hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

حرب باردة عالمية وحروب باردة لبنانية

الخميس ٢٨ أيار ٢٠٢٠ - 06:22

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كان وليد جنبلاط اول من تنبأ قبل اسابيع بحرب باردة عالمية جديدة، واستشعر اولى هبّاتها القوية بين اميركا والصين، وبين اميركا وإيران وحلفائها، وحذر من انتقالها الى لبنان، لكن بعد فوات الاوان. فقد شهد لبنان خلال هذا الشهر حروباً باردة بين المتخاصمين وبين الحلفاء انفسهم، لامست قضايا ميثاقية ودستورية بالغة الحساسية، ووصلت السجالات حولها الى حد استحضار التقسيم عبر طرح الفيدرالية والحرب الاهلية.
وصلت رياح الحرب الباردة الى المنطقة عبر بوابة ايران بعد كسرها للحصار الاميركي المفروض عليها وعلى فنزويللا وارسال اسطول ناقلات نفط الى كراكاس، ومتى وصلت الحروب الى المنطقة لا بد من تطال لبنان بحكم علاقات الطرفين اميركا وايران بالقوى السياسية اللبنانية، فجرى تبادل رسائل ساخنة عبر خطب العيد وبعض المواقف السياسية، طالت برأي بعض الاطراف المحرمات او الثوابت (التابو).
وصلت الرسائل الى الاطراف المعنية، ورد كلٌّ منها على طريقته وبما يتناسب مع رؤيته العامة للامور ومع شعبويته السياسية والمناطقية، لكن الكلام الفيصل يبقى لمن يعتبره الكثيرون الاقوى في المعادلة الداخلية وهو حزب الله، فجاء كلام السيد حسن نصر الله الواضح بالامس ليُطمئن الجميع: "الحزب لا يريد ولا يسعى لا لحرب اهلية ولا للسيطرة على البلد وعلى الحكم، وان تركيبة البلد تفرض التوافق". واعلن سحب كلامه عن "المؤتمر التأسيسي" بعد توضيح القصد من طرحه وقتها.
كلام السيد الهاديء جاء بعد مواقف بعض اركان الحليف العوني الساخنة حول ربط السلاح بالمجاعة والفساد وحول الفيدرالية، وبعد كلام المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان عن تبديل الصيغة اللبنانية، والردود عليه. ومن المفروض ان يترك كلام السيد فسحة تأمل وتفكّر سياسية، حسب اوساط الحزب، ليراجع كل طرف موقفه ويهدّئ خطابه ويذهب الى ما يُرسي حالة استقرار سياسي في البلاد يحتاجها الحزب لحماية رأسه ولمعالجة المشكلات الكبرى المطروحة مالياً واقتصادياً ومعيشياً، والتي لها الاولوية الان بنظر الحزب.
اوساط قيادية في التيار الوطني الحر تؤكد ايضاً ان التيار ليس من دعاة التقسيم ولا الفيدرالية، "فلا مؤسس التيار رئيس الجمهورية ميشال عون دعا لهذا المنطق، ولا رئيس التيار جبران باسيل صدرت عنه مواقف او دعوات كهذه. بل ان التيار كان اول من اسس للتفاهمات الوطنية وعمل للتوافق".
وبعد... ثمة قوى اخرى نفضت يدها بالكامل من مقولات التقسيم والفَدْرّلة، من حركة "امل" الى القوات اللبنانية وحزب الكتائب وسواهم، بعدما استشعرت مع الاخرين مخاطر هذه المعزوفات، فإذا كانت كل القوى السياسية لا تتبنى مقولات الفيدرالية او التقسيم رسمياً ولا تدعو للحرب الاهلية ولا هي خطرت في بالها، ما الداعي اذا لهذه الحروب الباردة بينها؟ والى اين ستصل بهذا الخطاب الاستفزازي؟

  • شارك الخبر