hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بين حزب الله والاشتراكي: جمهور يرفض التوافق

الإثنين ١٥ آب ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


فرض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نفسه على الساحة الدرزية التي تفرّد بتمثيلها النيابي على حساب الخصم اليزبكي التاريخي، وجدّد جمهور المختارة البَيعة لزعيمه كقائد لسفينة بني معروف داخل مجلس النواب رغم كل ما حصل على الضفة الأُخرى وتحديدا مع رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب.

بعد الامتحان النيابي وما أفرزته صناديق الجبل، بدأ جنبلاط يدرس الخيارات الوطنية التي يمكن ان يلجأ اليها في سنوات الاستحقاق المقبلة، ورأى أن التغيرات في المنطقة وما نشهده من تقدم ملموس على مستوى الاتفاق النووي مع ايران والمحادثات التي تُجريها الرياض مع طهران يفرض عليه "الحياد الايجابي" مع الخصوم السياسيين في الداخل وتحديدا حزب الله، رأس حربة المشروع الممانع في المنطقة. ومع تفويض قسم كبير من الدروز رئيس "الاشتراكي" بإدارة هموم القسم الاكبر من الطائفة، باتت الامور بالنسبة اليه أكثر حاجة لمهادنة حزب الله وفتح قنوات حوار معه طالما أنه ينطلق من مركز قوة.

بالنسبة لجنبلاط، من السهل عليه اقناع الجمهور والمحازبين بظروف الاستدارة وتوقيتها والهدف من ورائها، وهو في الاساس يشرح موقفه للدائرة الضيقة وللمسؤولين في المفوضيات الحزبية، ولكن ظهرت في السنوات الاخيرة لاسيما بعد الازمة الاقتصادية، اصوات اعتراض وصلت أصداؤها الى قلب المختارة، مطالبة بتوضيح بعض المواقف واللقاءات على غرار ما حصل مع التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون في اللقاء الاخير في بعبدا قبل أكثر من سنة، وواجه جنبلاط الكثير من اصوات الاعتراض المطالبة بتوضيحات مقنعة، فالحال اليوم لم تعد كما كانت في السابق حيث يُعمم "الفرمان" ويسير من دون أي اعتراض مسبق على قاعدة "صُدق"، فكيف اذا كان الفرمان اليوم العودة الى الضاحية وفتح قنوات تواصل مع حزب الله بعد كل المواقف الهجومية التي شنّها زعيم المختارة ومعه زحف حزبي وشعبي في الجبل تجلّى في أكثر من محطة وكان ابرزها حادثة شويا حين اعترض الاهالي من بيئة "الاشتراكي" موكبا عسكريا لحزب الله كان أطلق صاروخا على الاراضي المحتلة من خراج البلدة، يومها كادت تقع الفتنة لولا تدخل كبار القيادات الدرزية والشيعية منعا لانزلاق الامور وتحولها الى اقتتال داخلي.

عكست هذه الحادثة مستوى الاحتقان لدى الشارع الدرزي الرافض بالمطلق لسلاح حزب الله ولاحداث السابع من ايار المطبوعة في ذاكرة الشارع الجنبلاطي رغم كل الدعوات المتكررة لامتصاص النقمة. فقد زاد الحذر ورُسمت خطوط التماس النفسية بين الطوائف وزادت الازمة الاقتصادية من مفاعيل هذه الخطوط، وما التحالفات التي يعلن عنها هذا الفريق أو ذاك الا محاولات لتغطية هذا الاحتقان الذي ينفجر عند أول بروفا على الارض.

الاجتماعات التي عقدها جنبلاط مع بعض الكوادر والمشايخ وتناول فيها مسألة الهدنة مع حزب الله لم تكن على قدر كبير من الايجابية، فلمس الرجل نقمة كبيرة تجاه مشروع الحزب ورفض مطلق لأي تحالف مباشر معه وفضَّلت المرجعيات تثبيت الهدنة على قاعدة كل طرف في أرضه على ان يبقى التواصل محصورا بالمهمات الامنية بين القرى المختلطة أو المجاورة للبيئتين، اما البحث عن تفاهمات سياسية فهي متروكة لجنبلاط الذي يرى مصلحة الطائفة ويقرر على ضوئها.

ورغم التفويض السياسي الا ان الحرم الديني يضع قيوده على جنبلاط غير القادر على الذهاب بعيدا في حواره مع الحزب فهو مقيد بـ "لاءات" الطائفة وبمشروعه السياسي الذي يمتد نحو عواصم القرار التي يمكن ان تتقاطع مصالحها مع رغبات القوى المناوئة لحزب الله. ولكن في الوقت نفسه يمكن للرجل أن يتموضع خارج السياق العام للمحاور الداخلية اللبنانية ويعود الى تموضعه الاساسي ليكون بيضة قبان السياسة اللبنانية وجوكر التسويات الكبرى. ويساعد جنبلاط على هذا التموضع، الرفض المقابل لشخصه لدى الجمهور الشيعي حيث ظهرت الانتقادات الواسعة لدى بعض المحللين والناشطين السياسيين في الحزب الذين حذروا حارة حريك من طعن جنبلاط لمحورالمقاومة على مدى سنوات ورغبته الكبيرة بالانقلاب عليه وهو برأيهم الاقرب الى الرئيس نبيه بري منه الى السيد حسن نصرالله... فهل يقطع جمهور الحزب والاشتراكي الطريق أمام أي تقدم نحو تحالف مستقبلي أم أن الامر لا يتعدى تعزيز هدنة مؤقتة تُحاكي التسوية القادمة؟.

  • شارك الخبر