hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

"سويسرا" الجنوب: سنديان خمسمئة عام يحترق

الإثنين ٢٧ أيار ٢٠٢٤ - 14:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست "يارون" إسماً عابراً في نشرات الأخبار المحلية والعربية والدولية تنقل يوميات الاعتداءات الإسرائيلية على ساحاتها العتيقة، التي يرتفع فيها المسجد إلى جانب الكنيسة، اللذين تساويا في تلقي قذائف العدو، منذ اندلاع عمليات "الإسناد والإشغال"، قبل سبعة أشهر ونصف الشهر.

بلدة القصور
لأرض يارون وموقعها الجغرافي حكايات، يعود عمرها إلى خمسة قرون، هو عمر سنديانها المغروس على مساحة مئات الدونمات، المطلة على قريتي كفربرعم وسعسع الفلسطينيتين، والمجاورة لبلدة "صلحا"، إحدى القرى اللبنانية السبع التي سلختها اتفاقية سايكس بيكو عن لبنان العام 1916، وتقوم على أنقاضها مستوطنة " أفيفيم". كما شهدت أرضها على معركة حامية قادها الشيخ ناصيف النصار، عميد عشائر جبل عامل، في مواجهة أحمد باشا الجزار، في العهد العثماني، وقضى فيها النصار بعدما سقط عن حصانه على صخرة، صارت معلماً ومقصداً، وذلك في العام 1781.
وفي هذه البلدة المسيجة ببنت جبيل وعين إبل ورميش ومارون الراس، واحدة من أبرز ظواهر الإغتراب الجنوبي واللبناني، التي حولت البلدة إلى "سويسرا" الجنوب، بعدما عمرت بكثير من البيوت الجميلة والقصور الفارهة والفاخرة، وشوارعها الرئيسية الواسعة وأحراج السنديان والصنوبر والخروب وأشجار الأرز، لم تسلم فيها قاعة "ناصيف النصار" من الغارات الإسرائيلية، فسوتها بالأرض، بعدما كان يجري الاستعداد لافتتاحها. وكذلك عشرات المنازل في الحارات القديمة، المجاورة لكنيستها ومسجدها. وهي بيوت تراثية مبنية بالحجارة الصخرية "الكدان".

قدمت يارون، التي كانت دروباً للعابرين الناجين المثقلين بوجع التهجير، من أهالي صلحا في أيار 1948، وملجأً مؤقتاً للكثير من عائلاتها، عشرات الشهداء، في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، سقطوا على يد العدو الإسرائيلي، الذي يوغل مجدداً في القتل والتدمير، فسقط اثنان من أبنائها "شهيدين على طريق القدس"، ولم يعف الفرق الصحافية، التي كانت تغطي أضرار القصف الإسرائيلي، فاستهدفهم الطيران المسيّر، وجرح أحدهم بجروح طفيفة، وهو الزميل المصور قي قناة الجزيرة عصام مواسي.

يبلغ عدد أبناء بلدة يارون، حسب سجلات النفوس، أكثر من 12 ألف فرد، من المسلمين والمسيحيين، يعيشون الأفراح والأتراح سوياً. ويزيد عدد المغتربين من أبناء يارون على ثمانين بالمئة، ينتشرون في الولايات المتحدة الأميركية (كاليفورنيا، نيويورك) وبنما، وأستراليا، ودول أميركا الجنوبية وغيرها. ولهؤلاء بصمتهم في المساهمة بتحسين نواحي الحياة والبنية التحتية وجمالية العمران في البلدة، الممتددة على مساحة تفوق 15 ألف متر مربع، يزرع قسم كبير من أراضيها بأشجار الزيتون، التي حرم الأهالي من موسمه، إلى جانب زراعات بعلية أخرى وتبغ.

تتابع بلدية يارون ومخاتيرها وفعالياتها شؤون وشجون الأهالي النازحين من أبنائها، إلى مناطق صور وبيروت، من خلال اللجنة التي شُكلت مع بداية العدوان الإسرائيلي.
ويؤكد نائب رئيس بلديتها، حسين جعفر، أن بلدة يارون -جارة فلسطين- هي بلدة التآخي والعيش المشترك، منذ أكثر من أربعمئة عام. وأن تاريخ يارون معمد بالشهادة، ابتداء من الشيخ ناصيف النصار، الذي واجه جيش أحمد باشا الجزار، الذي هدم قلعتها التاريخية عام 1781، مروراً بتفجير الكثير من بيوتها وارتكاب المجازر بحق عدد من أبنائها في السبعينيات، من قبل العدو الإسرائيلي.

وقال جعفر لـ"المدن"، إن الخسائر التي ألحقها العدو الإسرائيلي في بلدتنا كبيرة جداً، وإلى جانب استشهاد مقاومين من خيرة أبنائها، دمر أكثر من أربعين منزلاً تدميراً كاملاً في كل أنحاء البلدة، وعلى وجه الخصوص في الحارات القديمة، التي تشكل روح يارون التاريخي النابض. وأيضاً دمّر محطة المياه والبئر الارتوازي، المنجز حديثاً بتكافل البلدية والأهالي الخيرين، وألحق أضراراً بمئات المنازل وشبكة الكهرباء.

ويضيف جعفر، إن البلدية تواكب كل التطورات المتعلقة بالبلدة، وتقف إلى جانب أبنائها النازحين، من كل طيفها الاجتماعي، الذي يصر على دفن أمواته في ترابها، على الرغم من الغارات والقصف المستمرين.

حسين سعد- المدن

  • شارك الخبر