hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار رياضية أخبار رياضية - بيتر الشويفاتي - اخبار اليوم

حرب صربيا وكوسوفو في غرف لاعبي مونديال قطر 2022

الإثنين ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 12:25

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


خلّف تفكك يوغوسلافيا السابقة مجموعة أزمات وحروب برزت من جديد الخلافات بين مجموعة هويّات واعراق فرضت نفسها على القارة العجوز. وقد حققّت كل من كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة استقلالها في العام 1991 الامر الذي تسبب باندلاع حرب دامية مع صربيا راح بنتيجتها ألاف الضحايا.

رفعت الحرب والنزعة الاستقلالية لدى مكونات يوغسلافيا السابقة منسوب القومية الوطنية والموجات الاستقلالية والمشاعر الدينية والعرقية المختلفة، فكوسوفو التي تتميز بتركيبة سكانية فريدة من نوعها بأغلبية سكانية مسلمة ذات عرق الباني والتي كانت تحت إشراف جمهورية صربيا ذات الغالبية المسيحية في عهد يوغوسلافيا السابقة، كانت من ابرز الكيانات المتأثرة بالموجات الاستقلالية وبالمشاعر الدينية ما دفعها الى تأسيس جيش تحرير كوسوفو (KLA ) لتحقيق استقلالها عن نفوذ صربيا، التي ردت بشن حرب عنيفة في مواجهة جيش تحرير كوسوفو وضد كل محاولات الانفصال.

اتهمت صربيا من قبل الناتو بتنفيذ التطهير العرقي ضد سكان كوسوفو كما قامت قوات الـKLA بتعذيب سكان الصرب الاوفياء لصربيا في شمال كوسوفو.

تدخل حلف الناتو لايقاف الحرب بين صربيا وجيش كوسوفو واقترح تسوية "الرامبوييه" والتي نصت على تمركز 30 ألف جندي من قوات الناتو في اماكن النزاع لحفظ السلام.

رفضت صربيا اقتراح حلف الناتو واتهمته باتخاذ التسوية حجة لشن حرب عسكرية ضدها وشنت قوات الناتو حملات قصف عنيف على صربيا لمدة 78 يوما اجبرت الضرب على سحب قواتهم العسكرية من داخل كوسوفو.

اتخذت الأمم المتحدة قرارا حمل الرقم 1244 يمنع القوات والسلطات الصربية من التدخل في شؤون كوسوفو، وقامت الامم المتحدة بتنفيذه في العام 1999، لكن ذلك لم يؤمن تأسيس دولة مستقلة لكوسوفو بعدما وضعت كل من صربيا والصين وروسيا شرط موافقة صربيا على اي اعلان لاستقلال كوسوفو.

رعت الامم المتحدة في العام 2006 محادثات بين الأطراف المعنية، واقترحت صربيا في خلالها إعطاء حق الحكم الذاتي لكوسوفو لكن الاخيرة رفضت التنازل وتشبثت بمطلبها الأساسي وهو الاستقلال التام من صربيا، ثم أعلنت استقلالها في العام 2008 واعترفت بهذا الاستقلال دول عدة من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

عرضت صربيا على المحكمة الجنائية الدولية تقييم شرعية استقلال كوسوفو ضمن القوانين الدولية وذلك تفاديا لاندلاع حرب جديدة، وخلصت المحكمة الى ان قرارها يتعلق فقط بالقرار الذاتي لكوسوفو بالاستقلال وغير متعلق بالعوامل التارخية في زمن يوغوسلافيا السابقة، واعتبرت المحكمة في قرارها أن هذا الاستقلال لم يعارض القوانين الدولية كون كوسوفو تمتلك كل العوامل الأساسية لبناء دولة.

ولكن حتى هذا التاريخ لم يتحقق استقلال كوسوفو بالرغم من قرار المحكمة ومن اعتراف الولايات المتحددة وبريطانيا باستقلالها، وقد حالت اسباب عدة دون ذلك ابرزها :

- الفيتو الروسي والصيني على استقلال كوسوفو انطلاقا من ان كوسوفو لم تكن يوما جمهورية في قلب يوغوسلافيا السابقة بل كانت جزءا من الجمهورية الصربية، واعتبرا ان هذا الاستقلال يهدد السيادة الصربية.

- لم يكن قرار المحكمة صارما ولم يشمل العوامل التاريخية، وقد اعتبرت كل من كوسوفو وصربيا ان قرار المحكمة كان لمصلحتهما.

- رغبة معظم الدول الاوروبية بالحفاظ على الحالة المشتركة والأراضي المعترف بها دوليا من دون خلق تغيرات قد تفتح شهية اكثر من مكون يطمح الى الاستقلال. فاذا حصلت كوسوفو على استقلالها ستكون الحجر الاول في الدومينو ليلحقها اقليم كاتالونيا في إسبانيا (لذلك لم تعترف إسبانيا باستقلال كوسوفو)، وكردستان العراق وتايوان وصوماليلاند والصحراء الغربية في المغرب وغيرها. وقد تصبح كوسوفو نموذجا لكل المجموعات الدينية والعرقية في الدول للمطالبة بالاستقلال عن بلدانها مما يهدد الاستقرار في دول كثيرة وكبيرة.

ووصل الصراع في منطقة البلقان الى مونديال قطر 2022 عندما علق لاعبو صربيا في غرفة ملابس اللاعبين قبل مباراتهم مع البرازيل علم بلدهم وخارطته مشمولة بالأراضي الكوسوفية مع شعار "لا للاستسلام". فسارع وزير الرياضة الكوسوفي الى مطالبة الفيفا بالتدخل والى فتح تحقيق مع لاعبي الفريق الصربي.

واعتبر المراقبون ان خطوة اللاعبين الصرب ليست عفوية بل مقصودة وتحمل رسائل واضحة، وجأت بعد تنفيذ حكومة كوسوفو مرسوما ينص على خضوع الصرب الذي يدخلون كوسوفو لفحوصات قبل تزويدهم ببطاقة هوية، الامر الذي اعاد توتير الاجواء في المنطقة.

فهل ستدفع هذه الخطوات المتوترة المعنيين الى السير في نزاع جديد يولد مواجهات قد تكون دامية، ام انها ضغط سيؤدي الى فرض تسوية جديدة تعيد تغيير مصير منطقة البلقان؟

  • شارك الخبر