hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

سبت الدعم يطلق شرارة التدويل.. واشنطن والفاتيكان على خط بكركي

الإثنين ١ آذار ٢٠٢١ - 00:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تنزل مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي التي اطلقها في "سبت دعم بكركي" بردا وسلاما على حزب الله وجمهوره وفي نطاق أوسع بيئة محور "الممانعة"، حيث توالت البيانات والمواقف المستنكرة والشاجبة لما أسماه هؤلاء التدويل في حين ذهب المفتي احمد قبلان الى "تخوين" الصرح لأنه طالب بالحياد في زمن "داعش والاحتلال".
لَخص مشهد بكركي يوم السبت عمق الخلاف حول جوهر المشكلة ورؤية كل طرف لأي لبنان يريد، ويمكن القول ان الحراك الجدي قد انطلق فعليا بعد خطاب البطريرك الراعي، رغم الانقسام المسيحي وتحديدا التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، حيث بدا كل طرف منهما "بي الصبي" لمواقف الراعي، وفي الواقع ثمة قسم كبير من جمهور الطرفين يتبنى كلام الراعي ولكنه يتباين من حيث الشكل، فالقوات انطلقت من علاقتها التاريخية بالصرح لتشيد بمواقف سيده وزحفها نحو باحته لقول ما يريده رئيسها سمير جعجع، فيما وجد أنصار التيار ان البطريرك تبنى ما يتحدث عنه العهد ولم يأت بجديد على مستوى المطالب.
وأمام هذا التبني "الملغوم" سلسلة خطوات تطالب بها بكركي كل طرف يؤيد مطالبها، فالوقوف في المنطقة الرمادية بانتظار حدوث أي تطور على الارض لا يُعَول عليه والخروج بمواقف عبر الاعلام من قبيل "نحن نقف خلف بكركي ونؤيد مطالبها" لا يستوفي شروط المواجهة في هذه المرحلة، وعليه ينصح الصرح البطريركي الاحزاب والقوى المسيحية والوطنية، اطلاق حملة تأييد واضحة لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية والحياد الايجابي بوجه كل التطورات التي تحدث في المنطقة، وأي كلام آخر يأتي في اطار ذر الرماد في العيون ويعرقل مهمة الصرح.
أوساط مسيحية على اطلاع بمواقف بكركي، تشير الى أن البعض لم يقرأ التاريخ جيدا، وغاب عن باله الدور الذي لعبه الصرح قبل عشرين سنة، حين أطلق المطارنة الموارنة نداءهم الشهري بوجه النظام الامني السوري اللبناني، يومها سخر بعض رعاة هذا النظام ولم يكترثوا لتلك المواقف واعتبروها "فشة خلق"، ولكن سرعان ما تم تشكيل جبهة معارضة انطلقت من قرنة شهوان وتوسعت الجبهة بلقاء البريستول تزامنا مع الاخطاء التي راكمتها السلطة يومها وتوجت مسيرتها باعلان حكومة اللون الواحد برئاسة الرئيس الراحل عمر كرامي، قبل أن يأتي زلزال 14 شباط وبعده تظاهرة 14 آذار لتخلط الاوراق ويدخل العامل الخارجي كعنصر ضاغط قلب موازين القوى بين شارعين.
وبحسب المصادر يتكرر هذا السيناريو حيث كانت انطلاقته الاولى في تموز الماضي في "عظة الحياد"، وتوالت بعد ذلك النداءات الى أن اعلن البطريرك الراعي الدعوة الى مؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية عندما وصل القادة الى حائط مسدود وباتت حقيقة انفجار المرفأ واموال اللبنانيين الضائعة والفراغ السياسي في البلاد وأزمة السلاح، كلها أمور تتطلب حلا كبيرا لا يمكن لأي طرف داخلي ايجاده.
وفي السياق تشير الاوساط الى أن الراعي يتحرك على أكثر من خط وبمباركة ودعم فاتيكاني حيث تولي ادارة الكرسي الرسولي اهتماما كبيرا لهذا الملف وتتواصل مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يعتبر الكاثوليكي الثاني الذي يعتلي كرسي المكتب البيضاوي بعد الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة جون كيندي، ولما لهذا الامر من أهمية على المستوى الكنسي قد يساهم بتقاطع المصالح الاميركية في المنطقة ويستثمره لبنان، وبالتالي فان ما يقوله الراعي ويدافع عنه يأتي خلاصة تواصل مع عدد من الدول التي تولي أهمية للكيان اللبناني بمفهومه التعايشي، وأي خرق لهذا المبدأ يستدعي التدخل السريع لاعادة التوازن.
وتؤكد الاوساط أن مصالح الدول المعنية تتقاطع على ضرورة المحافظة على الواقع المسيحي في لبنان، وهذا الامر لا يمكن أن ينجح الا في ظل دولة مؤسسات قوية تمتلك الكثير من عوامل القوة لكي تتمكن من ضبط الايقاع الداخلي في ظل وجود زخم دولي ضاغط، مشيرة الى أن المرحلة المقبلة ستشهد حراكا على هذا المستوى لن يقتصر فقط على بكركي التي وضعت المدماك الرئيس له، بل سيشمل قوى ستتحرك على الارض وسيكون هناك رزنامة عمل واضحة في هذا الاطار لأن الامور وفق ما هو واضح ومرسوم، تتجه نحو الاسوأ مع الفرز الطائفي والمناطقي المعتمد من قبل بعض الاطراف.
في المقابل تدعو أوساط دبلوماسية الى رصد تحرك ادارة بايدن على مستوى المنطقة، والتي بدأت بتوجيه ضربة لايران عبر البوابة السورية ثم انتقلت الى الملف السعودي حيث تفاوض اليوم ولي العهد محمد بن سلمان على دماء الصحافي جمال خاشقجي في وقت يتطلع الداخل الى رصد ما سيتوصل اليه التحقيق في مرفأ بيروت والذي قد يحمل في طياته معالم تدويل جديد للأزمة اللبنانية في حال أصرت الدول الغربية على ذلك، ويكفي بحسب الاوساط التلميح الى الشاحنات التي نقلت النيترات من داخل المرفأ الى وجهات محددة من دون الكشف عنها، ليتأكد للجميع ان ورقة التحقيق في المرفأ في يد من يملك صور الاقمار الصناعية الراصدة لمنطقتنا.
يبدو ان لبنان دخل مرحلة حُبلى بالمفاجآت، ومن وجد أن مسيرة بكركي وكلام الراعي لا يتخطى عتبة الصرح يكون مخطئا، وما عليه الا الانتظار لترقب مسار الاحداث.

  • شارك الخبر