hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بين نزوح سني وهلال شيعي: القوى المسيحية تستنسخ تجربة "ناغورني كراباخ"؟

الأربعاء ٤ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 00:11

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


يصعب على الاحزاب المسيحية في البلاد "بلع" التغيير الديمغرافي الذي طرأ على لبنان، فهي تتصرف على أساس أنها أم الصيغة وعرابة لبنان الكبير في زمن ضاق هذا اللبنان على طموحات الاطراف الاخرى الآخذة نحو التمدد بأجنحتها كاسرة في نهجها الحزبي كل الحدود الجغرافية التي رسمها الجنرال غورو قبل أكثر من مئة عام.

هي مرحلة حزب الله من دون اي منازع، فهو الذي يدير كل شاردة وواردة في البلاد وباعتراف خصومه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية التي تفاوضه في كل تفصيل لبناني أو سوري، تارة عبر المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم وطورا عبر الرئيس نبيه بري المتروك للقضايا الاستراتيجية كملف الترسيم الحدودي.

وفيما يرسم الحزب خارطته السياسية على امتداد مناطق الشرق الاوسط، تواجهه القوى المسيحية بخطابات شعبوية لادراكها المسبق بأن سقف أي فكرة تطرحها لا يتخطى بضع اعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي وردود فعل مثنية من قبل المناصرين، في حين يواصل الحزب سياسة قضم ما تبقى من مؤسسات الدولة لصالح مؤسساته الاجتماعية والصحية والامنية، ويترك بعضا من الوقت للتسلية بتغريدات النائب السابق فارس سعيد أو ما يعادله برأيها، والتي تتضمن في غالبيتها دعوات الى المسيحيين للتمسك بالدولة ومواجهة مخططات حزب الله، فيما يواصل التفاوض مع القوى الكبرى وكأن شيئا لم يكن.

في المفاوضات حول الترسيم يضع الوسيط الاميركي آموس هوكستين لقاءه بالرئيس نبيه بري على رأس جدول أعمال الزيارات، فهو يعتبر أن الكلام مع الثنائي الشيعي يختصر أمامه طريق التفاوض الكبير. اما اللقاءات مع القوى السياسية والرسمية كرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فلا تعدو كونها اجتماعات للمجاملات ولالتقاط الصور وأرشفتها، فالكلام المفيد والموقف اللبناني الرسمي يجده الرجل حكما لدى الثنائي حزب الله- حركة أمل.

اما الملف الرئاسي فالبداية تبدأ في حارة حريك وتنتهي في عين التينة، والموفد الفرنسي الذي اكد في مبادرته التزام مرشح الثنائي النائب السابق سليمان فرنجية، حرص على اعطاء حزب الله فسحة كبيرة في المفاوضات، وأولاه مكانة متقدمة في دعوات قصر الصنوبر، اما فشل مبادرته فيعود في جزء كبير منه الى تمسكه بمبدأ التفاوض الذي يريده الحزب وخلفه ايران، في حين ينطلق في تباينه مع اللجنة الخماسية من اتهام واشنطن والرياض لباريس بالتواطؤ مع ايران لتمرير مرشحها في لبنان عبر الاليزيه.

لا يختلف الدور القطري عن الفرنسي بما يتعلق بمفاوضة الحزب، فالدوحة تعتبر أن ايران لها الدور الابرز في هذا الملف والحزب في لبنان معني بالدرجة الاولى في هذا الاستحقاق ولديه القدرة على تدوير الزوايا متى قرر، وهو قادر على اقناع مرشحه على الانسحاب اذا اقتضت الظروف الاقليمية والدولية، وهو فعل ذلك قبل ست سنوات.

اما الطرف المسيحي فلا قدرة لدية على قلب أي طاولة فالمرحلة اليوم هي مرحلة التغييرات الديمغرافية لصالح الثنائي الشيعي، فيما يساهم الصراع المسيحي- المسيحي في تهجير ابناء هذه الطائفة وتفريغ قراهم. وتشير غالبية الاحصاءات الى خطورة النزوح السوري على لبنان لناحية تغيير هويته بعد خمس سنوات ليصبح الطرف المسيحي أقلية غير قادرة على ممارسة حقها الدستوري واقتلاعها من أرضها عبر شرائها واستنساخ تجربة "ناغورني كراباخ". وطالما الحكم اليوم للأقوى فحزب الله قادر على قلب الطاولة متى أراد وفي التوقيت الذي يناسب محوره في المنطقة.

  • شارك الخبر