hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

السفراء سجّلوا ملاحظاتهم: الانقسام المسيحي يرجّح كفة الثنائي

الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من خماسية الى رباعية فثلاثية.. هكذا أنهى سفراء الدول الخمس المعنية بالملف الرئاسي اللبناني جولاتهم على المعنيين، حيث بدأ السفراء جولتهم قبل عطلة الاعياد مكتملي العدد قبل أن ينهوا الجولة في حارة حريك بلقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بثلاثة منهم "القطري المصري والفرنسي".

في الجانب المسيحي وحده رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التقى السفراء الخمسة من دون اي تغيب، في حين غاب السفير السعودي وليد البُخاري عن لقاء بنشعي مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لاسباب صحية، وغابت السفيرة الاميركية ليزا جونسون عن لقاء البياضة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لادراج الاخير على لائحة العقوبات الاميركية.

في الشكل، يمكن القول إن جعجع تقدم على باسيل وفرنجية وعكس صورة معراب الجامعة للخماسية والتي تولي الرجل بحسب القواتيين أهمية نظرا لدوره وتمثيله في الشارع المسيحي وتواصله مع هذه الدول على عكس منافسيه. وفي الشكل أيضا، يمكن تأكيد الفيتو السعودي على فرنجية أو أي مرشح يطرحه حزب الله من دون التنسيق مع الطرف الآخر المؤيد للرياض، وهنا تشير مصادر سياسية مواكبة لعمل اللجنة لـ "ليبانون فايلز" الى أن رئيس المردة أبدى امتعاضه من خطوة بُخاري وقد تأكد من الموقف السعودي الرافض له عند حضور بُخاري اللقاء مع باسيل في البياضة. وردد فرنجية أمام مقربين منه هذا الامتعاض حيث اشار الى أن خصومه يدفعون السعودية والولايات المتحدة الى وضع الفيتو على ترشحه متهما اياهم برفع تقارير ضده لاسيما الى المسؤولين في المملكة.

وفي حين لم يشفع فطور السفارة السعودية لفرنجية أو يساهم بشكل أو بآخر في رفع رصيده الرئاسي، كان لحضور بُخاري في دارة باسيل نكهة مميزة بالنسبة للتيار الوطني الحر الذي مارس هوايته المفضلة في تسويق هذا الحضور واستثماره لصالح رئيسه، ولم يكد ينتهي اللقاء حتى بدأت اقلام المصادر داخل التيار بتوزيع الاجواء الايجابية وتحديدا تلك المتعلقة بالسفير بُخاري الذي خصصت له تلك الاقلام المساحة الاكبر في التسريب متحدثة عن "غزل" الرجل بتفكير باسيل وبحضوره، فصبت الاجواء لمصلحة باسيل وتُركت مساحة صغيرة لشرح بعض الافكار التي جاء من أجلها السفراء الى البياضة.

التحليل من حيث الشكل، يُخفي مضمون ما تصبو اليه الخماسية في الملف الرئاسي وارتباطه بالملفات الاخرى الأكثر أهمية بالنسبة لدولها، وهنا يقودنا الحديث الى الاهتمام الكبير الذي يوليه الاميركيون والغربيون لدور الثنائي الشيعي في الحياة السياسية اللبنانية وكيفية التعامل معه وفقا لمصالحهم حيث ترى هذه الدول أن نجم المسيحية السياسية نحو الأفول وكلما زاد الشرخ داخل هذا المكوّن كلما كان اسهل عليها الحديث في الملفات الدسمة الي يمكن أن يعالجها الحوار مع الثنائي عبر القنوات الدبلوماسية المباشرة أو غير المباشرة. وعززت حرب غزة وتداعياتها قوة الثنائي في لبنان كما ايران في المنطقة، حتى وصل الامر بواشنطن الى التواصل مع طهران وتنسيق الضربة ضد اسرائيل بما يتناسب مع المصالح الدولية ولا يفجر المنطقة، كما دفع هذا التواصل واشنطن الى زيادة الضغط على تل أبيب لثنيها عن ضرب ايران، فتحوّلت العداوة "الشكلية" الى تواصل مستمر تجنبا لتصعيد خطير يقود الجميع الى حافة الهاوية. هذا الامر انعكس ايجابا على دور الثنائي الشيعي في الداخل وقد عزز حزب الله تحديدا حضوره في مختلف الملفات وحاصر القوى المسيحية وأرغمها على تقديم تنازلات لصالحه. أما تلك التي تمسكت بموقفها الرافض لدور الحزب فلم يعد أمامها الا الذهاب نحو الخيارات البديلة عن الدولة المركزية والبدء بتسويق الفدرالية كمشروع يخلصها من تداعيات دولة الثنائي العميقة، وفي الاطار قد نشهد في المرحلة المقبلة خطوات جدية على الارض من قبل بعض الاحزاب المسيحية الرئيسية تعزز هذا الطرح.

  • شارك الخبر