hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

الموجة الثانية للإنتفاضة... ماذا تغيّر؟

الثلاثاء ٩ حزيران ٢٠٢٠ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في الشكل، بدا المشهد متشابهاً بين انتفاضة 17 تشرين الأول وانتفاضة 6-6 من حيث المواجهات وعمليات الكر والفر بين المجموعات المحتجة وبين القوى الأمنية، او تكرار مشهد خروج المتظاهرين ذاتهم بعرض قوة العضلات من الخندق العميق، او من جهة العنف الذي اندلع من بداية التظاهرات. لكن مضمون الإنتفاضة رقم 2 جاء مُعدّلاً بفقرات كثيرة ومضامين جديدة.
الإنتفاضة الأولى رفعت شعار "كلن يعني كلن"، وأدت الى نقمة شعبية عارمة على السياسيين ومحاصرتهم، لتنتهي باستقالة الرئيس سعد الحريري. فيما النسخة الثانية من الإنتفاضة مختلفة من حيث الأحداث والظروف. فهي تحصل في ظل انقسام سياسي خطير، ووسط اختناق اقتصادي مخيف، وبعد الدخول في مرحلة "قانون قيصر" ضد سوريا وحلفائها والعقوبات الأميركية الجدية على لبنان، من دون نسيان تأثيرات كورونا التي لم تظهر عوارضها في تشرين الأول الماضي.
الانتفاضة الثانية ايضاً التي انطلقت بمطالب حياتية وتحت عنوان اسقاط حكومة حسان دياب، كان مُقدّراً لها ان تكون أكثر حزماً وتأثيراً لأن الوضع الاقتصادي والمعيشي اصبح دراماتيكياً، لكنها شهدت إرباكات عديدة، فتراجع عدد من اجنحتها عن المشاركة تحت وطأة الضغوط والترهيب الذي حصل، وفبركة المطابخ السياسية، والتركيز على ان التظاهرات تستهدف سلاح حزب الله، حتى لا تأتي بالنتائج المرجوة ومن اجل فرط الحشد.
حملت النسخة الثانية من 17 تشرين التي لامست خطر الحرب المذهبية وعودة الحرب الأهلية، متغيرات تعكس التحولات السياسية الكبرى التي جرت في الأشهر الأخيرة على صعيد الشارع كما السلطة السياسية.
الإنتفاضة الثانية كانت بأكثر من عنوان، مع بروز عامل جديد تمثل بنزول مجموعات حزبية "على المشكوف" بشعارات سياسية للمطالبة بنزع سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية، مما دفع السلطة وفريق 8 آذار إلى شن حرب نفسية تهويلية على التظاهرات، ترافقت مع خروج مجموعات مؤيدة للثنائي الشيعي الى الشارع المضاد.
اللافت للنظر في كل ذلك، ان "المتظاهرين الأصليين" او السلميين كانوا في "واد ثانٍ"، فتركيزهم كان منصباً على المطالب الحياتية والانهيار الحالي، وذهب فريق للمطالبة باسقاط حكومة الرئيس حسان دياب، التي لم تفلح في الغاء المحاصصة بالتعيينات وفي الاصلاح الموعود، وهدفهم عدم استفزاز اي فريق بشعارات سياسية معينة.
التفاوت كان واضحاً بين الإنتفاضتين، وما جرى على الأرض من مواجهات خطيرة كان متوقعاً، كما يؤكد احد القياديين في الحراك، استناداً الى حملة التهويل التي قام بها سياسيون من فريقي السلطة و8 آذار إتجاههم، ومن خلال التصويب على الضباط المتقاعدين وخلق اشكالية لهم في علاقتهم مع حزب الله بفبركة الشائعات، وعلى هذا الاساس، يضيف القيادي، جرى تحسب مسبق بالتركيز على القضايا المتعلقة بالانهيار الاقتصادي والمعيشي وفشل الحكومة والاستغناء عن الشعارات السياسية او ضبطها، لكن المطبخ المقابل للتحرك سعى إلى إجهاض التظاهرة وحرفها عن المسار وجرّها الى الفخ، بعد ان تولّت ماكينة الشائعات بث السموم الطائفية لشرذمة الشارع والتخريب.
خلاصة ما يقول احد السياسيين، ان الإنتفاضة الأخيرة تم اللعب فيها على الشكل التالي: من قبل مجموعات مسيحية استغلت التحركات لركوب موجة فرض القرارات الدولية وتصفية الحساب مع حزب الله. من الجانب الشيعي الذي قام باستعراض قوته تجاه المطالبين بسلاحه. والأخبار المُفبركة والضخ على وسائل التواصل الاجتماعي.

  • شارك الخبر