hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

هل يتخلى حزب الله وإيران عن الردّ على إسرائيل مقابل الهدنة في غزة؟

الخميس ٨ آب ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما ضربت الاستخبارات الأميركية ومعها وزير الخارجية أنتوني بلينكن المواعيد للرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنيه ورد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر، بدأت الساحة اللبنانية الداخلية تتحضر لأسوأ السيناريوهات المترافقة مع مشاهد اللبنانيين مزدوجي الجنسية يفترشون الأرض في مطار رفيق الحريري الدولي، ويقبعون تحت رحمة شركات الطيران التي رفعت أسعار تذاكر السفر بشكل خيالي.

التهديدات بالرد ودعوات المغادرة الفورية التي أطلقتها سفارات عربية وغربية أقلقت اللبنانيين، فعاشوا ساعات صعبة من الترقب والانتظار الثقيل لبداية الحرب الكبرى.

وعندما أعلن حزب الله عن إطلالة لأمينه العام السيد حسن نصرالله عصر الثلاثاء الماضي، عاد البعض بالذاكرة إلى مشهد السفينة الحربية الإسرائيلية ساعر التي أعلن نصرالله قصفها مباشرة على الهواء في خلال عدوان تموز 2006، فتوقع الكثيرون أن يعلن في إطلالة الثلاثاء بدء الرد على إسرائيل. لكن ما حصل كان مغايراً تماماً فالسيّد بدا كمن يريد التعامل مع إسرائيل بتأنٍّ وروية وشجاعة، مع الجزم بأن الرد آتٍ، معتبراً أن الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو "جزء من العقاب".

سياسة التأني والروية تعني أن الردّ على اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر لن يأتي سريعاً، بل سيعتمد الحرب النفسية التي يتقنها الحزب بوجه إسرائيل، فالاستنفار على الجبهة الشمالية وإقفال المصانع وتعطيل الأعمال يُكلّف تل أبيب الملايين من الشيكيلات يوماً والحرب الاقتصادية نوع من انواع الحروب.

ويمكن الفهم من اعتماد التأني والروية الحذر من انفلات الأمور وانزلاقها إلى حرب إقليمية لا يريدها أي طرف من بيروت إلى طهران وصولاً إلى واشنطن، ويبقى بنيامين نتنياهو الاستثناء الوحيد هنا لأنه ينتظر الرد ليشعل الحرب المدمرة التي تجر إيران والولايات المتحدة إلى مستنقعها.

أما اللافت في كلام نصرالله فهو التأكيد بأن الهدف ليس القضاء على اسرائيل بل منعها من تحقيق انتصار على المقاومة في فلسطين، ما يعني أن الدعوات السابقة إلى تحرير الأقصى وفلسطين لم يحن أوانها بعد، أو ربما صُرف النظر عنها راهناً مع الإبقاء على أهداف حرب الإسناد قائمة وتتمثل بالربح بالنقاط وعدم السماح بهزيمة حماس مهما بلغ عدد الشهداء والمفقودين والجرحى ولو سوّي قطاع غزة بالأرض.

كلام السيّد حول عدم نية القضاء على إسرائيل يذكرنا بكلام قاله المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي منذ فترة ليست ببعيدة، حين اكد أن إيران لم تقل يوماً إنها تريد أن ترمي إسرائيل في الحرب، وفي ذلك اعتراف  ضمني بالدولة اليهودية.

في كلام السيد نصرالله ما يجب التوقف عنده أيضاً، إذ قال إن ايران ملزمة بالردّ على اغتيال هنية في طهران، لكن ليس مطلوبًا من إيران وسوريا الدخول في القتال الدائم بل المساعدة والتسهيل، وهنا نتيقّن بألّا قرار ايرانياً بالتصعيد الكبير، ولا بفتح حرب كبرى في المنطقة، وبأن الجبهة السورية ستبقى خارج المعركة وستحافظ على هدوئها المعهود منذ طوفان الاقصى، مع التعويل على جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن.

وإذا نظرنا إلى التشديد على ضرورة وقف القتال في غزة لينسحب هدوءاً على الجبهة الجنوبية، يمكن أن نتوقّع مساومة بين التخلّي عن ردّ قد يشعل حرباً شاملة ووقف القتال في القطاع، وفي هذا السياق جاء كلام مسؤولين في البيت الأبيض ليؤكد أن جهود الرئيس جو بايدن للتهدئة قد تؤتي ثمارها وربما تعيد إيران النظر في خطتها للانتقام بعد اغتيال هنية، وقد كشف بلينكن عن تواصل أميركي-إيراني مباشر بهدف خفض التصعيد والتوتر.

فهل تتّجه المنطقة نحو التسوية فوق جثث الشهداء؟

  • شارك الخبر