ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس
لا رابط بين ردّ حزب الله على اغتيال شكر ومفاوضات الهدنة
الثلاثاء ١٣ آب ٢٠٢٤ - 00:00
"الرد أو الانتقام طبق يؤكل بارداً".
هكذا اختصر الرئيس نبيه بري والممثل الشرعي للثنائي الشيعي أمل-حزب الله التمهّل من جانب الحزب في الرد على جريمة اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.
هذا التمهل كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد أكد عليه في إطلالته الاخيرة، مشيراً إلى اعتماد التأني والذبح بالقطنة، ما أثار سخرية خصوم الحزب في الداخل وفي الإقليم، ومنهم من اعتبر أن حزب الله لن يرد لأنه لا يملك العدة الكافية لمواجهة إسرائيل والقطع البحرية الأميركية وما تحمل من طائرات من طراز F-22 raptor التي وصلت إلى البحر المتوسط للدفاع عن الدولة العبرية، على الرغم من كل الخلافات بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبمعزل عن إيران وردّها المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في حضن الحرس الثوري الإيراني في طهران، فإن حزب الله مجبر على الرد على اغتيال الرجل الثاني في صفوفه، وقد ضربت الاستخبارات الأميركية المواعيد لهذا الرد أكثر من مرة، آخرها يوم أمس الإثنين.
ومع التهويل الإسرائيلي بتدمير حزب الله والجنوب وبيروت، المترافق مع مساعٍ أميركية ظاهرية لجعل الرد محدوداً لا يطلق العنان لجنون نتنياهو، المتأهّب لجرّ المنطقة بأسرها إلى حرب شاملة تكون الولايات المتحدة وإيران طرفيها الأساسيين، يؤكد خبير عسكري عبر "ليبانون فايلز": أن "حزب الله كان قد أعلن أن استهداف بيروت أو الضاحية الجنوبية خطّ أحمر، وأي اعتداء عليهما سيقابله ردّ في العمق الإسرائيلي يطال تل أبيب أو القدس، من هنا علينا أن نتوقع ردّاً قوياً من جانب الحزب على اغتيال شكر، بمعزل عمّا ستقوم به إيران ردّاً على اغتيال هنيه".
ويضيف الخبير: "لا يمكن التكهّن بما إذا كان الرد على الجريمتَين سيأتي منسّقاً وعلى المحاور كلها دفعة واحدة من اليمن إلى العراق فإيران وصولاً إلى لبنان، أم سيكون بالمفرّق، كأن يبدأ حزب الله ردّه فتلحق به إيران وباقي جبهات الممانعة".
أما عن سيناريو الرد فيتوقع الخبير "أن يكون عبر اغتيال إحدى الشخصيات الإسرائيلية إن كان هناك سبيل إلى ذلك، أو من خلال هجوم بالمسيرات الانقضاضية والصواريخ بعيدة المدى ذات الوزن الثقيل، لأن أسلوب عمليات حزب الله بات معروفاً، إلّا إذا كان يملك سلاحاً نوعياً آخر كمضادات للطيران يفاجئ بها إسرائيل والعالم من خلال عملية نوعية كإسقاط طائرة حربية إسرائيلية في الأجواء اللبنانية".
على المقلب الإيراني، يبدو أن القيادة لا تريد التورط بردٍّ واسع يضرّ باحتمال وقف إطلاق النار، الذي تسعى إليه إدارة الرئيس بايدن ومعها القيادتان المصرية والقطرية، وقد حُدد الخامس عشر من الجاري موعداً مفصليّاً لجولة مفاوضات جديدة تنتهي بالتوافق أو بالفشل، تبعاً لأهواء "بيبي" الذي يقود دفة الحرب متجاهلاً الرغبات الأميركية والدولية بضرورة التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار واستعادة الرهائن، ويرى الخبير العسكري "ألّا رابط بين المفاوضات والرد من جانب حزب الله بعدما بات محشوراً بسلسلة المواقف التي أطلقها أمينه العام في مناسبات عدة راسماً عبرها خطوطاً حمراء لإسرائيل، فتخطتها في تحدٍّ كبير بلغ ذروته باغتيال فؤاد شكر".
ويبقى أن نترقب حجم ردّ الحزب والرد الإيراني بعدما كشفت الاستخبارات الإسرائيلية عن اكتمال الاستعدادات الإيرانية لرد واسع النطاق لا يشبه الردّ الصوري على استهداف قنصلية إيران في دمشق.