hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

الجيش هو الحلّ...

الثلاثاء ٢٨ نيسان ٢٠٢٠ - 07:30

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لقد وصل الوضع اللبناني إلى عنق الزّجاجة اليوم، ولم يعد بالامكان انتظار الحلول السياسيّة من حكومة فاقدة القدرة السياسيّة. وهي التي تتحرّك وفقاً لقواعد السلطة السياسيّة التي سعت إلى إيصالها. أمّا التفلّت الأمني الذي يفضي إلى الاقتتال الداخلي، فمرفوض من قبل الجميع. فخيار الحرب ساقط. وما بين السياسة والحرب، يبقى حلّ واحد محكوم من قبل ثلاثة أطراف.

ممّا لا يخفى على أحد أنّنا قادمون في لبنان على انقلاب والأطراف الثلاثة التي سنشير إليها هي وحدها قادرة على هذه الخطوة كالآتي:

- الطرف الأوّل: الشّعب والثورة. هذا الخيار متاح، لكنّه صعب؛ لا يتحقّق لأن لا سلطة سياسيّة مواكبة للثورة، بل إنّ من يواكبها هي جماعات سياسيّة مبنيّة على قاعدة الفلول الغابرة التي مرّ الزمن على أفكارها وعقائدها السياسيّة، وباتت اليوم غير مؤهّلة للتطبيق. لذلك، هذا الانقلاب غير واقعيٍّ، ولن يصل إلى أيّ نتيجة إن أقدم هذان الطرفان عليه.

- الطرف الثاني: هو الطرف الأقوى ميدانيّاً وسياسيّاً، وهو "حزب الله" الذي يملك القوّة العسكريّة الرديفة للدولة، كما أنّه يملك قوّة سياسيّة مواكبة، إضافة إلى امتلاكه شبكة نقديّة يسعى إلى فرضها من خلال سيطرته على السلطة النقديّة في الدّولة اللبنانيّة، عبر إسقاط رياض سلامة، حاكم المصرف المركزي الذي يقف عقبة في وجه تطبيق سياسة "الحزب" الاقتصاديّة.

أمّا في حال قام هذا الطّرف بهذه الخطوة فسيتحوّل لبنان حتماً إلى فنزويلا الشرق الأوسط مع فارق بسيط جدّاً، وهو أن لا نفط بيد "الحزب" والدّولة اليوم لمواجهة العالم، أو على الأقلّ للصمود. فإذاً، هذا يؤشّر إلى أنّ الاقدام على هكذا عمل يعني انتحاراً جماعيّاً ستدفع ثمنه البيئة الحاضنة لـ"الحزب" مجتمعة.

- الطرف الثالث: وهو الطرف الذي ليس بحاجة إلى سلطة سياسيّة لأنّه مقبول من قبل النّاس كلّهم، ووحده يستطيع مواكبة ثورتهم. كما أنّه يملك القدرة العسكريّة والأمنيّة كي لا تفلت الأمور من زمام سيطرته. وبالتالي لن يستطيع "الحزب" المسلّح، أو أيّ سلاح متفلّت أن يواجهه، لأنّه سيكون قد ارتكب عمليّة انتحار. كما أنّ هذا الطّرف وحده قد يحظى بالدّعم الاقليمي والثقة الدّوليّة لأنه الوحيد الذي ما زال يتمتّع بمصداقيّة في عمله المؤسساتي.

وأعني بهذا الطرف الجيش اللّبناني. هذه المؤسسة الوحيدة التي تستطيع أن تستلم زمام الأمور من دون الاصطدام مع أحد. لذلك كلّه، الجيش اليوم مطلوب أن يقول كلمته ويمشي. النّاس وثورتهم سيواكبونه بالفطرة الوطنيّة الموجودة لديهم، ودليلنا في ذلك هو عدم وجود أيّ شعار أو أيّ علم في الثورة إلا العلم اللبناني. كما يُشهد لتصرّفات الجيش مع الثوار التي إن شابها بعض الافراط بالعنف أحياناً، إلا أنّ الثوّار يتقبّلونه دائماً. كذلك إنّ المؤسّسة العسكريّة هي وحدها قادرة على إعادة إنتاج سلطة سياسيّة بعد تطهيرها من الفاسدين. وبالطبع سيحظى بالغطاء الدّولي، ولن ينزلق إلى نماذج الدّول العسكريّة في العالم. والدليل في ذلك الدّعم الذي ما فتئ يتلقّاه من الولايات المتّحدة الأميركيّة، بغضّ النّظر عن تجاوزات "حزب الله"، وبعض رجال السياسة في البلد. لذلك، على ما يبدو حتّى الآن، وللأسباب التي ذكرناها، سيكون الجيش اللبناني هو الحلّ في المرحلة القادمة، وإلا لن ينفع البكاء وصريف الأسنان.

د. ميشال الشماعي - نداء الوطن

  • شارك الخبر