hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - هيلدا المعدراني

بعد التجويع "العطش"... المياه بالغالونات والصهاريج وعجز عن إدارة الأزمة

الثلاثاء ٥ تموز ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


الطوابير في لبنان على كثرتها أصبحت واقعاً لا بدّ منه يختبر اللبنانيون أنواعا منها، حتى انهم تعايشوا مجبرين مع بعضها بعد أن خذلهم المسؤولون وتخلّوا عن دفة القيادة في أكثر من محطة بعد إغداقهم الوعود ليقع الارتطام مرة تلوَ الأخرى.

والمفارقة العجيبة ان سبب الأزمات معلوم والتنظير حول مآلاتها وحجم الكوارث الوشيكة حديث على كل لسان، فتكاد لا تصمت أبواق المزايدة والنعي و"التبشير" بالأسوأ، تطل برأسها على مدار الساعة من الشاشات ومن على المنابر.

الأزمة الحالية المتمثّلة بانقطاع المياه لم تكن مفاجئة لبعض اللبنانيين، فهو أمر متوقع مع تدهور الأوضاع مؤخراً، وقد أدّت الأعطال العديدة في مؤسسة مياه لبنان والتأخر في إنجاز الإصلاحات العاجلة، الى ارتفاع نسبة العجز في ايصال المياه الى المستهلكين، مع تناقص ساعات التغذية بالكهرباء ونضوب الوقود المخصّص لضخ المياه.

وكما في الشتاء أزمة تدفئة، في الصيف أزمة مياه تُضاف الى أزمة الخبز والمحروقات والكهرباء والاتصالات وانقطاع بعض الخدمات والسلع غلاء الأسعار،الخ...، ليُحرم اللبنانيون في موسم الحرّ من أبسط متطلبات الحياة "الاستحمام" والتنظيف، فالمياه لا تصل الى بيوتهم وخزاناتهم "منشّفة" وكعادتهم انطلقوا في رحلة البحث عن خطط بديلة للتحايل على مرّ الواقع، فتارة ينزحون الى القرى وتارة أخرى يستعينون ببعضهم البعض والتفتيش عمن تتوفر لديه المياه، والخيار الأمثل لدى الميسورين هو شراء صهريج المياه بكلفة 500 الف ليرة والفقراء بالغالونات.

مياه الشرب هي الاخرى أصبحت باهظة الثمن، وبحسب التقديرات التي تشير اليها التقارير، فقد قفزت كلفة المياه 200% شهرياً، ولعلّ الهاجس الأكبر هو صعوبة تأمينها هي الاخرى، لتصبح من الكماليات لدى البعض وربما أصبحت في القريب العاجل مفقودة، وحتى لو توفّر المال تكون صعبة المنال.

ويربط مراقبون بين الأزمات والأحداث السياسية المتعثّرة، باعتبار انه لكل أزمة خلفية سياسية فثمّة من يدير في الغرف السوداء أمور البلد ويسير به الى الشلل العام، وما نشهده اليوم ليس سوى استكمالاً لفصول الانهيار الناجم عن الفساد وعجز عن إدارة الأزمة، حيث تسيطر طغمة حاكمة على مفاصل القطاعات الحيوية وهي لا تريد للبلد النهوض بل هي راكمت ثروات هائلة ونهشت لحم الفقراء، وهي لن تتوانى عن تعطيش اللبنانيين بعد تجويعهم بغية استكمال مخططها.

هل لبنان فقير بالمياه فعلاً؟

الإجابة هي انه يوجد في لبنان 40 نهراً، 17 منها دائمة الجريان ثم تأتي المياه الجوفية التي تغذي الينابيع والجداول، ولان كل منابع المياه تنطلق من اراضيه هو قادر أن يزيد من قدراته الاقتصادية مداخيل بقيمة 4 مليارات دولار سنوياً بحسب بعض الخبراء فيما لو استثمر بالمياه، كما ان الإدارة السيئة للمياه المبتذلة أدّت الى ضرب كل مصادر المياه العذبة من ينابيع وانهار وبرك وسدود ومجاري مياه، ولم تنفع التحذيرات المتكررة للـ "اليونيسف" من نضوب المياه العذبة في لبنان ومن ان 71 % من السكان قد لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب.

  • شارك الخبر