ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري
كيف أثّر الردّ الإيراني المنتظر على الاقتصاد اللبناني؟
الجمعة ٩ آب ٢٠٢٤ - 00:00
أنهكت مرحلة انتظار ردّ ايران وحزب الله على اسرائيل الدورة الاقتصادية اللبنانية المتعبة بالاساس من ذيول الازمات التي تعصف بهذا البلد منذ أكثر من خمس سنوات.
لا حديث في الاسواق المالية يعلو على صوت التوقعات وضرب المواعيد للضربة المنتظرة، فيما يشكو أكثر من تاجر وصاحب شركة من الانكماش الكبير الذي يشهده السوق منذ أكثر من اسبوع وسط مخاوف كبيرة من إطالة عمر حرب الاستنزاف وموعد الضربة. يؤكد خبراء اقتصاديون ان الاسواق المالية في لبنان تخسر بشكل يومي مبالغ كبيرة، محذرين من هذا الواقع الذي قد يجر البلاد الى حرب داخلية حقيقية نتيجة الانفجار الاجتماعي المتوقع، ويشير الخبراء الى ان الدولة اللبنانية تخسر بدورها بفعل تأثر الشركات بالازمة، فالاسواق جامدة والبعض فضَّل ادخار امواله في المنزل تحسبا لأي طارئ. حتى المواد الغذائية لم تلقَ الطلب الكبير أسوة بالمرحلة السابقة حين كان الدعم لا زال ساريا، ولعبت التطمينات من قبل التجار والمستوردين دورا ايجابيا بالنسبة للمواطن الذي تعلَّم من تجربته السابقة عدم تخزين السلع الغذائية في المنزل كي لا تفسد، في وقت عمد بعض اصحاب محطات الوقود الى تخزين مادة البنزين الى جانب المخزون الموجود في المحطة والذي يفرضه القانون خشية من انقطاع البنزين بشكل مفاجئ في حال حدوث أي طارئ.
واقع الحرب المنتظرة ترك آثارا سلبية على جميع القطاعات، وتأتي السياحة في المرتبة الاولى من حيث حجم الخسائر التي مُني بها هذا القطاع رغم آمال القيّمين عليه بأن يكون واعدا، الا أن تعليق الرحلات الى بيروت من قبل الشركات الغربية والعربية الكبرى والارباك الحاصل مع المغتربين اللبنانيين العائدين الى بلدهم، خلط الاوراق وكبَّد السياحة اللبنانية خسائر فادحة على عكس توقعات الوزير الذي انشغل طيلة الفترة السابقة بالحملات الاعلانية الجاذبة لهذا الموسم، فكان هدير الطائرات أقوى من اطلالاته.
وفي حادثة تختصر المشهد الداخلي اللبناني الخائف من الحرب، فوجئ أحد اصحاب المقاهي عصر الثلاثاء الماضي بهروب جماعي لزبائنه عقب خرق جدار الصوت من قبل الطيران الاسرائيل، فأقفل الرجل باكرا فيما تراجع عمل المقهى بشكل لافت. ربما حافظت بعض النوادي الليلية على روادها ولكن نسبة الحجوزات تراجعت بشكل لافت، وبمعظمها كانت من المغتربين الذين غادر قسم كبير منهم لبنان على عجل عائدا الى بلده.
حالات كثيرة تصادفنا تلخص معاناة اللبنانيين اليومية من حرب الاستنزاف، من دون اغفال الواقع المأساوي لقرى الشريط الحدودي المهجرين من قراهم والذين تكبدوا خسائر كبيرة وهائلة في ممتلكاتهم واعمالهم. وفي ظل غياب الحكومة عن أداء مهامها وعلى وقع طبول الحرب التي تقرع بشكل يومي، ينتظر اللبناني غيمة الحرب علّها تمر بسرعة ومن دون أثمان اضافية، لأن الوضع بحسب الخبراء الاقتصاديين سيشهد انهيارا كبيرا في حال طالت مرحلة الاستنزاف بين اسرائيل وحزب الله وقد تجرنا الى واقع داخلي مأساوي.