hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

حزب الله والوجدان المسيحي: انعطافة واعتراف!

الخميس ١ كانون الأول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


اختار حزب الله في لحظة رئاسية حسّاسة الكشف عن تواصله مع كل من البطريركية المارونية وحزب الكتائب اللبنانية. وصارت تفاصيل اللقاءين معروفة.

أضاء هذا الكشف المقصود عن رغبة حزب الله في إظهار نيته الحد من التشنّج في علاقته مع الجماعة المسيحية، من غير أن يعني أنه يقلل بذلك من شأن علاقته بالتيار الوطني الحر الذي لا يزال الحليف الأول والرئيس للحزب.

كما أماط اللثام عن نقاشات داخلية لدى الحزب تتناول منذ فترة سبب تردّي العلاقة مع مكونات مسيحية غير حليفة، وخصوصا مع بكركي، وهي العلاقة التي أخذت منحى إنحداريا عنيفا غداة زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الأراضي المقدسة في الأسبوع الأخير من أيار ٢٠١٤، وأثّرت في مجمل العلاقة التي لم تصطلح حتى اليوم.

تيقّن الحزب بعد جهد أن العلاقة مع المكوّن المسيحي، باستثناء القوات اللبنانية التي لا يزال يعتبر أن العلاقة معها من المحرّمات، لا بدّ أن يجري تصحيحها، عبر تجاوز أو معالجة عدد من المحطات التي أثارت الحساسيات أو التي أظهرت الحزب حريصا على الوحدتين الشيعية والإسلامية باعتبارهما تتقدّمان على أي اعتبار آخر.

وطالما دفع التيار الوطني الحر أثمانا باهظة سياسية وشعبية نتيجة هذا الاعتقاد لدى الحزب، وبفعل تصرفات وآليات عمل لا تأخذ في الإعتبار العقل الجمعي والوجدان المسيحي. ولا تخفى في هذا السياق الحساسية المسيحية الفائقة على أي تصرّف لدى الحزب يظهره أحاديا مستفزا أو حتى حزبا قائدا.

فهل استدرك حزب الله كل هذا الواقع، وانخرط في مقاربة مغايرة تعيد ربط ما انقطع مع أفرقاء مسيحيين وتخفف من التشنّج، وترفع عن كاهل حليفه التيار الوطني الحر أثقالا حمّلته خسائر جسيمة سياسية وانتخابية، وخصوصا وسط الجيل الشاب؟

الحاصل حتى الآن يوحي بأن المسؤولين عن التواصل مع المسيحيين باتوا على قناعة بأهمية تغيير آليات التعاطي وأدوات الشغل وما رافقها سابقا من سوء تقدير في الكثير من المحطات. ولا تزال حادثة عين الرمانة (١٤ تشرين الأول ٢٠٢١) ماثلة بأخطائها وخطاياها، وكيف خرجت منها القوات اللبنانية بأكبر قدر من الربح السياسي والإنتخابي، فيما لا يزال الحزب حتى اليوم متأثرا بتصلّب بكركي الذي ما كان ليكون بالحدية القائمة لو عرف الحزب كيف يقارب بعقلانية ولا انفعال زيارة الراعي الى الأراضي المقدسة ومغزاها مسيحيا ومارونيا.

 

  • شارك الخبر