hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - حـسـن ســعـد

حلّوا عن الجيش... المطالبة بالطوارئ ليست بريئة

الأربعاء ٢٥ آذار ٢٠٢٠ - 06:32

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من نكد الدهر على لبنان وشعبه أنّ غالبيّة الأحزاب التي تعاقبت وتناوبت على الحكم، سواء كانت في الموالاة أو في المعارضة أو لعبت الدورَين معاً في الوقت نفسه، لم تَكبُر بالمعنى الوطني، وإن كَبُرت بمعنى آخر فهي لم تقدِّم ما يثبت وطنيّتها الفعليّة لا النظريّة، إذ أنّها ما تزال تخوض معارك انتقاميّة وتقامر باللبنانيّين وأرزاقهم وصحتهم من أجل تصفية حسابات "طائفيّة، سياسيّة، سلطويّة، رئاسيّة وشخصيّة" وتحقيق مكاسب خاصة لا تمت إلى الصالح العام بأي صلة.
صحيح أن الحكومة مسؤولة عن التأخير لعدة أيام في مكافحة فيروس كورونا العالمي. إلا أن الأحزاب مسؤولة أيضاً، فهي تأخّرت، أكثر من الحكومة، عن القيام بواجباتها الوطنيّة، أو على الأقل اتجاه محازبيها ومناصريها، ولو ضمن حدود التوعية من مخاطر الوباء.
اليوم، من الصعوبة بمكان، الاقتناع بصدق نيّات غالبيّة الأحزاب، التي تطالب بفرض حالة الطوارئ بداعي الخوف من تفشّي وباء كورونا في لبنان، خصوصاً أنها من أصحاب السوابق في حرمان المواطن من أبسط حقوقه، أيام مشاركتها في حكومات كانت تعتبرها مجرَّد دجاجة تبيض ذهباً وتنفيعات. عدا عن مساهمتها في صناعة وتعطيل حلّ الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة.
اِلتقاء هذه الأحزاب على المطالبة بفرض حالة الطوارئ، بمعنى تسليم الجيش اللبناني مقاليد الأمور وزمام إدارة المؤسسات والسلطات والموارد والحريّات، لا يعني أن المطالبة بالطوارئ بريئة، فالدوافع والمنافع مختلفة بين حزب وآخر، وبالتالي قد تضمر أو تؤدّي إلى:
- تجميد "غير مباشر" لعهد رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، وقطع طريق بعبدا على مرشحه الرئاسي "القوي".
- وضع حكومة الرئيس حسان دياب تحت "الحجر العسكري"، المفتوحة نتائجه وتداعياته على كل الاحتمالات.
- وضع الجيش في الواجهة والمواجهة، أي رفع المسؤوليّة عن الطبقة السياسيّة ضمناً"، ما يمنح البعض فرصة استهداف القيادة العسكرية على أكثر من صعيد وبشكل مباشر.
- تعريض عناصر وضبّاط وقيادات المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنيّة لخطر الإصابة بالفيروس بسبب الانتشار الشامل، في حين أنّ نسبة التجاوب مع التعبئة العامة تساعد على تطبيق ما يلزم حيث لا إلتزام فقط.
- تحجيم، وربما تعطيل، المبادرات المدنيّة التي تقوم بدور أساسي ومطلوب بقوة في مهمّة مكافحة الوباء.

المرحلة خطيرة وحرجة، فالجشع السياسي الحزبي متفشٍ، والثقة بالحكومة مفقودة، والثقة بالأحزاب على شفير الانقراض، والمناصب والمكاسب لا تدوم.

لذا، حلّوا عن الجيش، واتركوا للشعب اللبناني المؤسسة الوحيدة التي استحقت ثقته عن جدارة واقتناع.

  • شارك الخبر