ليبانون فايلز - متفرقات متفرقات
المانجو "فاكهة الشباب" و"شجرة السعادة".. زاخرة بمضادات الأكسدة والفيتامينات
السبت ١٠ آب ٢٠٢٤ - 08:08
المانجو هي فاكهة استوائية شهيرة، تتميز بلونها البرتقالي المشرق ونكهتها الحلوة الفريدة، وتُعتبر واحدة من أقدم الفواكه المزروعة والمستهلكة في العالم. يعود أصلها إلى جنوب آسيا، وتحديدا إلى المنطقة الواقعة بين شمال شرق الهند وبنغلاديش وميانمار.
جذورها
يقول الخبير الزراعي يحيى لـ "الديار": "يُعتقد أن زراعة المانجو قد بدأت قبل أكثر من 4000 عام في الهند، حيث كانت تُعتبر شجرة مقدسة، وتستعمل في العديد من الطقوس الدينية. من هناك، امتدت إلى باقي مناطق جنوب آسيا، ثم انتقلت الى بقية العالم عن طريق التجار والمستعمرين. وأصبحت معروفة في العالم الغربي بعد اكتشافها من قبل المستكشفين البرتغاليين في القرن الخامس عشر، عندما وصلوا إلى الهند".
يضيف: "بعد ذلك، قام البرتغاليون بنشرها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إفريقيا وأميركا الجنوبية"، ويشير الى "ان هناك مئات الأصناف المتنوعة من المانجو، التي تختلف في الحجم والشكل والنكهة، مثل المانجو ألفونسو، المانجو تومي أتكينز والمانجو كينت".
الأسعار على قاعدة "كل من ايدو الو"
وفي وقت يشهد فيه العالم عموما ولبنان خصوصا تفاوتا كبيرا في الأسعار، يتساءل العديد عن مدى تأثير ذلك في حياة الناس ومعيشتهم. ويتفاقم هذا الاختلاف عندما يتصرف التجار بحرية تامة دون أي رقابة أو تنظيم. وغالبا ما نرى تجارا يستغلون غياب الرقابة الفعّالة لرفع أسعار السلع كما يشاؤون، مما يؤثر بشكل كبير في القدرة الشرائية للمستهلكين.
ولمعرفة أسعار الفواكه، قامت "الديار" بجولة على بعض المتاجر الكبرى، حيث وجدت أن الأسعار تختلف بشكل غير مبرر بين المحلات والأسواق. فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر كيلو المانجو في منطقة طريق الجديدة 100 الف ل.ل، بينما يباع في فرن الشباك والأشرفية بـ 250 الف ل.ل. ويقوم التجار ببيع نفس السلعة بأسعار مغايرة، بناءً على تقديراتهم الشخصية أو رغبتهم في تحقيق أرباح خيالية.
وتكشف هذه الممارسات عن غياب التنظيم الفعّال من قبل الجهات الرقابية والوزارات المعنية، التي يفترض بها أن تضع ضوابط ، وتحافظ على استقرار السوق لحماية المستهلكين من الاستغلال.
معزز طبيعي للصحة
ويؤكد اختصاصي التغذية طه مريود لـ "الديار" أن "المانجو او المانغا تعتبر مصدرا غنيا بالعناصر الغذائية، وتتمتع بفوائد صحية متعددة. فهي مليئة بفيتامين(C)، الذي يعزز الجهاز المناعي ويساعد في تحسين صحة الجلد. كما تحتوي على فيتامين (A)، الضروري لصحة العينين والنمو الصحي للخلايا. وتكتنز المعادن المهمة مثل البوتاسيوم الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم ويحمي القلب ويخفض مستويات الكوليسترول الضار، والمغنيسيوم الذي يساهم في صحة العظام والعضلات. بالإضافة الى ذلك، تشتمل على كمية جيدة من الألياف التي تحسن عملية الهضم وتحافظ على سلامة الجهاز الهضمي، مما يقلل من مشكلات الإمساك. وهي أيضا مفعمة بمضادات أكسدة قوية مثل الفلافونويدات والكاروتينات، التي تحارب الجذور الحرة وتخفف الالتهابات، وتقي من السرطان بفضل غناها بمادة البوليفينول".
الاستخدامات
وأشار الى "انه يمكن تناول المانجو طازجة أو على شكل عصائر، سموذي، أو كرقائق مجففة او إضافتها إلى أطباق متنوعة مثل السلطات والحلويات. لذلك هذه الثمرة آمنة لمعظم الناس ومن المهم استهلاكها كجزء من نظام غذائي متوازن، حتّى أن اكلها بشكل منتظم يدعم الصحة العامة. ومع ذلك، قد توجد بعض الحالات التي ينبغي على الأشخاص توخي الحذر فيها إذا كان هؤلاء لديهم الاعراض التالية:
1- التحسس: قد يعاني بعض الأفراد من حساسية تجاه المانجو، مما يتسبب في ظهور علامات مثل الحكة، الطفح الجلدي، أو صعوبة التنفس، بسبب المركبات الموجودة في القشرة.
2- مرض السكري: تضم المانجو السكريات الطبيعية، لذا ينبغي على مرضى السكري مراقبة الكمية التي يتناولونها لضبط مستويات السكر في الدم. ويُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول مقادير كبيرة.
3- الجهاز الهضمي: تشتمل المانجو على كمية هائلة من الألياف التي قد تسبب اضطرابات هضمية مثل الغازات أو الانتفاخ إذا تم تناولها بمعدلات زائدة.
4- الاوضاع الصحية الخاصة: في حالات معينة مثل بعض الأمراض الكلوية أو مشكلات امتصاص المعادن، قد يكون من الأفضل تجنب أو تقليل اكل المانجو بعد استشارة الطبيب.
دراسات
وتطرق مريود إلى دراسة تحت مسمى: "The Effect of Mango Consumption on Glycemic Control in Patients with Type 2 Diabetes"، والتي أظهرت أن تناول المانجو بانتظام، يمكن أن يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم وحساسية الأنسولين لدى المرضى المصابين بداء السكري من النوع 2، ولكن يجب استهلاكها بكميات معتدلة مع مراقبة مستويات السكر في الدم.
كما تحدث عن دراسة ثانية بعنوان: "Dietary Mango Improves Constipation and Gut Health in Healthy Adults"، حيث وُجد أن إضافة المانجو إلى النظام الغذائي يمكن أن تعزز صحة الجهاز الهضمي وتخفف الإمساك بفضل محتواها من الألياف.
ويقول ان الدراسة الثالثة كانت باسم: "Antioxidant Properties of Mango (Mangifera indica) and Its Potential Health Benefits"، حيث أكدت أن المانجو يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الفلافونويدات والكاروتينات، التي تلعب دورا هاما في حماية الجسم من الأضرار التأكسدية والالتهابات.
وختم بدراسة أخيرة تحت عنوان: "The Role of Mango in Enhancing Vision and Preventing Age-Related Macular Degeneration"، حيث بينت أن الفيتامينات مثل فيتامين A والكاروتينات في المانجو تساهم في الحفاظ على صحة العين وتحسين الرؤية، وكذلك في الوقاية من أمراض العين المرتبطة بالعمر".
ندى عبد الرزاق - الديار