hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - خيرالله خيرالله - الراي

ماذا سيعني فشل ماكرون؟

الإثنين ٣١ آب ٢٠٢٠ - 06:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع عودة الرئيس فرنسوا ماكرون الى بيروت، اليوم، يظهر بوضوح انّه لم تعد في لبنان اسرار. هناك عهد انتهى، هو عهد «حزب الله».
ليس معروفاً بعد هل هي نهاية عهد... أو نهاية البلد في الذكرى المئوية لاعلان «لبنان الكبير» من قصر الصنوبر في بيروت في اوّل سبتمبر 1920.
الخوف كلّ الخوف من ان يؤدي فشل ماكرون في مهمته ذات الطابع الإنقاذي، الى نهاية عهد ونهاية بلد في الوقت ذاته.
ما كشفته الأسابيع القليلة الماضية انّ الخلافات بين «حزب الله» و«التيّار الوطني الحر» التي طفت ليومين او ثلاثة، قبل بضعة أسابيع، لم تكن جدّية اطلاقاً.
ما خرج على السطح، كان شعورا حقيقياً بالتضايق من سلاح «حزب الله» لدى القاعدة العونية. ما لبث «حزب الله» ان أعاد الأمور الى نصابها، أي الى وجود طرف قويّ واحد مهيمن في البلد.
هذا الطرف هو الحزب نفسه الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» الإيراني. صار الحزب يقرّر من هو رئيس الجمهورية المسيحي في لبنان ومن هو رئيس الوزراء السنّي.
ما يؤكّد ذلك ان البحث جار على قدم وساق عن بديل من حسّان ديّاب يكون نسخة مطابقة له قدر المستطاع. لم يتردّد نائب بيروت فؤاد مخزومي ان قدّم نفسه عبر احدى الفضائيات العربية بصفة كونه حسان دياب آخر وإن بغطاء نائب مستقلّ.
لم يعد في لبنان مكان لرجال احرار، او على الاصحّ لرجال دولة. لم يعد من مكان سوى لاجندة «حزب الله» الإيرانية التي تفرض في الوقت الحاضر بقاء حكومة «حزب الله» برئاسة دياب كحكومة تصريف اعمال، في انتظار نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية.
هذا ما يريده «الحرس الثوري» في ايران وهذا ما بات جزءا من اجندة ميشال عون.
يحصل ذلك كلّه تحت عنوان عريض اسّست له وثيقة كنيسة مار مخايل في السادس من فبراير 2006. إنّها وثيقة بين حسن نصرالله وعون. هناك عنوان عريض من بندين لهذه الوثيقة، بعيداً عن كلّ ما ورد فيها من كلام عام لا علاقة له بالواقع.
يقضي البند الاوّل بتوفير غطاء مسيحي لسلاح ميليشيا مذهبية. ويقضي البند الثاني بحماية سلاح «حزب الله» لتوق العونيين الى السلطة، أي اطلاق يدهم في كلّ ما يسمح باستغلال موارد الدولة تحت عنوان «استعادة حقوق المسيحيين» التي يدّعون ان اتفاق الطائف حرمهم منها.
لم يتغيّر شيء منذ العام 2006. ما تغيّر ان عون صار رئيسا للجمهورية كي يتمكّن «حزب الله» من متابعة السير في اجندته. تبيّن انّ كلّ كلام آخر عن رهان على عون ولعبه دور «بيضة القبّان» لدى وصوله الى رئاسة الجمهورية ليس سوى رهان في غير محلّه.
فعون يريد رئاسة الجمهورية بغضّ النظر عمّا يحلّ بالجمهورية. من هذا المنطلق، يبدو الكلام الاخير للنائب بيار أبو عاصي من نوع الكلام الشديد الدقّة في وصفه لعون.
يقول النائب العضو في «القوات اللبنانية»، التي يتحمّل رئيسها سمير جعجع المسؤولية الأكبر في إيصال عون الى قصر بعبدا: «قصدت بغول الموت رئيس الجمهورية ميشال عون. ربّما سمعت منه اجمل الوعود والشعارات في تاريخ الجمهورية، لكننا لم نر الا الموت والدمار منذ دخوله العمل السياسي».
ما يؤكّد صحّة كلام أبو عاصي موقف عون من الكارثة التي شهدها لبنان والمتمثلة بالدمار الذي لحق ببيروت.
لا يدرك رئيس الجمهورية والرئيس الفعلي للجمهورية، اي صهر عون، معنى انهيار النظام المصرفي ومعنى كارثة تفجير ميناء بيروت وابعادها.
لا يليق برئيس للجمهورية لعب دور المتفرّج على ما يجري في البلد رافضاً تحمّل مسؤولياته، بما في ذلك مسؤولية عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفجير الميناء، رغم التحذيرات التي تلقاها.
اقلّ ما يستطيع عمله عون هو الاستقالة. هذه الاستقالة هي الخدمة الوحيدة التي يستطيع تأديتها للبنان بدل التفكير في كيفية تفادي تحقيق دولي في الكارثة التي حلّت ببيروت.
مرّة أخرى، يسعى عون الى إخفاء حقيقة ما جرى. لا يشبه موقفه في 2020 سوى موقف اميل لحّود في 2005. اعطى اميل لحّود، وقتذاك، تعليمات بالتخلص من مسرح الجريمة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري... وإعادة فتح الطريق امام فندق سان جورج.
لولا لجنة التحقيق الدولية ولولا المحكمة الدولية، لما كان عرف يوماً انّ «حزب الله» وراء اغتيال الحريري ولما كانت كشفت الظروف السياسية التي كانت بمثابة اطار للجريمة.
الأخطر من ذلك كلّه، ان رئيس الجمهورية الماروني ليس قادرا على النزول الى الشارع لتفقد أحوال الناس ومؤاساتهم والتأكّد من ان الضربة التي تلقتها المنطقة المسيحية في بيروت يصعب القيام منها.
عشية مئوية «لبنان الكبير»، لا مكان لاحتفال كبير. لا مكان سوى للحزن والاسى في بلد يسير على وقع اجندة «حزب الله»، وهي اجندة إيرانية، فيما رئيس الجمهورية لا يفكّر سوى في اجندة خاصة به.
يختزل هذه الاجندة وصول باسيل الى قصر بعبدا في 2022 من جهة واسترضاء «حزب الله» من جهة اخرى. هناك غياب لايّ وعي لمعنى ما حل ببيروت وابعاد الكارثة والخطر الذي تمثله على مستقبل الوجود المسيحي في لبنان...
بين اجندة «حزب الله» واجندة عون، هناك خوف حقيقي على لبنان الذي يُخشى من ان تكون عملية تفجير الميناء، ومعها تدمير قسم من بيروت، اشبه بضربة قاضية لبلد ليس فيه، على مستوى القيادة، من يريد سماع نصيحة صديق مثل ماكرون.
كل ما طالب به ماكرون هو تشكيل حكومة تليق بلبنان ولا تكون لا على قياس عون ولا على قياس باسيل... والأكيد ان الحاجة الى رئيس مختلف لمجلس الوزراء وليس بشبيه من دياب وبديل منه!

  • شارك الخبر