمسك بمركز دستوري في لبنان واشهار دعمها لمرشح رئاسي، يُكلفها الكثير من التنازلات المقابلة والتي يطالب بها الثنائي حزب الله حركة أمل، وهذا ما حصل معها في تسوية الدوحة حين كلف وصول الرئيس ميشال سليمان تنازلات على المستوى الحكومي والوزاري اضافة الى سلة التعيينات اللاحقة، وهي اليوم غير مُستعدة مع القوى الداعمة لها في الخارج بتكرار هذا السيناريو، خصوصا وأن التطورات الداخلية وتوزيع الكتل النيابية داخل مجلس النواب يأتي لصالحها، والامور تذهب أيضا نحو تفاهمات واسعة في المنطقة والاقليم، وبالتالي لن يكون لبنان بمنأى عنها أو خارجا عن سياقها الطبيعي ليأتي برئيس تحد يسميه هذا الفريق أو ذاك.

من هنا يقول السفير السعودي لسائليه عن موقف المملكة، إن الجميع "فيهم الخير والبركة"، وان جُلَّ ما تريده الرياض او الدول الاخرى التي تجتمع لبحث الملف اللبناني هو اخراج البلد من أزمته عبر اتفاق سياسي واسع على ادارة الازمة والاتيان برئيس وحكومة متجانسَيْن. ولا ترغب السعودية بتكرار سيناريو السنوات السابقة بل تدعم اي نهج اصلاحي بنيوي في الدولة اللبنانية، وهي غير معنية بأي قرار يتخذه اللبنانيون في حال ارتضوا القبول بحكومة الثلث المعطل ووزراء من السياسيين، فعندها يعود القرار الى الداخل اللبناني، فإما ينتقل الى مرحلة جديدة يقود فيها بلاده نحو الافضل أو يبقيها ضمن السياسات التي كان معمول بها سابقا والتي أوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم.

ورغم كل الخلافات بين الاطراف في الداخل والخارج، يبقى التوافق على مبدأ واحد وهو اطالة أمد الفراغ لأشهر اضافية ربما الى ما بعد الاتفاق النووي الايراني الذي يقترب أكثر من التوقيع على اتفاق اطار بين ايران والغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وبعدها قد يبدأ الحديث جديا عن رئيس للجمهورية يحظى بغالبية اصوات مجلس النواب ولا يحتاج الى دورة ثانية أو ثالثة أو مستشارين وموفدين فرنسيين.

 

  • شارك الخبر